صالح مواطن خليجي صالح.. لديه سيارة فارهة تم تزويد نظامها الداخلي بخدمة البلوتوث يستخدمها في تنقلاته الشخصية وهي تختلف بالطبع عن سيارة العائلة التي يقودها سائق آسيوي يختص بتنقلات أم العيال المشغولة دائما بأحاديث لا تنقطع عبر جوالها السامسونج، بينما الأولاد يستغلون الوقت الضائع في السيارة الكبيرة من خلال اللعب عبر أجهزة الميني آيباد التي يتم تحديث ألعابها بشكل أسبوعي. صبري مواطن مصري صبور.. عانى الأمرين من الفساد في عهد مبارك، حيث كان يحصل على الرغيف بشق الأنفس فجاءه عهد مرسي ليختفي الرغيف ويبقى شق الأنفس!، تتحطم صباحاته كل يوم حين يستقل الأوتوبيس المزدحم ويبحث عبر زجاج النافذة عن الدولة المدنية الديمقراطية العصرية التي اشتعلت من أجلها الثورة فلا يجد إلا الشعارات المراوغة فيزداد قلقه على مستقبل أولاده الذي بدا له أنهم سيعيشون ربيع العمر في مفترق طرق تاريخي مرير. صالح التقى صبري في العالم الافتراضي وهو متحمس أكثر منه للثورة المصرية رغم أنه لم يواصل الليل بالنهار في ميدان التحرير كما فعل صبري، وصالح يشعر أن صبري لا يستحق رئيسا منتخبا مثل مرسي لأنه مشغول بتوافه الأمور مثل رغيف الخبز!، «ما قيمة رغيف الخبز أمام الحرية؟».. هكذا يلوم صالح صديقه صبري رغم أن أخانا في الله لم يعرف يوما معنى أن تكون لديك مشكلة مع رغيف الخبز كما أنه في غالب الأحوال لا يعرف معنى هذا الشيء الذي يسمونه «حرية» !. صالح يريد من صبري أن يصبر على الأحوال البائسة التي يعيشها اليوم كي لا يشمت بالثورة «الفلول» وغيرهم من المتآمرين على مصر في الداخل والخارج، ولكن صبري، هداه الله، يصر على أن يفسد نضال صالح الافتراضي فتارة يقول إن الإخوان سرقوا الثورة وتارة أخرى يقول : إن الرئيس المنتخب الذي ما كان له أن يصعد إلى كرسي الحكم ويتغلب على مرشح الفلول لولا صوته قد باع الشعب واشترى الجماعة، «ما هذا الكلام يا صبري؟».. حتى في أيام الإجازات التي يقضيها صالح في لندن أو باريس أو دبي يصر هذا «الصبري» على التنكيد عليه عبر طرح هذه الآراء المشحونة على صفحات تويتر والفيس بوك فيخرج صالح من أجواء الإجازة ليرد على هذه الأكاذيب التي صنعها التحالف الصهيوني الأمريكي الفلولي !. في كل ليلة ينسى أولاد صالح أجهزة الميني آيباد في سيارة العائلة فيأمر الخادمة الفلبينية أن تجمعها حفاظا على اقتصاد العائلة، بينما يغطي صبري أولاده النائمين وهو حزين بسبب انهيار اقتصاد العائلة، لا يجد صبري شيئا يخفف أحزانه سوى التعبير عن خيبة أمله الكبيرة في شبكات التواصل الاجتماعي ف «ينط» له صالح مذكرا إياه بأهمية الحفاظ على مكتسبات الثورة!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة [email protected]