"الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    ضبط (20159) مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    الحربان العالميتان.. !    لمحات من حروب الإسلام    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التخصصي يجري 589 عملية زراعة للأعضاء.. العام الماضي
د. القصبي: المستشفى وفر أكثر من 768 مليون ريال بإجراء تلك العمليات داخلياً
نشر في الرياض يوم 13 - 03 - 2012

قبل أن يلج خالد الصويغ (35 عاماً) العيادة لمراجعة طبيبه الاستشاري بعد أسابيع قليلة من إجرائه زراعة كبد ناجحة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض وقف ليروي مشهد من مشاهد معاناة مرضى الفشل العضوي، حيث يسرد قصة معاناته مع تليف الكبد خلال الأعوام الماضية. اكتشف الصويغ إصابته بالتهاب الكبد الوبائي (ج) عام 1996م حين ذهب للتبرع بالدم في أحد مستشفيات جدة، وقد كان الفيروس خاملاً حينها وتم إعطاؤه الأدوية المضادة ونُصح بممارسة الرياضة والابتعاد عن الأطعمة المالحة والدهنية وخاصة الوجبات السريعة والمشروبات الغازية مع الالتزام بتناول الأدوية، إلا أنه لم يلقِ بالاً لتلك النصائح إلى أن بدأت تظهر على جسده أعراض المرض المنهكة عام 2009م من خلال ضعف المناعة والاستسقاء والإرهاق العام وتطور الأمر مع مرور الوقت إلى تليف وتشمع الكبد وحدوث الإغماءات، وانتهى به المطاف إلى الفشل الكبدي وإصابته بغيبوبة تامة استلزمت تنويمه يومين في أحد المستشفيات. وحين تمكن من مراجعة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض قبل نحو 10 أشهر تم وضعه على قائمة مرضى زراعة الكبد إلى أن توفر له العضو المناسب من أحد المتبرعين المتوفين دماغياً خلال الأسابيع الماضية ليخضع بالتالي إلى زراعة كبد ناجحة، ولله الحمد، حيث غادر المستشفى بعد أيام من إجراء عملية الزراعة وعاد لممارسة حياته الطبيعية مقدماً شكره للفريق الطبي الذي أشرف على حالته وسائلاً الله العلي القدير أن يرحم المتبرع رحمة واسعة وأن يجزي ذويه خير الجزاء لموافقتهم على التبرع بأعضائه.
د. قاسم القصبي
زراعة رئتين تنهي معاناة عامين
زراعة 25 كلية للأطفال والبرنامج من بين الأعلى زراعة عالمياً
قصة أخرى من قصص مرضى فشل الأعضاء مرت بها المواطنة (ه . ب) ذات السبعة وعشرين ربيعاً الذي عاشت معاناة مريرة منذ طفولتها بسبب مشكلات صحية متعددة في الجهاز التنفسي؛ فقد كانت مصابة بالربو مع ما يرافقه من صعوبة في التنفس وحاجة مستمرة للبخار بوتيرة متصاعدة حتى رزقت بطفلتها الأولى وهي في منتصف العقد الثالث من عمرها، إثر ذلك زادت حدة المعاناة في ضيق التنفس والتعب العام وظهور التليف في الرئتين ما أجبرها على ملازمة المنزل واستخدام أنابيب الأكسجين لمدة جاوزت العامين وحين تحويلها لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض تم وضعها على قائمة زراعة الرئة نظراً لحاجتها الماسة لإجراء العملية، وبعد نحو 3 أشهر من الانتظار بدا الأمل يلوح في الأفق مع إيجاد متبرع متوفى دماغياً مناسب لحالتها حيث تكلل الأمر بإجراء عملية زراعة رئتين بنجاح، وبعد مرور أكثر من عام على خضوعها للزراعة بدت تعيش حياة مفعمة بالصحة والعافية، ولله الحمد، وتمارس حياتها بشكل طبيعي وسط أفراد عائلتها لتبقى المعاناة قطعة من زمنٍ أنقضى.
