سالت دموعي عندما قرأت مقالة نشرت في الجريدة المكية الندوة ليوم الأحد 7 ذي القعدة 1433ه، بمناسبة اليوم الوطني. وما جعلني أقرأ هذه الجريدة وتلك المقالة هو رجل يوصف بأغلى صفات الإنسان الحسنة التي وصى بها الخالق عز وجل ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ألا وهي الوفاء في صلة القربى والمعرفة والصداقة والزمالة فلم يكن بيني وبين ذلك الرجل إلا معرفة عن بعيد في المناسبات. ولكن عندما تكون غريزة الإنسان في طبعه وتربيته وعمله وحياته تتغلب صفة الوفاء فوق المصالح الشخصية والمعرفة والصداقة والألقاب والغنى والوظائف العليا فيعمل الإنسان بكل وفاء . عصر اليوم الوطني تلقيت اتصالا من الدكتور هاشم حسن عبدالغفار، هل أنت الدكتور عبدالعزيز معتوق حسنين؟ فكان ردي بالإيجاب. قال الدكتور هاشم إنه تعب حتى حصل على رقم جوالي في يوم إجازة، ولكن توفق، وقال عليك يا دكتور أن تشتري إصدار جريدة الندوة لليوم وتقرأ صفحة 11 للكاتب الأستاذ عبدالرحمن عمر خياط لأنه ذكر في مقالته يوصف فيها والدكم السيد معتوق بصفة «البشير». اشتريت الجريدة وقرأت المقالة فسالت دموعي بغزارة لم تتوقف لفترة طويلة من الفرح والسعادة التي غمرت مشاعري في ذكرى والدي يرحمه الله، وتذكرت الأعمال الصالحة للإنسان التي لا تنقطع بوفاته والتي تُضاف إلى رصيده بعد وفاته، تلحقه في قبره، فتزيد من ميزان حسناته يوم الحساب، يوم تعرض أعمال الإنسان على الله سبحانه وتعالى. نعم، فمن فضل الله ونعمته علينا أنه لم يغلق علينا أبواب رحمته، حتى بعد وفاتنا، حيث يقول تعالى في كتابه العزيز: ( وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ? ) سورة يس. أي يكتب الله تعالى لعباده أعمالهم التي باشروها بأنفسهم في حياتهم. وهذا ما أوضحه وبينَّه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «إذا ماتَ ابنُ آدم، انقطعَ عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». رواه مسلم. أي أن أجر هذه الأعمال الثلاثة وثوابها يستمر للإنسان بعد وفاته، حيث تأتيه الرحمات والحسنات تلو الحسنات وهو في قبره، فيزيد بذلك ويثقل ميزان حسناته يوم القيامة. لهذه النعمة سالت دموعي وأنا أقرأ للكاتب الجدير الأخ العزيز الوفي الأستاذ عبدالرحمن عمر خياط فقد كتب نصا: كيف كان الحال، وكيف نحن اليوم، وسمعت من ثقة أن معالي وزير المالية الشيخ عبدالله السليمان طلب من جلالة الملك عبدالعزيز (رحمه الله) تخفيض عدد من موظفي الدولة، فرد جلالته «ابدأ بتخفيض اثنين من مكتب أخوك حمد ومحمد سرور» فرد معاليه «أخي حمد وكيلي ومحمد سرور معاوني»، ولم تمض ستة أشهر حتى جاء البشير السيد معتوق أحمد حسنين يحمل عينة البترول في طاسة من المدهون، ومن هنا ندرك سعة النعمة التي ننعم بها اليوم. وبهذه الكلمات أعبر للدكتور هاشم وللأستاذ عبدالرحمن كل شكري وتقديري على وفائهم العظيم لوالدي فإن الوفاء من الأخلاق الكريمة، والخلال الحميدة، وهو صفة من صفات النفوس الشريفة، تعظم في العيون، وتصدق فيها خطرات الظنون. للتواصل (( فاكس: 6079343 ))