أخلتْ فرق الدفاع المدني فجر أمس، سكاناً من أربعة أحياء جنوبتبوك، إثر ارتفاع منسوب المياه التي دهمت المنازل، وأغرقت الشوارع، ولكن لم تسجل أية وفاة. وواصلت الأمطار هطولها بغزارة على منطقة تبوك لليوم الثاني، لتفضح ضعف البنية الأساسية، وسوء تصريف مياه السيول، في مشهد يذكّر بما حدث في جدة في نهاية عام 2009. واضطرت فرق الدفاع المدني إلى إخلاء سكان عدد كبير من المنازل في الأحياء الجنوبية، بعد أن غمرت المياه الشوارع، ودخلت المنازل. ووجه أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز الإدارات المعنية بإسكان وإعاشة المتضررين، وأعلن إخلاء جزء من أحد الأحياء الجنوبية تحسباً من احتمالات زيادة منسوب المياه. (للمزيد) وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في منطقة تبوك العقيد ممدوح العنزي أن طائرات فرق الإنقاذ استطاعت إنقاذ 23 شخصاً مساء أول من أمس من حي دمج، الذي تضرر من سيل وادي البقار. وأضاف: «في الساعة الثانية صباحاً دخلت سيول من امتداد وادي الأثيلي إلى الأحياء الجنوبية: أبوسبعة وكريم وأبودميك، وأصدرت «الدفاع المدني» توجيهات بإخلاء هذه الأحياء». وتابع: «تمّ توفير السكن لمتضررين في شقق مفروشة وقصور أفراح». وذكر أن عدد حالات الاحتجاز بلغ 273 حالة احتجاز سيارات ومواطنين داخل الأودية ونقاط تجمع المياه، «وتم تسجيل بلاغات حوادث تماس كهربائي في المنازل، كما تمّ إخلاء حي الأثيلي التابع للقوات البرية من قيادة المنطقة الشمالية الغربية». وبدأت موجة الأمطار الغزيرة التي تهطل على مناطق الشمال تزحف إلى حائل قادمة من تبوك منذ مساء أول من أمس. فقد هطلت الأمطار شمال مدينة حائل، في النفود الكبير، ومدينة جبة والحفير ومدينة حائل. وتوقَّعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أمس (الإثنين) استمرار هطول الأمطار الرعدية مصحوبةً بنشاط في الرياح السطحية على مناطق شمال المملكة، تشمل منطقتي تبوك والجوف، وتمتد حتى مناطق «الحدود الشمالية»، و«حائل» و«القصيم»و«المدينةالمنورة»، يلي ذلك انخفاض ملموس في درجات الحرارة على تلك المناطق. فيما توقعت أن تتعرض العاصمة الرياض إلى رياح نشطة مثيرة للأتربة، لكنها لن تكون مصحوبة بأمطار. وفي جدة، سادت أجواء ترابية أمس أدت إلى انعدام الرؤية لأكثر من مترين، وسط استعدادات أمنية وخدمية، تأهباً لهطول أمطار اليوم. ونبهت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أمس إلى احتمال هطول أمطار رعدية على محافظات جدة ومكة المكرمة وأجزاء من السواحل الغربية، مصحوبةً بنشاط في الرياح السطحية تحد من مدى الرؤية الأفقية.