حين تنظر إلى لائحة الأيام العالمية، قد تدهشك كثرتها فلا تكاد تجد يوما في العام إلا وقد تضمن احتفاء بيوم من تلك الأيام. الأيام العالمية كثيرة وهي تتنامى بسرعة عجيبة وتتفرع في اتجاهات متعددة فبعضها يعنى بالجانب الصحي في حياة البشر؛ كالأيام التي تخصص للتوعية الصحية ومكافحة الأدواء أو مسبباتها مثل أيام مكافحة المخدرات والتدخين وأمراض الإيدز والسكر والربو والسل وحماية البصر، والصحة النفسية، وغيرها. وهناك أيام تركز على دعم الجوانب الإنسانية في البشر مثل أيام التطوع في العمل الخيري، والتسامح، والقضاء على العنف وعلى التمييز العنصري، وأيام التضامن مع السجناء السياسيين والمعاقين وحقوق الإنسان، وغيرها، كما أن بعض الأيام تركز على المشكلات البيئية وأهمية حماية البيئة والاعتناء بها مثل يوم الأرض ويوم مكافحة التصحر ويوم الشجرة ويوم الموائل (المها والغزلان النادرة) ويوم الغذاء وحماية طبقة الأوزون وغيرها، وهناك أيضا أيام أخرى غايتها دعم العلاقات الأسرية كيوم الأم والأب والأسرة، أو الأيام التي تحمل الامتنان للبعض مثل يوم العامل والمعلم والممرض والمرأة والطفل. هذه الأيام بعضها يحتفل به في بلادنا وبعضها يمر ساكنا لا يحس به أحد، بل إن بعضها ما إن يهل حتى يقابل بالهجوم والتحامل عليه، ولا أدري لم التحامل حيث لا يوجد مبرر واحد مقنع لمعاداة الاحتفاء بتلك الأيام، فهي لا غاية منها سوى مساعدة البشر على أن يحيوا في محبة وصحة وأمن وتوافق. إن تخصيص يوم للاحتفاء بجانب محدد في حياتنا يسهم في تكثيف الانتباه على ذلك الجانب، فالناس غالبا ينجرفون في خضم الحياة فينشغلون بمشكلاتهم وهمومهم ويغفلون عن قضايا أخرى مهمة في حياتهم تحتاج إلى دعمهم ومساندتهم، أو على أقل تقدير التعبير عن شكرهم وامتنانهم، فمثلا تخصيص يوم لتكريم الأم أو الأب أو المعلم أو الممرض أو غيرهم، لا يعني حصر التكريم والتقدير لهم في ذلك اليوم وحده فقط، وإنما هو من أجل تكثيف ما يقدم لهم من صور الامتنان، وتنبيه من كان غافلا عن واجبه في القيام بذلك، فضلا عن كونه نوعا من التذكير السنوي بما يجب على الإنسان من الاعتراف بفضل من لهم الفضل. وهذا القول ينطبق أيضا على بقية الأيام، فهي جميعها تهدف إلى تحقيق مصلحة عامة تتمثل في تثقيف الناس حول حماية أنفسهم من المرض ونشر الوعي بينهم بأهمية الاعتناء بصحتهم ومعرفة أفضل الوسائل إلى ذلك، وكذلك أهمية الاعتناء ببيئتهم الطبيعية وكيفية الحفاظ على ما فيها من ثروة فطرية ونقاء، إضافة إلى ما يتضمنه بعضها من التذكير بالتحلي بالسلوك الإنساني المتمثل في تلمس احتياجات الآخرين وتقديم المساعدات للعاجزين منهم وتقبل الاختلافات بين البشر كأدوات معينة على التقارب بين الناس ليعيشوا في أمن وسلم بعيدا عن التباغض والعداوات. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة