كشف ل«عكاظ» مساعد مدير الشؤون الصحية للصحة العامة بمحافظة جدة الدكتور سامي بن صالح عيد، أن غرفة عمليات حمى الضنك في جدة رصدت الأسبوع الماضي حالة مؤكدة في حي النهضة، بينما تم تسجيل 5 حالات اشتباه. وأضاف أن البعوض الناقل لفيروس حمى الضنك لا يتوالد في المياه الآسنة وانما في المياه العذبة والنظيفة والراكدة وفي الأماكن الظليلة وعليه يستبعد تكاثره في مثل البؤر الآسنة والمكشوفة لأشعة الشمس، على عكس بعوضة «الكيولكس» التي تتكاثر في المياه الآسنة لكنها لا تنقل فيروس حمى الضنك. واشار الى أن اللجنة العلمية تؤكد أنه حتى الآن لم تستطع أي دولة موبوءة القضاء نهائياً على البعوض الناقل للمرض، كما ان جميع الابحاث الخاصة بتهجين ذكر البعوض ما زالت في طور البحث العلمي ويتم تطبيقها في مدى محدود، وليس في المجمعات السكانية المأهولة، كما لم يتم التأكد من مدى تأثير البعوض المهجن على البيئة، حيث تظهر سلالات قد تكون أكثر شراسة وقابلية لنقل امراض خطرة مثل حمى الصفراء، مع الإشارة الى انه معروف في الاوساط العلمية والبيئية انه لا يتم اطلاق أي منتج بحيث قد يؤثر على البيئة قبل موافقة العديد من الهيئات والمنظمات الصحية والبيئية المعتمدة عالمياً. وبين ان غرفة عمليات حمى الضنك تقوم بتحديث يومي للمواقع الجغرافية الاكثر كثافة بالإصابات وتزويد فرق المكافحة بها والتي بناء عليها يتم توجيه فرق المكافحة، مبينا انه تم مؤخراً تشكيل لجنة علمية مشتركة بين مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة وجامعة الملك عبدالعزيز والأمانة للاطلاع على آخر الدراسات العلمية التي توصلت لها المراكز العلمية العالمية ودراسة امكانية تطبيقها محليا، وإجراء البحوث التطبيقية التي من شأنها أن تساهم في مكافحة حمى الضنك وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بأنثى بعوضة «الايدس ايجبتاي». وأفاد أن إدارة الصحة العامة ممثلة في قسم مكافحة نواقل الأمراض وعبر المثقفين الصحيين تسعى إلى توعية المواطنين والمقيمين بصفة خاصة إلى ضرورة تغطية خزانات المياه وأي أوعية تستخدم لتخزين المياه، موضحين لهم أهمية وجود غطاء محكم تجنبا لتوالد البعوض الناقل للمرض، والتأكيد بصفة مستمرة على معالجة أي تسربات أو تجمعات للمياه داخل منازلهم أو حولها، مع ضرورة وضع شبك على النوافذ وصيانته بصفة دورية، كما يقوم المثقفون خلال زيارتهم للمنازل بتوزيع مطويات للتعريف بالمرض وطرق انتقاله واماكن توالد البعوض الناقل للفيروس، مع التنويه ان ثلاث فرق من وحدة الاستكشاف الحشري الميداني تقوم يوميا بأخذ عينات من البعوض واليرقات ومن ثم يقوم الفنيون بفرزها وتصنيفها ثم الرفع بالنتائج للمكتب الفني، وفي حال اكتشاف أي بؤر لتوالد البعوض أو تجمعات للمياه يتم التنسيق مع الأمانة لمعالجتها، فيما تقوم فرق الاستقصاء الوبائي بتحديد موقع كل إصابات حالات حمى الضنك بدقة عالية باستخدام تقنية (جي بي اس) ومن ثم تحديد بؤر التوالد في محيط المصاب والمنازل المجاورة بحوالي كيلو متر مربع ومكافحتها بالتعاون مع فرق أمانة جدة.