كان يوم أمس الرابع عشر من فبراير، يوما في الثقافة الغربية مخصصا للحب، فيه يتذكر الناس أحبتهم فيتواصلون معهم معبرين عن مشاعر الحب عبر زيارة أو مهاتفة أو بطاقة أو وردة أو رسالة إيميل أو جوال (على أضعف الإيمان) حسب الثقافة المعاصرة هذه الأيام. كما أنه يوم يشجع الأزواج على تذكر اللمسات الرومانسية المنسية بينهم، ويحفز الأولاد على أن يشرحوا صدور الأمهات أو الأخوات بإهدائهن وردة تحمل مشاعر الحب، وتمحو ما قد ترسب في الصدر من كدر المضايقات. قيمة هذا اليوم تتجسد في تحفيزه للناس على إظهار الحب لأولئك الذين لا يرونه كثيرا خلال العام، أما العشاق فإنه قد لا يعني لهم شيئا كثيرا، فعامهم كله عشق وحب ووله. قبل أن أسترسل في الحديث، بودي أن أطلب من القارئ المختلف معي أن لا يستعجل، فيخطف الكلام قبل إتمامه ليخطب خطبة عصماء أو غير، ليحدثني عن تاريخ هذا اليوم (المشبوه) وأنه ينسب إلى جذور أيديولوجية مخالفة لمعتقداتنا وأنه لا ينبغي لنا أن نتحدث عنه أو نذكره. فحديثي هنا ليس عن هذا اليوم بحد ذاته، وليس هو دعوة إلى الاحتفاء به، وإنما وجدت الفكرة التي يتضمنها فكرة سامية في حد ذاتها، فهو يتضمن التذكير بجمال نشر المحبة بين الناس وأهمية ذلك في حياتنا. ونشر المحبة بين الناس يعني التسامح مع الهفوات، والتقبل للاختلاف، والتعاون مع من يمد يده، والإحسان للمحتاج. ولأن الناس غالبا ينسون فإن التذكير يضحي نافعا. فالصغار في حاجة ليس فقط إلى من يذكرهم أن يستيقظوا صباحا ليقبلوا آباءهم وأمهاتهم معبرين لهم عن الحب والامتنان، وإنما أيضا في حاجة إلى من يذكرهم بالحب لله، الذي يعبر عنه بإخلاص الطاعة له سبحانه، ومن طاعة الله الإحسان إلى المحرومين، والحرمان ليس محصورا في الحرمان المادي، بل هو يمتد ليشمل الجانب العاطفي، وهناك بعض من الناس كتب عليهم الحرمان من الحب وهم في حاجة إلى من يعبر لهم عن ذلك بإبداء الاهتمام والحنان والتذكر لهم. وهنا يأتي دور المدارس في تشجيع الطلاب وحثهم على زيارة الأيتام في دور الأيتام، أو كبار السن في المستشفيات أو دور الرعاية، خاصة من كان منهم محروما من الأقارب المحبين، وذلك ليرسخ في أذهان الصغار أن عليهم واجب تذكر المحرومين، بدافع من الرحمة والحب الإنساني الذي هو جزء من قيم دينهم الإسلامي. ومن الممكن للمدارس تنظيم مثل تلك الزيارات وتشجيع بيع الورد وإهدائه تعبيرا عن الحب، على أن يخصص جزء من ريعه للإحسان إلى أولئك المحرومين من الحب والحنان، فذلك أفضل من مكافحة بيع الورد والنظر إليه كشيء محرم أو مناف للأخلاق. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة