حذر اختصاصيون اجتماعيون من غياب الأزواج عن منازلهم معظم الوقت، وأكدوا أن %70 من المشكلات الزوجية والاضطرابات النفسية التي تعاني منها المرأة سببها غياب الأزواج بشكل دائم، وقضاء معظم أوقاتهم في الاستراحات، لتمتد سهراتهم حتى ساعات متأخرة من الليل، فضلاً عن تناولهم وجبتيْ العشاء والإفطار بعيداً عن المنزل، ما يثير استياء الزوجات. تقول حنين عبدالهادي إن ريادة زوجها للاستراحات بكثرة وقفت أمام استمرار حياتهما الزوجية، حيث كان أسلوبهما في الحياة يوجِد كثيراً من الصدامات والمشاحنات، التي كانت تصل في بعض الأحيان للتهديد بالطلاق، كما أن هذه المشاحنات المتكررة أخذت تنعكس سلباً على نفسية أبنائهما، مبينة أن بُعد الزوج عن البيت يفسح مجالاً أوسع للمرأة لتتفرغ لعملها وتثبت ذاتها، وتستمتع بزيارة صديقاتها، بعيداً عن انتقادات زوجها المتطلب. وأوضحت غيداء عبدالرحمن، أن الحياة الزوجية كيان متكامل، له قيمته ومسؤولياته، وغياب الزوج عن المنزل لفترة طويلة بدافع العمل، وبهدف تأمين حياة كريمة للأسرة غير مقبول عندما يزيد عن حده، وينبغي أن يكون مشروطاً وأن تتم معالجته، فكيف هو الحال فيمن يغيب عن المنزل لأجل تضييع الوقت فيما لا فائدة فيه، مشيرة أنه لا ضير من تخصيص يوم في الأسبوع للسهر المفتوح مع الأصدقاء. وأكد الرجال أن تعودهم على حياة العزوبية عامل أساس لإدمانهم الاستراحات، فقد أكد كل من عدنان العيسى، وماجد العنزي، على أنهما مرتاحان في حياتهما الزوجية ولا يوجد أي تقصير من زوجاتهما، ولكنهما لا يستطيعان التنازل عن حياتهما التي اعتاداها وأحباها. وبينت الاختصاصية الاجتماعية سهام السعيد أنها أجرت وزملاؤها إحصائية على مشكلات الزوجات مع أزواجهنّ، وأسباب إصابتهنّ بالقلق والاكتئاب، وتوصلوا إلى أن غياب الزوج ووحدة الزوجة وراء %70 من هذه المشكلات والاضطرابات، خاصة أن إدمان الاستراحات أصبح سمة في سلوك الأزواج الشباب. مبينة أن انجذاب المتزوجين للاستراحات بهذا الشكل ينبئ عن خلل أكيد في كيان الحياة الزوجية، ولابد في هذه الحالة أن تلجأ المرأة لاستخدام ذكائها وفطنتها، التي قد ينعتها البعض بالكيد، للوقوف على الأسباب وعلاجها، واتخاذ كل السبل لجذب الزوج للمنزل، وتقول “قد تيأس بعض الزوجات من علاج أزواجهنّ، خاصة حين لا تكون هناك أسباب جوهرية لهروب الزوج من المنزل، بل يكون سلوكه قائماً من أيام العزوبة”. وحذرت السعيد الزوجة من اليأس، وأن عليها محاولة تغيير سلوك زوجها بشكل تدريجي، موضحة أن الأمر سيحتاج لمزيد من الصبر والحكمة في حين كان الزوج عاشقاً لحياة العزوبة، بل قد تحتاج المسألة لمساعدات خارجية، وتشير السعيد إلى ضرورة اعتماد الزوجة على سياسة البدائل منذ البداية، وإيجاد ميول واهتمامات جديدة لدى الزوج، لأن معظم مرتادي الاستراحات يعانون من خواء داخلي، كما على الزوجة أن تلعب دور الصديقة في حياة زوجها، وهي من أقصر الطرق لمعرفة نقاط الضعف والقوة في شخصيته، وأن لا تتعامل الزوجة مع زوجها كأنثى تؤدي واجباتها فقط، فقد لا يقوده ذلك للهروب فقط بل للخيانة، لأن الرجل ملول بطبعه. وناشدت السعيد الجهات المهتمة بالقضايا الأسرية لتسليط الضوء على هذه القضية، وتنبيه الأزواج لسلبياتها، وما ينتج عنها من أضرار بالغة على الأبناء والزوجة، منتقدة كل زوجة تسعد بغياب زوجها أياً كان السبب، مؤكدة أن الحياة الزوجية عبارة عن حب واحتياج، وهذا الاحتياج هو الذي يدفعهم للدخول برضا نفس للقفص الذهبي، لبناء كيان عاطفي جديد، وأسرة تكون نواة صالحة.