وجهت روسيا أمس الأحد انتقادات لاذعة إلى حليفها الرئيس السوري بشار الأسد، قائلة على لسان رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف: إن الأسد ارتكب خطأ (قد يكون قاضياً) بتأخره في إجراء الإصلاحات السياسية، مشيرة أيضاً على لسان مدفيديف بأن فرص بقائه في السلطة باتت ضئيلة. وقال مدفيديف في مقابلة مع شبكة سي إن إن التلفزيونية على هامش منتدى دافوس الاقتصادي (سويسرا) إنه كان عليه (الأسد) التحرك بسرعة أكبر ودعوة المعارضة السلمية التي كانت مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات معه. إنه خطأ فادح من قبله، قد يكون قاضياً. ورداً على سؤال أحد الصحافيين عما إذا كان الأسد يمكن أن ينجو، أجاب مدفيديف (لست أدري. يبدو لي أن فرصه في البقاء (في السلطة) تتضاءل يوما بعد يوم). وأشار إلى أنه حاول مرارا إقناع الأسد بالحوار مع المعارضة. وقال (اتصلت بالأسد هاتفيا عدة مرات وقلت له (طبقوا إصلاحات اجلسوا إلى طاولة مفاوضات). وأضاف لكني أكرر القول مرة أخرى برأيي المسؤولون السوريون لم يكونوا مستعدين لذلك. وأضاف (لكن من جهة أخرى يجب ألا يسمح في أي حال من الأحوال لنزاع مسلح بإطاحة النخبة السياسية) في إشارة إلى النزاع المستمر منذ 22 شهرا. وتأتي تصريحات المسؤول الروسي في يوم أعلن القضاء السوري أنه سيوقف الملاحقة بحق المعارضين الراغبين في المشاركة في الحوار الوطني مع استمرار أعمال العنف على نطاق واسع لاسيما في بعض الأحياء على أطراف دمشق ومحيطها حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا). ميدانياً تواصلت أعمال العنف والقتال أمس بين قوات النظام والجيش الحر في حين تتهم المعارضة الشبيحة بقتل نحو 200 مدني في حمص في مذابح على مدى الأسبوعين الماضيين. وقال محمد المروح عضو مجلس قيادة الثورة السورية في اسطنبول بعد زيارة إلى حمص إن الشبيحة يستهدفون المدنيين، من الصعب وصف ما يحدث سوى أنه تطهير عرقي للأحياء السنية التي تقع على خطوط الإمداد العلوية. ومجدداً فتحت إسرائيل مسألة الأسلحة الكيماوية في سوريا، محذرة على لسان نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس من أن أي علامة على تراخي قبضة سوريا على أسلحتها الكيماوية خلال قتالها للمعارضين المسلحين قد تؤدي إلى ضربات عسكرية إسرائيلية. وأكد سيلفان شالوم ما جاء في تقرير إخباري عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا مع قادة الأجهزة الأمنية الأسبوع الماضي لمناقشة الصراع في سوريا وحالة ترسانة الأسلحة الكيماوية المشتبه في أنها تمتلكها في حالة وقوع أسلحة كيماوية في أيدي مقاتلي حزب الله اللبناني أو المعارضة المسلحة التي تقاتل لإسقاط الأسد فإن ذلك سيغير من قدرات هذه المنظمات بشكل هائل. وأضاف أن هذا التطور سيمثل تجاوزا للخطوط الحمراء يتطلب تناولا مختلفا ربما يشمل عمليات وقائية، وذلك في إشارة إلى تدخل عسكري قال جنرالات إسرائيليون إن إسرائيل أعدت خططا له.