وجهت موسكو أمس انتقادات لاذعة إلى حليفها الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، قائلة على لسان رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف إن الأسد ارتكب خطأ «قد يكون قاضيا» بتأخره في إجراء الإصلاحات السياسية. وأن فرص بقائه في السلطة تتضاءل «يوما بعد يوم». في غضون ذلك، استمرت أعمال العنف على نطاق واسع في مناطق سورية مختلفة، لا سيما في جنوبدمشق، حيث دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، وفي محيط العاصمة السورية الذي تعرض لقصف بالطيران الحربي. وقال مدفيديف «كان يتعين عليه (الأسد) التحرك بسرعة أكبر ودعوة المعارضة السلمية التي كانت مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات معه. إنه خطأ فادح من قبله قد يكون قاضيا». وأضاف في حديث من دافوس إلى شبكة «سي إن إن» الأمريكية نشرته وكالات الأنباء الروسية «يبدو لي أن فرصه في البقاء في الحكم تتضاءل يوما بعد يوم»، مجددا موقف بلاده المتمثل في أن الشعب السوري هو الوحيد الذي يحق له أن يقرر مصير الأسد. من جهة أخرى، تستضيف مدينة جنيف السويسرية يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من (كانون الثاني) يناير «المؤتمر الدولي السوري» بمشاركة معارضين سوريين وسياسيين ودبلوماسيين وخبراء عرب وأجانب. وقال خلف داهود القيادي في هيئة التنسيق الوطنية في المهجر وممثلها في بريطانيا المشاركة في المؤتمر ليونايتد برس انترناشونال أمس «إن منظمات دولية وشخصيات عالمية وعربية ستحضر المؤتمر بصفة مشاركة ومراقبة، إلى جانب شخصيات وطنية سورية مستقلة وممثلين عن 35 حزبا وتنظيما مدنيا وسياسيا معارضا». ومن جهتها، وصفت رئيسة بعثة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية السفيرة فائقة الصالح بعد جولة لها أمس على أماكن لتجمع اللاجئين السوريين في وادي البقاع شرق لبنان وضعهم ب«السيئ للغاية». وفي سياق متصل، حذر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس من أن أي دلالة على تراخي قبضة سوريا على أسلحتها الكيماوية خلال قتالها للمعارضين المسلحين قد تؤدي إلى ضربات عسكرية إسرائيلية. وأكد سيلفان شالوم ما جاء في تقرير إخباري من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا مع قادة الأجهزة الأمنية الأسبوع الماضي لمناقشة الصراع في سوريا وحالة ترسانة الأسلحة الكيماوية المشتبه في أنها تمتلكها. وأدت أعمال العنف السبت إلى مقتل 127 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سوريا.