عاد الأطفال المتسولون إلى الشوارع في جدة، مجددا، طالبين الإحسان من العابرين سواء المترجلين أو القابعين في سياراتهم في انتظار فتح الإشارات الضوئية، ليجدوا أمامهم المتسولين والباعة المتجولين، حتى غسالي السيارات. فيما كانت الظاهرة انتهت في وقت سابق من شوارع جدة، لا يعرف الأهالي السبب في عودتها وعلى كافة الطرقات والأحياء بلا تمييز، فيما المتسولون الصغار والكبار النساء والرجال من جنسيات مختلفة. ومن يتوقف هذه الأيام عند بعض الإشارات بجدة يشاهد عددا من الأطفال الوافدين للمملكة باختلاف جنسياتهم وألوانهم وأعمارهم حاملين أكياسا بها أقمشة وأدوات للتنظيف يعرضون على كل من يقف أن يغسلوا له زجاج سيارته بمبلغ زهيد لا يتجاوز غالبا الريال الواحد بينما يطرق البعض منهم ومن كبار السن وبعض أصحاب الإعاقات بالطرق على النوافذ من أجل الحصول على ما يسدون به بعض حاجتهم من المحسنين، بينما على الطرف الآخر يجول عدد من الشباب الوافدين لعرض بضاعاتهم التي لا تعدو كونها أغطية للوجه يستخدمها الأطفال ومناشف، ولكن البعض يفضل بيع الحلوى على من يقف بمركبته خاصة من يحمل معه أطفاله الذين يصرون على آبائهم لشراء الحلوى لهم غير مقتنعين بمحاولات الإقناع التي يتبعها الأب من أجل منع الضرر الصحي الذي قد يكون بسبب هذه الحلويات. «عكاظ» تواجدت عند عدد من الإشارات المرورية ورصدت كيفية تعامل قائدي المركبات مع هؤلاء؛ سواء الباعة منهم أو المتسولين.. في البداية تحدث ل «عكاظ» الطفل أحمد بقوله «أنا أبلغ من العمر عشر سنوات وأبيع العلك عند الإشارات في غالب اليوم لأتحول لموقع آخر؛ خوفا من أن تضبطني الدوريات السرية التي غالبا ما تداهمنا وتحاول منعنا إلا أننا نختبئ خوفا من إلقاء القبض علينا ومن ثم ترحيلنا»، وأضاف «أنا هنا لا أعمل خطأ، أريد أن أحصل على دخل بسيط أعيش به يومي بدلا من التسول من الناس». وعن كيفية تحمله للشمس الحارقة أثناء الظهيرة وبرد الشتاء ليلا، قال كل ذلك لا يهم عندي مقابل الحصول على المال، حيث أباشر عملي بشكل يومي من الصباح الباكر ثم أرتاح تحت أي ظل لساعة أو أقل أحيانا ثم أعود لممارسة العمل حتى الثانية صباحا أخلد بعدها للنوم. وعن وجود عائلته ومكان إقامتهم رفض الإفصاح وعلل ذلك بقوله لا أعرف، أما الطفل ماجد فيقول أنا أنظف الزجاج الأمامي لأي سيارة بالماء والصابون بسرعة أثناء التوقف للإشارة ما لم يمانع صاحبها والبعض يعطيني ريالا واحدا والبعض ريالين والبعض يتعاطف معي فيعطيني أكثر، ولا أطالب أي قائد مركبة إذا رفض إعطائي بعد التنظيف، وعن العائد اليومي في نهاية يوم العمل قال: «لا يتجاوز ال70 ريالا وأحيانا أكثر بقليل وأحيانا أخرى أقل ويزيد المردود أثناء الإجازات سواء إجازة نهاية الأسبوع أو غيرها». «عكاظ» تحولت للطرف الآخر، حيث المتسولون وأصحاب الإعاقات من الجنسين وراقبت كيف يتناوبون على التسول ممن بداخل المركبات المتوقفة للإشارة حيث يقف الأكثرية من النساء اللاتي اعتدن ربط أطفالهن بأكتافهن أو حملهم على اليدين أثناء ممارسة التسول، بينما رفضن التحدث ل«عكاظ». وبذات الطريقة وفي موقع آخر لإحدى الإشارات تم رصد تواجد مجموعة من البائعين الذين يقومون ببيع الألعاب والحلوى والبعض الآخر يبيع الفل والورود بينما أوضح بعض قائدي المركبات المتوقفين أنهم لا يرون خطورة من الباعة رغم المنظر غير الحضاري بينما رأى آخرون منهم أنهم يرفضون الشراء من هؤلاء حيث اعتبر أحد قائدي المركبات حمود الربيعي أن تعرض الحلوى مثلا للشمس خاصة في الصيف قد يؤدي لعدم أمانها على الأطفال. رصد ومنع وفيما حذر الدكتور محمد مسعد استشاري الغدد الصماء والسكري من خطورة المواد الغذائية والحلويات في حال عدم وجود شروط التحفظ والتخزين المطلوبة، أكدت أمانة جدة أنها تمنع مثل ذلك البيع العشوائي وتصادر كل المواد التي يتم بيعها دون وجود رخصة بيع أو إخلالها بوسائل وشروط التخزين والاستخدام، بينما أكد مصدر بجوازات جدة أن الجوازات تقوم بعمليات رصد ومتابعة وضبط للعمالة المخالفة أو مجهولي الهوية وترحيلهم واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد المقيمين المخالفين للأنظمة على مدار الساعة ومن خلال حملات منظمة تستهدف أماكن تواجدهم سواء مكان سكنهم أو مقار ممارسة أعمالهم المخالفة.