في تطور يعكس تناقض موقف موسكو من الأزمة السورية، أعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد تأخر كثيرا في تطبيق الإصلاحات السياسية، معتبرا أن ذلك كان "خطأ فادحا، قد يكون قاضيا"، مجددا موقف بلاده الرافض لتنحي الأسد بقوى خارجية. وأضاف لشبكة "سي. إن. إن" على هامش منتدى "دافوس" في سويسرا "كان على الأسد، التحرك بسرعة أكبر ودعوة المعارضة السلمية التي كانت مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات معه. إنه خطأ فادح، قد يكون قاضيا". وتابع "يبدو لي أن فرصه في البقاء في الحكم تتضاءل يوما بعد يوم"، إلا أنه أكد موقف بلاده المتمثل في أن الشعب السوري هو الوحيد الذي يحق له أن يقرر مصير الأسد الذي يطالبه الغربيون بالرحيل. وقال مدفيديف "أكرر من جديد: الشعب السوري هو الذي يقرر. وليس روسيا أو الولاياتالمتحدة أو أي بلد آخر". من جهة أخرى، حذر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم أمس، سوية من أن أي علامة على تراخي قبضتها على أسلحتها الكيماوية من الممكن أن تؤدي إلى ضربات عسكرية إسرائيلية. وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه في حالة وقوع أسلحة كيماوية في أيدي مقاتلي حزب الله اللبناني أو المعارضة المسلحة التي تقاتل لإسقاط الأسد "فإن ذلك سيغير من قدرات هذه المنظمات بشكل هائل". وأضاف أن هذا التطور سيمثل "عبورا للخطوط الحمراء يتطلب تناولا مختلفا ربما تضمن عمليات وقائية"، في إشارة إلى تدخل عسكري قال جنرالات إسرائيليون إن إسرائيل أعدت له خططا. وأضاف شالوم "الفكرة من حيث المبدأ هي أن (نقل الأسلحة الكيماوية) يجب ألا يحدث. في اللحظة التي نبدأ فيها في معرفة أن شيئا كهذا ممكن أن يحدث فسيكون علينا أن نتخذ قرارات". وأكد شالوم ما جاء في تقرير عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جمع قادة الأمن الأسبوع الماضي لمناقشة الصراع في سورية وحالة الترسانة الكيماوية السورية. وقال وزير الدفاع المدني آفي ديختر إن سورية "على وشك الانهيار". وعندما سئل ما إذا كانت إسرائيل تواجه تهديدا محدقا قال "لا ليس بعد. أعتقد أنه عندما تمثل الأمور خطرا بالنسبة لنا فسوف تعلم دولة إسرائيل بالأمر". على صعيد آخر، جالت بعثة الجامعة العربية أمس على أماكن وجود النازحين السوريين بمنطقة البقاع اللبنانية، وتفقدت أوضاع اللاجئين واطلعت على احتياجاتهم. وشملت جولة البعثة التي ترأستها الأمينة العامة المساعدة للشؤون الاجتماعية السفيرة فائقة سعيد صالح، مناطق بر الياس وسعدنايل والدلهمية في البقاع، كما زارت مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين والذي تعيش فيه أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.