«هل تنبت الأشجار على الأسفلت؟»، التساؤل الأبرز الذي لم يجد له أهالي الطائف إجابة حتى الآن في ظل تسرب المياه إلى الشوارع، في وقت تشكو الكثير من الأحياء من العطش، ويبحثون عن قطرات تروي شبكة المياه التي يتفاخر بها المسؤولون في المياه بامتدادها لمعظم الأحياء. ولا يختلف الحال من حي لآخر حيث الشكوى المستمرة من قطوعات المياه، و تسربها في الشوارع، لمدة تصل إلى ساعات طويلة دون أن تجد من يتدخل لإصلاح الخلل، ويحول مسارها من الأنابيب المهشمة سواء بفعل فاعل متمثلا في شركات المقاولات التي تعبث بالشوارع أو بسبب الشبكة القديمة التي عفا عنها الزمن. يرى الأهالي أنه ما دامت المحافظة تشهد نقصا حادا في المياه، فما الذي يغيب الرقابة على كل قطرة بدلا من إهدارها في الأسفلت ولا يستفيد منها أحد، لأن السكان أولى، حتى ري المزروعات يعتمد على المياه المعالجة وليست المياه التي تروي السكان. ويصنف سعد النفيعي، تسرب مياه الأنابيب في الشوارع على أساس الظاهرة: «فيندر ألا تجد أحد الشوارع وقد غرق في بحيرة مياه مصدرها انفجار أنبوب أو تسرب المياه من الأنبوب، فيما الفاعل مجهول، والمعالجة أيضا تحتاج لساعات طويلة للتجاوب مع المكالمات، ناهيك عن الساعات الأخرى التي يحتاجها الموقف لإصلاح الخلل، ضاربا المثل بانقطاع المياه على طريق شهار، بعد تعرض خط أنابيب الشبكة للكسر أكثر من خمس مرات في أوقات متقاربة، والدليل حفريات المياه على الأسفلت، وقال: «الغريب أنه فيما تشكو أنابيب الشبكة شحا في المياه في أحياء كثيرة من الطائف تنساب المياه من الأنابيب المهشمة بقوة، مما يحير الجميع، عن سر الجفاف هناك والانسيابية في أنابيب أخرى، وما إذا كانت شبكة المياه التي تغذي الطائف واحدة، أم أن هناك شبكتين إحداهما مليئة بالمياه والأخرى بلا قطرة واحدة؟». ويتساءل محمد الشهري من حي النزهة عن السر في انفجار أنبوب مياه بشكل أسبوعي في الأحياء السكنية: «إذا كان الأمر يحتاج معالجة جذرية فمن باب أولى أن يتوقف ضخ المياه في هذه الشبكة التي لا نستفيد منها فعليا، لإصلاح الخلل بتوصيلات جديدة، ثم يعاد الضخ، بدلا من إهدار أهم ثروة يحتاجها الأهالي». ويؤكد محمد العمري وعلي القحطاني من حي السحيلي أن السكان لا ينعمون بالكميات الكافية من المياه، لأن حجم الإهدار أكبر من المتوفر في الشبكة، فأين الرقابة. خطة استراتيجية المهندس محمد خوجة مدير المياه في الطائف فضل الحديث عن مستقبل المشروعات في المحافظة، مؤكدا ل «عكاظ» أن الشركة تعكف على تنفيذ وطرح عدد من مشاريع البنى التحتية والتطويرية لمدينة الطائف ضمن خطتها الاستراتيجية لرفع كفاءة ومستوى الخدمات المقدمة لعملائها في قطاعي المياه والمعالجة البيئية، حيث تخطط الشركة بشكل سنوي إلى زيادة تغطية خطوط وشبكات المياه في مدينة الطائف بطول يزيد عن 150كم ضمن خطتها الاستراتيجية المتكاملة والممتدة 25 عاماً المقبلة لقطاعي المياه والصرف الصحي وهناك خطة لاستبدال الشبكات القديمة إلى حديثة وذلك ضمن خطة الشركة الجديدة.