زَرْع عظم بدلاً من مفصل ألماني
في عيادة العظام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض يتذكر أحد المواطنين (45 عاماً)، الذي فضل عدم الإشارة إلى اسمه، تجربته الطويلة محلياً وخارجياً ومعاناته مع آلام العظام والعمليات المتعددة التي خضع لها داخلياً وخارجياً. يقول أنه حدث له كسر في عظمة الورك نتيجة لحادث سير تعرض له منذ ما يزيد على سنتين وأجريت له حينذاك عملية جراحية لتثبيت الورك بشريحة معدنية في أحد المستشفيات المحلية، إلا أنه بعد نحو 6 أشهر ظهرت بعض المضاعفات ما أستوجب خضوعه لعملية تركيب مفصل صناعي للورك.
ونظراً لتأخر المواعيد في المستشفيات التي تم تحويله إليها في حينه قرر إجراء العملية على حسابه الخاص في ألمانيا الأمر الذي كلفه نحو 200 ألف ريال، إلا أن المفصل الصناعي تحرك من مكانه بعد فترة من الزمن. وبمراجعته لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض تقرر على الفور إجراء عملية جراحية له لزراعة العظم في منطقة الورك لتعويض نقص كمية العظام في تلك المنطقة نتيجة للحادث إضافة إلى إعادة ترميم مفصل الورك المزروع سابقاً في ألمانيا كاملاً بالاستعانة بعظم من بنك العظام في المستشفى. وأوضح المواطن أنه يتمتع حالياً بصحة ممتازة ويستطيع المشي بشكل جيد، ولله الحمد، مقدماً شكره للطاقم الطبي والتمريضي على العناية التي وجدها خلال فترة إقامته بالمستشفى التخصصي.
طفل مصاب بالسرطان يتلقى العناية في التخصصي
توفير أكثر من 768 مليون ريال
المستشفى في مصاف المراكز الرائدة عالمياً في زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية
إلى ذلك قال معالي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي أن "تخصصي الرياض" أستطاع خلال العام الماضي 2011م إجراء 589 عملية زراعة عضو لستة برامج متخصصة هي زراعة الكبد، والرئة، والقلب، والكلى، وزراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية، وزراعة العظام مشيراً إلى أن بعض تلك البرامج حققت قفزات كبيرة في مضاعفة أعداد عمليات الزراعة مقارنة بالعام الفائت 2010م بمعدلات وصلت إلى 93% كما حدث مع برنامج زراعة الكبد، و70% لبرنامج زراعة الرئة، و116% لبرنامج زراعة العظام فضلاً عن جودة الرعاية المقدمة وكفاءتها قبل العمليات وبعدها.
وأوضح الدكتور القصبي أن الكلفة المادية لمجموع عمليات خمسة برامج هي زراعة الكبد، والرئة، والقلب، والكلى، وزراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية خلال العام الماضي في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بلغت أكثر من 387 مليون ريال (387570989 ريالا) تتكفل بها الدولة، أيدها الله، فيما تشير تقديرات وزارة الصحة إلى أن كلفة إجراء ذلك العدد من حالات الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية تبلغ أكثر من مليار ومائة وستة وخمسين مليون ريال سعودي ما يعني توفير أكثر من 768 مليون ريال للاقتصاد المحلي فضلاً عن الفوائد الصحية والاجتماعية والنفسية في إجراء العمليات داخل المملكة، مشيراً إلى ما يمتلكه المستشفى من كوادر طبية وتمريضية وفنية مؤهلة تأهيلاً عالياً إضافة إلى البنية التحتية المتقدمة من غرف عمليات وعنايات مركزة إضافة إلى التقنيات المتخصصة التي تدعم تجويد هذه العمليات وسواها، لافتاً إلى أن المستشفى رفع معدل إجراء العمليات الجراحية بمختلف أنواعها بنسبة 8% خلال العام الماضي 2011م عن العام السابق.
زراعة الكبد
وقد تمكن برنامج زراعة الكبد بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث العام الماضي من إجراء 89 عملية زراعة بزيادة مقدارها 93% مقارنة ب 46 عملية أجريت عام 2010م، وذلك في سبيل مواجهة الأعداد المتزايدة من المصابين بأمراض الكبد في المملكة.
