الرياض، الجبيل، مكةالمكرمة، الطائف، أبها. علي بلال ومحمد الزهراني وفواز العبدلي وعبدالكريم الذيابي ومحمد موسى دفعت قطوعات المياه التي شهدتها بعض المناطق خلال الفترة الماضية كثيرا من سكان المدن إلى إبداء خشيتهم من أن تطل عليهم أزمة المياه من جديد في هذا الصيف، خصوصا في المدن الكبيرة التي تشهد المزيد من التطور والتوسع العمراني والسكاني، في ظل وجود أنماط استهلاكية غير صحية تساعد بالفعل على تفاقم أي نقص مهما بدا غير ذي شأن. وعلى الرغم من التطمينات التي حرص مسؤولون في قطاع المياه على بثها بأن «الوضع تحت السيطرة»، إلا أن المخاوف تظل نافذة مشرعة على كل الاحتمالات، من ظهور لأعطال مفاجئة أو تسربات خفية وما إلى ذلك مما تختزنه ذاكرة المستهلك من مواقف عصيبة عاشها للحصول على حصة من المياه. 50 ألف م3 زيادة في الرياض في الرياض أكد مدير وحدة أعمال مدينة الرياض بالشركة الوطنية للمياه المهندس نمر بن محمد الشبل ل«شمس» أن وضع المياه مستقر تماما خلال هذا الصيف، مشيرا إلى قيام الشركة بزيادة ضخ كميات المياه للمدينة في حدود 50 ألف متر مكعب مقارنة بالعام الماضي، كما وقعت الشركة عقودا لكشف التسربات وإصلاح الانكسارات في شبكات المياه لتقليل نسبة الفاقد. لكن الشبل من جانب آخر طالب المستهلكين بالتفاعل أكثر مع دعوات ترشيد الاستهلاك باتخاذ جميع الوسائل التي تساعد على ذلك ولا سيما أدوات الترشيد التي توفرها الشركة لعملائها مجانا. وفي السياق ذاته أكد مصدر بالشركة ل«شمس» أن الشركة استعدت لتغطية الطلب المتزايد للمياه، مشيرا إلى أنها ستكون أفضل في الإنتاجية عن العام الماضي. ونفى المصدر وجود أي قطوعات حالية في أي من أحياء الرياض إلا لدواعي الصيانة أو وجود تسربات. ولفت إلى أن الشركة طبقت استراتيجية جديدة لإيصال المياه إلى الأحياء التي تعاني انقطاعا في الشبكة العامة، من خلال منهجية جديدة، بتمديد خطوط تدعيمية بأقطار مختلفة من الشبكات الرئيسة والفرعية. وكانت إدارة تنفيذ مشاريع المياه بوحدة أعمال الرياض درست وجدولت جميع أحياء مدينة الرياض التي تعاني انقطاعا في المياه، للبدء في تنفيذ خطوط داعمة وشبكات لتوصيل المياه لمنازل العملاء، وذكرت الشركة أن التوسع العمراني والسكاني الهائلين في الرياض يشكل تحديا كبيرا في حقل الخدمات المائية، خصوصا في ظل الاستهلاك غير المقنن للمياه. الشرقية: لا قطوعات متوقعة أما في الشرقية فالضخ وصل إلى 1.45 مليون متر مكعب من المياه يوميا فإن الوضع في المنطقة أكثر من مطمئن في الصيف بحسب مدير فرع المياه المهندس أحمد البسام، الذي أكد جاهزية فرق الطوارئ لمباشرة أي خلل على مدار الساعة. وأشار ل«شمس» إلى أن 920 ألف متر مكعب من المياه التي تضخها المديرية هي من التحلية فيما تتم الاستعانة حاليا ببعض الآبار الاحتياطية. ودعا البسام المستهلكين بضرورة الترشيد وعدم الهدر وتركيب الخزانات الأرضية والعلوية تجنبا لحدوث أي قطوعات نتيجة أعطال مفاجئة أو الصيانة. مكة: الضخ مباشرة للأحياء من جانب آخر أكد مدير وحدة أعمال