قال الضَمِير المُتَكَلّم: لا عدو للإنسان إلا نفسه، ولا يصنع الحواجز في طريقه إلا هو؛ ففي حياة الإنسان عمومًا الكثير من القناعات السلبية، الفاشل وحده هو مَن يجعلها شماعة للفشل، ليتوقف عند محطات كلمات يسمعها ويراها من المُسَلّمَات نحو: (مستحيل، صعب، لا أستطيع). وتلك ما هي إلا قناعات سالبة ليس لها من الحقيقة شيء، والإنسان الجاد يستطيع التخلص منها بسهولة، وتحطيم قيودها لينطلق في صناعة نفسه!! فالإنسان وهبه الله من القدرات ما يحقق به المستحيل، وذلك إذا آمن بقدراته، وقَرن ذلك بالعَمل الجاد للوصول لأهدافه، وتحويل أحلامه إلى واقع ملموس!! مما قرأت: حادثة وقعت في إحدى الجامعات الكولومبية؛ إذ حضر طالب محاضرة مادة الرياضيات؛ ولأنه كسول جلس في آخر القاعة، ونام بهدوء وفي نهاية المحاضرة استيقظ على أصوات الطلاب، ونظر إلى السبورة فوجد أن الدكتور كتب عليها مسألتين فنقلهما بسرعة!! وعندما عاد إلى منزله بدء يفكر في حل هاتين المسألتين، ولكن وجدهما في غاية الصعوبة، فذهب إلى مكتبة الجامعة، وأخذ المراجع اللازمة، وبعد أربعة أيام استطاع أن يحل المسألة الأولى وهو ناقم على الدكتور الذي كلف الطلاب بهذا الواجب الصعب!! وفي المحاضرة اللاحقة استغرب أن الدكتور لم يطلب منهم الواجب، فذهب إليه وقال له يا دكتور: لقد استغرقت في حَلّ المسألة الأولى أربعة أيام وحللتها في أربع أوراق!! هنا تعجب الدكتور، وقال للطالب: ولكني لم أعطيكم أيَّ واجب خلال الأيام الماضية؛ أما ما كتبته على السبورة؛ فهو أمثلة للمسائل التي عجز العِلم والعلماء عن حلها!! وتقول الرواية: مازالت هذه المسألة بورقاتها الأربع معروضة في تلك الجامعة! فهذا الطالب لو ركن لقناعاته، واستسلم لممارسة الكسل، ما حقق المستحيل الذي عجز عنه العلماء المتخصصون!! فيا صديقي: مهما سجلت الذاكرة من عبارات، أنت قادر على فعل ذلك (المستحيل)! نعم ولِمَ لا؟! ولكن انزع من قاموس حياتك (مستحيل، وغير ممكن)، فقط ضع أهدافك، وابدأ الرحلة، وكن أول من يقفز فوق المعوقات، كُن إيجابيًّا وذكيًّا، وتعامل مع كل موقف أو مشكلة بالأسلوب المناسب لها!! وَاصِل القفز واستمتع بذلك وكُن كحصان يلهو بقفز الحواجز ليعلو منصة التتويج؛ أما الحاجز الذي لا تستطيع قفزه لأول مرة، ستقفزه إذا كررت المحاولة، ولكن عُد خطوتين للوراء، واجمع أنفاسك، واعدُ بسرعة، ارفع قدميك، ثم اقفز وستتجاوز الحاجز!! فصدقني يا عزيزي ليس هناك أمر لا تستطيع تجاوزه إلا ما تصنعه نفسك من أوهام، وسلبيات وعُقَد نفسية! تقدم ولا تنظر إلا للأمام، ولا تجعل التفاتة للوراء تضيع عليك جهدك ووقتك الثمين حارب مع نفسك وليس ضدها!! نعم أنت إِنْسَان من لَحم ودم، وروح تردد بين الأنفاس، ولكنك (تَسْتَطِيْع) أن تفعل المستحيل؛ فلا تيأس، فبإمكانك أن تصل لأهدافك؛ فقط آمن بقدراتك واصنع طريقك بأفعالك، (جَرب أنت تصنع من نفسك إنسانًا، وأنت الحكَم)، وقريبًا سوف تصل لمحطة النجاح وتحقيق الأحلام (مبارَك مقدمًَا). ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.