شهدت سواحل عسير البحرية مع بداية إجازة منتصف العام الدراسي، توافد أعداد كبيرة من الزوار الهاربين من صقيع المرتفعات، وفي المقابل تضاعفت أسعار الدور السكنية والشقق المفروشة والشاليهات إلى ثلاثة أضعاف، خاصة خلال إجازة نهاية الأسبوع والعطل المدرسية وساعد على ذلك مشاريع الطرق الحديثة في عقبة ضلع التي سهلت تنقل المصطافين بأعداد كبيرة إلى الأماكن الأكثر دفئاً، مما خلق حراكا تجاريا وثقافيا واجتماعيا كبيرا في مناطق تهامة عسير. وأوضح ل«عكاظ» المواطن مفرح يحي مفرح، بأن انتقال سكان مرتفعات عسير الباردة إلى المناطق الأكثر دفئاً عادة سنوية يحرص عليها الأهالي، حيث تتجه الأنظار صوب سواحل عسير الدافئة والجميلة، مثل الحريضة، القحمة، وعمق، بالرغم من افتقادها بعض المواقع للخدمات الأساسية، ربما لقلة وعدم وجود المستثمرين»، مبيناً ارتفاع أسعار الشقق السكنية والشاليهات في تهامة عسير إلى الضعفين أو الثلاثة وأحياناً تكون محجوزة بالكامل». من جهته، قال المواطن عبدالله سالم القحطاني من سراة عبيدة، إنه يصطحب أسرته قاصداً سواحل تهامة عسير، للتنزه بعيداً عن الأجواء الباردة في المرتفعات، ولكنه وجد أن أسعار الشقق خيالية وخاصة في المنطقة المجاورة لسواحل الحريضة، ويضيف: الخدمات حول السواحل من دورات مياه معدومة تماما، وهناك استغلال كبير من الباعة بشكل لا يتصوره المرء. وأكد كل من عبدالرحمن محمد العبدلي ومبارك مستور آل منيف، ازدهار العديد من مناطق تهامة عسير، مثل الدرب، الشقيق، الحريضة، القحمة، بللحمر وبللسمر لكثرة مرتاديها في الشتاء وفي مواسم الإجازات، حيث لا يفصل بين الأجواء المعتدلة والطقس البارد والضباب الكثيف سوى دقائق معدودة، بعدها يجد المرء نفسه في أجواء معتدلة وشواطئ جميلة وخلابة. وأبدى كل من يحي أحمد العمراني، سعيد القحطاني، ملفي حامد الإقبالي وعبدالله يحي الشهراني، استياءهم الشديد لعدم وجود دور سكنية في سواحل عسير وجازان تستوعب الأعداد الهائلة من السواح الباحثين عن الدفء وحضور المهرجانات والفعاليات الشتوية في الحريضة، القحمة والبرك. وقالوا «وصلت أسعار الشقق المفروشة والشاليهات إلى 1200ريال لليلة الواحدة والشقق المفروشة إلى500 ريال (غرفتان وصالة) و300 ريال للغرفة الواحدة، أما الفنادق فهي مقفلة وخارج الخدمة منذ أسبوع إلى نهاية إجازة منتصف العام، مما يضطر البعض إلى الصعود باتجاه أبها للمبيت هناك والعودة صباحاً إلى الشاطئ». إلى ذلك، أكد المدير التنفيذي لهيئة السياحة بعسير عبدالله مطاعن، إقبال السواحل البحرية على طفرة كبيرة من المشاريع السياحية الكبيرة، ومنها تطوير وتحسين متنزه عسير البحري وسواحله البحرية وتجهيزها بكافة الخدمات التي يحتاجها الزوار والسياح. وأضاف مطاعن: ستشكل هذه المشاريع نقلة نوعية، وستوفر المساكن والقرى السياحية وهناك توجهات من سمو أمير المنطقة بالاهتمام بهذه السواحل وتطوير خدماتها وتذليل كافة الصعاب التي تواجه زوار هذه السواحل البحرية البكر. وتابع: يتم وضع الدراسات المتتالية لبحث العديد من المشاريع وتنفيذها مع الأمانة والبحث عن مستثمرين جادين والمنطقة مقبلة على العديد من المشاريع التنموية والسياحية الكبيرة وستحل العديد من هذه المشاكل، مبيناً مراقبة أسعار المنتجعات السياحية والدور السكنية والفنادق باستمرار، وتطبيق الجزاءات بحق المخالفين.