مدينة مكةالمكرمة بشركة المياه الوطنية المهندس عبدالله حسنين عدم وجود أي مؤشرات لحدوث نقص في المياه هذا الصيف، مشيرا إلى أن مكة تستقبل يوميا 480 ألف متر مكعب من محطة الشعيبة، وهو الأمر الذي دفعها إلى ضخ 90 % منها للأحياء والبقية للمناطق الجبلية، بحيث لا يتجاوز وقف الضخ إليها لأكثر من أسبوع في بعض الأحيان. وأضاف ل «شمس» أنه جرى تلافي كل مسببات شح المياه، وأن المؤشرات المجدولة ونسب كميات المياه لا تدعو للقلق. ولفت إلى قيام الشركة بجولات مستمرة على المؤسسات والدوائر الحكومية والمنشآت التعليمية للتأكد من التزامها برامج الترشيد في استهلالك المياه «المرحلة الأولى». كما ستكون هناك حملة مكثفة أخرى لاستهداف أكبر شريحة ممكنة من سكان مكة من أجل وقف هدر المياه. الطائف: القطوعات مرهقة أما في الطائف فلا حديث إلا عن مشكلات في طور التأزم مع مرور الأيام بشكل يهدد اقتصاد هذه المدينة السياحية، حيث يخشى عدد كبير من المستثمرين من تداعياتها على أنشطتهم خصوصا الوحدات السكنية والمحال التجارية المتنقلة في المتنزهات والحدائق بالإضافة إلى الفعاليات والبرامج الترفيهية. وكانت ملامح هذه الأزمة بدت واضحة خلال الأيام الماضية في أشياب الحوية والسيل والشرفية، حيث أدت طوابير الانتظار للحصول على صهاريج إلى ظهور سوق سوداء رفعت الأسعار إلى 500 ريال للصهريج، في مقابل الانتظار أحيانا لعشر ساعات للحصول عليه بسعره العادي. «شمس» من جانب آخر حاولت الحصول على تعليق من مسؤول المياه بالطائف ناصر السمحان لكن تعثرت كل محاولاتها الوصول إليه، إلا أن مصدرا مطلعا كشف أن المشكلة الحالية سببها ضيق التمديدات الأرضية للأشياب وعدم قدرتها على تحمل الضخ الكثيف. عدد من المواطنين منهم محسن القرشي وعبدالعزيز السفياني أكدوا ل«شمس» أن الوضع في الطائف قابل للتأزم أكثر وهي مشكلة مستمرة ويبدو أن الحلول غابت عن هذه الأزمة التي تولد بدورها مجموعة مشكلات أخرى منها ظهور السوق السوداء وتكبد المستثمرين لخسائر كبيرة تهدد الموسم السياحي في المنطقة، على الرغم من تكرار الإعلان عن انتهاء المشكلة والقضاء على مسبباتها. وطالبوا بتشكيل لجنة لبحث الأزمة ووضع الحلول الكفيلة بعدم تكرارها.«سئمنا مطاردة الصهاريج والانتظار لساعات طويلة واستغلال البعض لنا». وأضاف متعب العتيبي «مستثمر» فذكر أنه يفكر بشكل جاد في بيع كل أنشطته هربا من شبح هذه الأزمة التي تستمر مع إطلالة كل صيف وهو الموسم الذهبي لهم: «عانينا على مدى ال 12 عاما الماضية وتكبدنا الكثير من الخسائر، فالعام الماضي أثثت جميع الوحدات السكنية وفي نهاية الموسم الصيفي لم استطع استعادة رأس مالي فضلا عن تحقيق أرباح». وكان المدير العام للمياه بمنطقة عسير المهندس يزيد آل عايض أكد ل«شمس» عدم وجود أي إشكالات في الإمداد أو الضخ أو توقف التوزيع، مبينا أن شبكات المياه والمحطات ستواصل عملها خلال الصيف وشهر رمضان دون أي توقف أو نقص في الإمدادات. ودعا في الوقت ذاته للجميع عدم الانسياق وراء الشائعات التي يطلقها بعض الناس .