دأب المواطن السعودي على مقابلة المتسولين في غالب أوقاته خارج المنزل، عند الإشارة وفي الأسواق، وإلى جانب أبواب المساجد، فلكل منهم أي المتسولين شكل يناسب هيئته ، حيلة يستمد منها قوت يومه، حكاية ينسج بها مأساته، استعطافا لقلوب البشر، فتلين معها جيوبهم. «عكاظ» رصدت تحركاتهم وكيفية جذبهم للزبائن وعلى طريقة «تمسكن حتى،، يتمكن». شكلت مجموعات خلايا منظمة من الوافدين والوافدات لاستدرار المال عن طريق استعطاف الآخرين، مستغلين تواجد العامة من الناس في الاماكن المزدحمة، وهناك من لهم عاهات وتشوهات البعض منها مصطنع، والمتسول لا يقبل لزميله او زميلته المتسولة بالوقوف في مكان تسوله سواء كان عند الاشارة المرورية او عند احد اجهزة الصرف الالي او الاسواق. اتقان اللهجات يتجه بعض المتسولين إلى التحدث باللهجة السعودية وببراعة، وبطريقة حديثة وراقية، يلبس المتسول الثوب السعودي، مستأجرا سيارة يتجول بها الى ان يلتقي إحدى المركبات، إيهام من يوقفونهم تحت ذريعة انه مسافر وانقطعت به السبل وسرقت امواله وبطاقاته ومعه عائلة ويحتاج الى نقود لتعبئة بنزين سيارته وشراء الحليب والدواء لأطفاله وشراء الطعام لهم لأنهم لم يتذوقوا الطعام منذ ان سرقوا، روايات يتم سردها عن حكاية السرقة وفي نهاية المطاف، يحصل المتسول على مبتغاه ، ويذهب المتسول بسيارته واسرته الذين يعتبرون من باقي افراد عصابة التسول الى اشخاص اخرين ليقوموا بسرد الرواية نفسها وبهذا يكون المتسول الغني قد حصل على مبلغ يكفيه حتى نهاية. تكرار الرواية تؤكد ام خالد وهي معلمة عن تعرضها وزوجها، أثناء تعبئتهم وقود السيارة في احدى المحطات البترولية، لرجل يطلب مبلغا ماليا يعينه على العودة الى منطقة الرياض، لأنه تعرض للسرقة، موضحة قيام زوجها بإعطائه مبلغ خمسمائة ريال، وتقول «تفاجأت أنا وشقيقي في اليوم التالي بمتسول آخر يسرد علينا نفس قصة متسول الأمس وبذات التفاصيل، واكتشفنا في نهاية الامر اننا تعرضنا للنصب والاحتيال». كشف الخداع ويؤكد عبدالعزيز موظف في إحدى الدوائر الحكومية بأنه شاهد متسولا يقف بجانب إحدى إشارات المرور التي يستطيع رؤيتها من منزله وقال «في أحد الايام جلس هذا المتسول على كرسي متحرك، يدفه شخص آخر، والمضحك في الموضوع انه يمشي على قدميه الى ان يصل الى مكان تسوله فيجلس على الكرسي ليدفعه زميله»، مشيرا إلى أن هناك نساء يقمن بالتسول مع ابنائهن ايضا لكسب عطف الاخرين واخريات يتسولن وهن بكامل اناقتهن وتبرجهن. من جهته تحدث الناطق الاعلامي بشرطة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام عن المتسولين فيقول «تعمل الشرطة والدوريات الامنية جاهدة في القبض عليهم من خلال تواجدهم في الأماكن العامة»، وأضاف «هناك بارعون في طرق التسول، بعضهم يتسولون بوضع العاهات وهناك من يتسول بحجج وروايات فتنوع وسائل التسول اصبحت ظاهرة معروفة لدينا». وأوضح الغنام بأنه عندما يتم القبض على متسول متصنع العاهة يحول الى قسم الشرطة ثم هيئة التحقيق والادعاء العام بعد ذلك يحاكم ،اما اذا كان المتسول بعاهة حقيقية وكان وافدا يرحل الى ادارة الوافدين، واذا كان سعوديا وبه عاهة حقيقية او لا توجد به اعاقة وعاهة وهو سليم فيحول الى الشؤون الاجتماعية لدراسة أوضاعه الاجتماعية وسبب تسوله . مختتما بأن هناك لجنة تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية تقوم بمكافحة التسول، تساندهم عناصر امنية، بالإضافة إلى قيام الشرطة بالقبض على المتسولين في اماكن تواجدهم.