الصويغ بعد إجراء عملية زراعة كبد في المستشفى
ارتفاع حالات زراعة الكبد 93% والرئة 70% والعظام 116% في عام واحد
ويقوم برنامج زراعة الكبد بإجراء عمليات الزراعة لمختلف الفئات العمرية، سواءً كان الكبد مستأصلاً من متبرعين أحياء أقارب، أو متوفين دماغياً بمعدل نجاح يتجاوز 90%، وقد شهدت السنوات الخمس الأخيرة أوج عطاءه بإجراء 258 عملية. ويهتم البرنامج بتطوير إمكانياته الجراحية والطبية لخدمة المرضى تماشياً مع التطور الطبي المستمر، حيث تم خلال العام الماضي إجراء أول عملية بإتباع طريقة فصل كبد المتبرع المتوفى دماغياً إلى جزئين ليستفاد منهما في إجراء عمليتي زراعة، حيث تم زراعة جزء بحجم 75% من الكبد لمريض بالغ، بينما زرع جزء بحجم 25% من الكبد لطفل كان يعاني من فشل كبدي.
زراعة الرئة
وتمكن برنامج زراعة الرئة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من رفع معدل عمليات زراعة الرئة خلال العام الماضي بنسبة 71% بمعدل نجاح 84% وهو ما يضاهي معدلات النجاح بالمراكز الطبية العالمية، وذلك بإجرائه 12 عملية زراعة رئة خلال عام 2011م مقارنة مع 7 عمليات خلال عام 2010م.
وقد شهد البرنامج نشاطاً كبيراً مؤخراً بإجرائه 19 عملية خلال العامين الماضيين فقط وكان البرنامج قد أجرى في العام الماضي 3 عمليات لزراعة رئة واحدة، و9 عمليات زراعة مزدوجة لرئتين للمريض في وقت واحد، وتتراوح أعمار المرضى ما بين 16 وحتى 52 عاماً وجميع المرضى يتمتعون بصحة جيدة، ولله الحمد، إثر الزراعة.
ويسعى المستشفى لاستقطاب أحدث التقنيات في مجال زراعة الرئة لتوفير أفضل الخدمات الطبية لمرضى الفشل الرئوي، ومن أهمها جهاز تروية الرئة خارج الجسم الذي يتم عن طريقة إعادة تنشيط رئة المتبرع التي تكون مبدئياً غير صالحة للزراعة.
زراعة الكلى
ونجح برنامج زراعة الكلى بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض خلال العام الماضي من إجراء 170 عملية للكبار والأطفال بزيادة مقدارها 17% عن العام السابق 2010م، وبنسب نجاح مرتفعة تضاهي نتائج أبرز المراكز الطبية العالمية سواء بالزراعة من متبرعين أحياء أو متوفين دماغياً، ويأتي ذلك في إطار ترجمة الأهداف الإستراتيجية لعلاج الحالات المتزايدة لأمراض الفشل الكلوي المزمن في المملكة.
واستطاع البرنامج خلال العام الماضي من زراعة 25 كلية للأطفال من متبرعين أحياء أو متوفين دماغياً من بين 170 عملية زراعة كلى أجريت في عام واحد، وبذلك يتبوأ برنامج زراعة الكلى في المستشفى التخصصي أحد مراكز الصدارة على مستوى العالم في مجموع أعداد الكلى التي تزرع للأطفال سنوياً.
وشهد برنامج زراعة الكلى خلال السنوات الخمس الأخيرة انتعاشاً كبيراً في أعداد الزراعات بإجرائه 749 عملية، وتخطى البرنامج حاجز الألفي عملية للمرة الأولى منذ إنشائه عام 1981م، حيث بلغ المجموع التراكمي للعمليات حتى نهاية عام 2011 ما مجموعه 2006 عمليات.
كما وُضعت إستراتيجية في تطوير عمل البرنامج لتوسيع قاعدة المتبرعين الأحياء لمرضى الفشل الكلوي المزمن في العام الماضي عبر تطبيق طريقة زراعة الكلى بالتبادل بين مريضين غير متوافقين مع المتبرعين، وذلك بسبب اختلاف فصائل الدم أو عدم توافق الأنسجة.
