وجائرة بالراء، وليست بالزاي فيلتبس على القارئ الكريم المقصود بهذه القناعات التي ترسخت في أذهان الكثيرين، وأصبحت تنعكس سلبا على قراراتهم ومواقفهم تجاه قضايا اجتماعية مهمة. وعلى العكس؛ فإن القناعات تسهم في تطوير الذات عندما تتسم بالموضوعية والإيجابية، وينعكس تأثيرها على كافة أفراد المجتمع ومؤسساته لأنها تبني وتطور، لا تهدم وتحبط! تعاني مجتمعاتنا كما كبيرا من القناعات التي أصبحت عرفا سائدا، ومسلمات متوارثة رغم أنها لم تثبت بالتجربة، أو بالمعايشة الفعلية، فيمكن بعدها إطلاق الحكم بموضوعية هذه القناعات. وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ فإن عدم كفاءة العامل السعودي، والاعتماد على العامل الأجنبي في كل صغيرة وكبيرة، واستحالة الحصول على وظيفة، أو إنهاء مصلحة دون الاستعانة بواسطة، وأفضلية خريجي الجامعات الأمريكية والأوروبية على خريجي الجامعات السعودية، وعدم قدرة المرأة السعودية على إدارة شؤونها، وبأن الطلاب لا يمكنهم التفوق دون مدرس خصوصي.. وغيرها، كلها قناعات لا يمكن التسليم بها حتى لو تكررت في أوقات وأماكن ومواقف معينة، لأنها لو جربت على شريحة واسعة من الأفراد والمؤسسات لثبت عدم صحتها. وتمتلئ كتب تطوير الذات بالعديد من روايات القناعات السلبية التي ثبت عكسها، ومنها ما حدث لطالب في إحدى الجامعات الكولومبية الذي نام في محاضرة الرياضيات، وبعد استيقاظه وجد على السبورة مسألتين كتبهما، ورجع للبيت وبدأ يفكر في حلهما. وبعد أربعة أيام استطاع أن يحل المسألة الأولى وهو ناقم على الدكتور الذي أعطاهم هذا الواجب الصعب، لكنه استغرب في المحاضرة اللاحقة أنه لم يطلب منهم الواجب، فذهب إليه وقال له: لقد حللت المسألة الأولى في أربعة أيام. تعجب الدكتور وقال للطالب: ولكني لم أعطكم أي واجب! والمسألتين اللتين كتبتهما على السبورة هي أمثلة لأوضح لكم المسائل التي عجز العلم عن حلها! وهذه القناعة السلبية جعلت الكثير من العلماء لا يفكرون حتى في محاولة حل هذه المسألة، ولو ظل هذا الطالب مستيقظا لما فكر في حل المسألة!. كلمة أخيرة: القناعات السلبية أصعب الحواجز للوصول إلى الإبداع.