لم يدر في خلد الخمسينية أم مهند أن تقبع أسيرة المرض لمدة 16 عاما مع معاناتها من تليف في الرئتين الذي أعاقها عن ممارسة أمورها الحياتية بشكل طبيعي، وباتت ملازمة لجهاز الأوكسجين الذي يعمل على الكهرباء لفترات متواصلة. أم مهند تروي معاناتها ل«عكاظ» وتقول: بدأت معاناتي مع مرض تليف الرئتين منذ 16 عاما، ما أثر على عملية التنفس لدي فأنا لا أستطيع التنفس إلا عبر جهاز خاص يعمل على الكهرباء، وبات هذا الجهاز رفيق عمري الذي يخفف لي مأساة هذا المرض. وتضيف: حياتي تحولت إلى جحيم، لم يعد بمقدوري حضور المناسبات الاجتماعية، أو مشاركة أبنائي في رحلاتهم، إلى أن بقيت حبيسة جهاز التنفس الصناعي، أما إذا اضطررت إلى الخروج للمستشفى للمراجعة فأستخدم جهازا يعمل على طريقة الشحن «بطارية». وتزيد أم مهند: راجعت أحد المستشفيات المتخصصة في الأمراض التنفسية، الذي حولت إليه عن طريق أمر ملكي، فقرر المستشفى بعد الفحوصات الطبية إجراء عملية استئصال للرئتين التالفتين واستبدالهما برئة أخرى زراعية، نظرا لحالتي الصحية المتردية، ولعدم تحملي العملية لم أتمكن من إجرائها. واستطردت أم مهند: بعدها ظهرت لنا بارقة الأمل عندما أرشدنا أحد الأطباء المختصين في أمراض الرئتين والتنفس إلى مستشفى خاص يجري عمليات لمثل حالتي بتقنية تحول خلايا الدم البيضاء المستأصلة من دم المريض إلى خلايا جذعية، وتضمنت العملية زراعة خلايا تعمل على بناء الأنسجة والأعضاء لكي تصبح قادرة على استرجاع وظيفة الرئة الطبيعية، دون التدخل في زراعة رئة أخرى، أو إجراء جراحة، خصوصا بعد تأكيد المستشفى لي بإجراء العملية دون تدخل جراحي. ولكن ما عاق أم مهند هو مبلغ العملية، حيث طلبت إدارة المستشفى 70 ألف ريال، وإلى ذلك تناشد أهل الخير لإنقاذ حياتها التي لم يبق لها من طعمها سوى المر الذي تجرعته على مدى 16 عاما.