استيقظت مدينة تبوك أمس على أمطار رعدية غزيرة وبروق أضاءت صباحها الباكر منذ ساعات الفجر الأولى، ما أحال شوارع المدينة إلى برك من الماء، فيما دهمت المياه بعض المنازل في الأحياء الجنوبية، وتم إخراج سكان تلك المنازل حفاظا على أرواحهم خاصة أهالي حي أبو سبعة على وجه التحديد، فيما شرخت مياه الأمطار سفوح جبل الدرة منطلقة إلى الأودية والشعاب في المنطقة. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير المنطقة على الدفاع المدني ضرورة تنفيذ الخطط الاحترازية بعد الأمطار الغزيرة الرعدية التي هطلت على المنطقة ومحافظاتها، وبين ل «عكاظ» وكيل إمارة المنطقة عامر الغرير أن أمير المنطقة وجه بمتابعة تنفيذ الخطط واستنفار كافة الإمكانات البشرية والآلية لكافة القطاعات الحكومية وتكثيف التواجد الأمني والمروري لتنظيم حركة السير، وأشار الغرير إلى أن الوضع مطمئن وتحت السيطرة دون أية حوادث تذكر. من جهتها، أعلنت إدارة التربية والتعليم بالمنطقة تعليق الدراسة أمس واليوم الإثنين. وقال ل«عكاظ» مدير عام التربية والتعليم الدكتور محمد بن عبدالله اللحيدان إن هذا الإجراء احترازي حفاظا على أرواح الطلاب والطالبات.كما تم تعليق الدراسة في جامعتي تبوك وفهد بن سلطان، وشهدت الطرق والشوارع اختناقات وتعطل في حركة السير بعد أن عمت الأمطار والسيول تبوك ومدينة حقل العيينة الزيتة وطريق ضباء والعديد من القرى والهجر. وأكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني بالمنطقة العقيد ممدوح بن سليمان العنزي، أن الدفاع المدني بتبوك ينفذ خطة الأمطار والسيول وسط انتشار وحدات الدفاع المدني في المواقع الخطرة المرصودة مسبقا، ولازالت غرفة عمليات الدفاع المدني تتلقى بلاغات عن احتجاز سيارات وتتعامل معها الفرق الميدانية بأسرع وقت ممكن. وأفاد العقيد ممدوح العنزي أنه تم استخراج وانتشال أكثر من 20 سيارة غارقة في السيول وتجمعات مياه الأمطار وثلاث حافلات للطلاب والطالبات عالقة وتم إخراجها. من جهته أوضح عبدالله العطوي من سكان الأحياء الجنوبية أن المياه داهمت بعض البيوت لعدم وجود تصريف لمياه الأمطار وأن تزايد هطول الأمطار أصاب المواطنين بالقلق والخوف، ويؤكد كل من خالد العنزي، محمد عواد، علي صالح وعبدالرحمن فالح العنزي من سكان أحياء تبوك الجنوبية أن هذه الأحياء تعيش وضعا خطرا في ظل عدم وجود تصريف جيد لمياه الأمطار. وفي وقت لاحق من مساء أمس، تسببت هذه الأمطار في احتجاز 77 شخصا ما بين مواطنين وعائلات في وادي البقار، فيما تعرض البعض إلى حالات اختناق خاصة مرضى الربو بعد أن طال انتظار احتجازهم، حيث لم يستطع رجال الإسعاف والهلال الأحمر الوصول إليهم بسبب كثافة جريان الوادي. كما شهد طريقا الخريطة وشرما تبوك سقوطا للصخور ما أدى إلى إغلاق الطريقين قبل أن تعاود إدارة الطرق بتبوك فتحه بعد إزالة الصخور. وقال الناطق الإعلامي العقيد ممدوح بن سليمان العنزي ل«عكاظ» إن طائرتين من قاعدة الملك فيصل الجوية بتبوك ساهمتا في عمليات الإنقاذ أمس في المواقع البعيدة. وذكر المواطن عوض مرزوق (89 عاما) أن كثافة هذه الأمطار في بعض المواقع لم تشهدها المنطقة منذ 80 عاما وأن شعابا جديدة ولدت خلف الأودية ولم تداهمها السيول مثلما جاءت يوم أمس على تبوك .من جهته أوضح مدير الأرصاد في المنطقة عبدالكريم القمزي أن الأمطار التي هطلت على تبوك وضواحيها كانت غزيرة لافتا إلى أن كمية الأمطار بلغت في البداية 23 ملليمتر ووصلت إلى 40 ملليمتر. وأضاف أن نشاط الأمطار كان الأكثر على شمال المنطقة، مشيراً أن الفرصة مهيأة لهطول أمطار غزيرة اليوم خصوصا في المناطق الجنوبية من تبوك لتشمل الوجه، أملج، تيماء، القليبة، المعظم. على صعيد آخر استبشر أهالي عرعر والقرى المحيطة خيراً بعودة الأمطار لمنطقة الحدود الشمالية بعد انقطاع دام شهر، وشهدت غرب عرعر أمطار قياسية في أيام الوسم التي سبقت المربعانية وملأت الأمطار سد وادي عرعر أكبر سدود المنطقة. يذكر أن المربعانية قد انفكت هذه الأيام لتبدأ الأسابيع الثلاثة لينتهي بعدها البرد حسب حساب أهالي الشمال ويتطلع هواة التنزه لظهور الكمأ أو ما يعرف بالفقع في الأسبوعين القادمين مع زخات المطر الأخيرة والتي تشجع على بروز الفقع من الأرض بعد أن أصابت أمطار الوسمي أغلب الأراضي والوديان الشمالية.