ويحظى البرنامج بوجود فريق طبي وجراحي وتمريضي متخصص ذي كفاءة عالية تمكنوا في السنوات الأخيرة من تطبيق أسلوب حديث يتيح إمكانية زراعة كلية من متبرع حي غير متوافق مع نوع فصيلة دم المريض من أجل إنقاذ أكبر عدد ممكن من المرضى، وهو بخلاف ما يُشترط عادةً في وجوب توافق فصيلتي الدم. كما يتميز البرنامج بقدرته على زراعة الكلى للأطفال الذين تتراوح أوزانهم ما بين 8,5 إلى 10 كجم، وهو ما لا يجرى إلا في مراكز محدودة بالعالم بسبب صعوبتها الناجمة عن صغر ودقة الأوعية الدموية لهذه الفئة من الأطفال، الأمر الذي يتطلب مهارة ودقة كبيرة من الجراح لتتم زراعة الكلية بالشكل الصحيح وتفادي حصول تجلط للأوعية الدموية ما قد ينتج عنه فشل الكلية مباشرة. وحقق البرنامج نجاحاً كبيراً في مجال زراعة الكلى للمرضى مفرطي التحسيس الذين يتشكل لديهم أجسام مضادة بسبب إجراء زراعات سابقة لهم، أو نقل الدم، أو بسبب الحمل المتكرر للنساء. كما يوفر البرنامج خدمات زراعة البنكرياس والكلية معاً للمرضى الذين تتطلب حالتهم إجرائها.
وتم في العام الماضي تجديد الاعتراف بالبرنامج من قبل الجمعية الأمريكية لزراعة الكلى، وذلك لتدريب الأطباء في مجال زراعة الكلى وهو بحد ذاته إنجاز كبير للبرنامج على مستوى العالم.
زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية
ويسير برنامج زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض على وتيرة متصاعدة مكنته خلال السنوات الخمس الماضية من إجراء 1333 زراعة من بينها 701 زراعة أجريت لمرضى بالغين و632 لأطفال.
وقد أجرى البرنامج 277 زراعة خلال العام الماضي منها 133 لمرضى بالغين و144 للأطفال، حيث يعد المستشفى ضمن أكبر 5% من المراكز الطبية في العالم من ناحية عدد حالات الزراعة للكبار والأطفال وفقاً للمركز العالمي لأبحاث الدم وزراعة نخاع العظم بولاية (منيسوتا) الأمريكية.
وتعتبر عمليات زراعة الخلايا الجذعية العلاج الأمثل، وفي كثير من الأحيان، العلاج الشافي الوحيد لبعض الأمراض المستعصية، بإذن الله، والتي كان ميؤساً من شفائها، مثل اللوكيميا بأنواعها، وفقر الدم اللانسيجي، والأورام اللمفاوية، وسرطان نقي العظام المتعدد، وأمراض نقص المناعة الوراثية، واضطرابات التمثيل الغذائي.
ويُجري المستشفى حالياً 4 أنواع من زراعة نخاع العظم وهي الزراعة من متبرع قريب، و الزراعة الذاتية، والزراعة بخلايا جذعية مستخرجة من دم الحبل السري بعد الحصول على الوحدات من البنك الذي أنشئ في المستشفى التخصصي صيف العام 2006 أو من بنوك عالمية ، إضافة إلى الزراعة بخلايا جذعية مطابقة للمرضى السعوديين مستخلصة من عينات تم التبرع بها للسجلات العالمية لمتبرعي نخاع العظم.
هذا وقد منحت اللجنة المشتركة لاعتماد برامج زراعة الخلايا الجذعية (JACIE) بمدينة برشلونة الإسبانية مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث شهادة الاعتماد لبرامج زراعة النخاع العظمي كأول مركز طبي خارج أمريكا الشمالية وأوروبا ينال هذه الشهادة.
زراعة القلب
ويعد برنامج زراعة القلب في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث البرنامج الوحيد النشط في المملكة العربية السعودية خلال الأعوام الماضية، وقد نجح البرنامج في إجراء 15 عملية خلال عام 2011، في حين بلغ عدد العمليات خلال السنوات الخمس الأخيرة 80 زراعة والتي شهدت تحسناً واضحاً في نتائج البرنامج، حيث بلغ معدل بقاء المرضى أحياء بعد 3 سنوات من إجراء الزراعة نحو 85% من مجموع المرضى، وهي نتيجة مماثلة لمعدلات المراكز العالمية المتقدمة.
ويهدف البرنامج إلى زيادة عدد العمليات في حال توافر الأعضاء المتبرع بها من المتوفين دماغياً لإنقاذ حياة عدد أكبر من المرضى، بالإضافة إلى التطوير المستمر للبرنامج من الناحية التقنية.
ويستخدم البرنامج حالياً العديد من التقنيات المتطورة، من أهمها جهاز المضخة الاصطناعية للقلب (VAD) الذي يستخدم للمرضى المصابين بالفشل أو الهبوط القلبي الشديد ما قد يؤثر على بقية أعضاء الجسم، وبالتالي يمكن بواسطة الجهاز المحافظة على حياة المريض حتى يتم العثور على متبرع مناسب لإجراء زراعة القلب، وقد استفاد من الجهاز عدد من المرضى حتى أجريت لهم عمليات زراعة قلب في المستشفى ساهمت في عودتهم لمزاولة حياتهم الطبيعية.
زراعة العظام
وأجرى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث خلال العام الماضي 2011م عمليات جراحية متنوعة في مجال زراعة العظام لستة وعشرين مريضاً استفادوا من بنك العظام في المستشفى بمعدل زيادة بلغ 116% مقارنة بعدد الزراعات التي أجريت خلال عام 2010م والبالغة 12 عملية.
وقد أنشئ بنك العظام بالمستشفى التخصصي في نهاية شهر مارس 2010م ونجح في إجراء 38 عملية زراعة حتى نهاية العام الماضي، مستفيداً من مخزونه البالغ 127 وحدة عظمية نتيجة تمكنه من الحصول على أجزاء من عظام 23 متبرعاً متوفى دماغياً صالحة للزراعة تشمل 81 عظمة و 11 وتر كاحل. وقد جرى معالجة وتخزين وحدات عظمية مأخوذة من 14 متبرعاً في حين سيتضاعف عدد الوحدات العظمية باستكمال تخزين عظام بقية المتبرعين تباعاً، نظراً إلى أن خطوات التعقيم والمعالجة الدقيقة تستغرق وقتاً طويلاً لضمان سلامتها ومأمونيتها للمرضى الخاضعين للزراعة.
وتتفاوت أعمار المرضى الذين استفادوا من بنك العظام ما بين 20 إلى 70 عاماً من كلا الجنسين، خضعوا لعمليات تشمل تعديل العمود الفقري وتثبيت المفاصل الصناعية وجراحات أورام العظام بالإضافة إلى الجراحات الرياضية كالرباط الصليبي.
ويتمتع جميع المرضى بصحة جيدة، ولله الحمد، و يستعيد المريض خلال 3 أشهر من الجراحة قدرته الحركية بشكل كبير.
ويعتزم بنك العظام في المستشفى التخصصي وهو الوحيد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، رفع طاقته الاستيعابية مستقبلاً وزيادة عمليات الزراعة تدريجياً لتلبية حاجة المرضى.
وتجدر الإشارة إلى أن عظام المتبرعين المخزنة في بنك محلي تتفوق من ناحية الجودة وقلة الكلفة المادية مقارنة مع عظام المتبرعين المجففة المستوردة من الخارج والعظام الصناعية والمفاصل المعدنية، كما أن زراعة العظام تعتبر عملية آمنة جداً دون حاجة المريض إلى أستخدام أدوية مثبطة للمناعة، لتجنب رفض الجسم للعضو المزروع، كما يحدث مع حالات زراعة الأعضاء الحيوية كالقلب، والكبد، والرئة، والكلى بسبب أن العظام عبارة عن نسيج صلب يخلو من الشعيرات الدموية.
صورة من داخل بنك العظام بالمستشفى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.