بدأت الشليهات والمنتجعات والدور السكنية على امتداد الساحل البحري في منطقة عسير هذه الأيام باستقبال آلاف المتنزهين من سكان جبال السراة، الذين يفضلون قضاء إجازة الأسبوع في موسم الشتاء على السواحل؛ بحثا عن الدفء وهربا من برودة الأجواء في المرتفعات. وتشهد محافظات الحريضة والقحمة والبرك وعمق في منطقة عسير والمحافظات المجاورة من منطقة جازان، حركة نشطة على الفنادق والشقق السكنية والشليهات والمنتجعات السياحية، ساهمت المشاريع المنفذة أخيرا في عقبة ضلع في سهولة الوصول إليها، ويرافق ذلك حراك تجاري وثقافي واجتماعي في كامل القطاع التهامي وليس الساحلي منها فحسب. وقال المواطن علي مشبب الشهري إن التنقل في محافظات تهامة أمر معروف لدى ساكني وقاطني مرتفعات عسير خلال موسم الشتاء منذ قديم الزمان، واليوم ورغم انعدام الخدمات في معظم الشواطئ من دورات مياه ورصف وتشجير وإنارة وغيرها من الخدمات السياحية، لكننا ومعضم المتنزهين نجهز كافة المستلزمات من مواد غذائية ومستلزمات طبخ وشوي وخلافه، ونبحث فقط عن اعتدال ودفء الجو بعيدا عن أي مطالب أخرى من الخدمات. أما سعيد بن مفرح الأسمري فقال إن الوقت الحالي هو وقت إقبال أهالي السراة على تهامة، خاصة سواحلها البحرية، مشيرا إلى أن أسعار الشقق وصلت إلى مستويات غير متوقعة وارتفعت بما نسبته إلى الضعف والضعفين، ووصل سعر الشقة الواحدة ذات الخدمة المتواضعة إلى أكثر من 500 ريال لليوم الواحد، أما الشليهات فهي ب1500ريال لليلة كحد أدنى، إذا ما توافرت الشواغر. المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية في عسير عبدالله إبراهيم مطاعن قال إن سواحل المنطقة، خاصة في الحريضة والقحمة والبرك، تشهد في مواسم الشتاء العديد من الزوار، وهناك فعاليات ومناشط تقام في هذا الموسم من كل عام من بينها الفعاليات الاجتماعية والترفيهية والثقافية بمشاركة العديد من قبائل المنطقة بالعروض الشعبية والثقافية، إضافة إلى العديد من المسابقات ومسرح الطفل. وأكد مطاعن على تفاعل العديد من الإدارات الحكومية والمجتمع المحلي في إنجاح هذا المناسبات التي تجد إقبالا كبيرا من قبل زوار وأهالي المنطقة. ونفذت الهيئة دراسة لتطوير سواحل المنطقة، منها طرح مشروع سياحي على مساحة خمسة كيلو مترات تقريبا وتسليمه لأمانة منطقة عسير للتنفيذه، والذي يتضمن بناء العديد من الوحدات الفندقية والمارينا ووحدات الإسكان والمدن الترفيهية، إضافة إلى تسليم أمانة المنطقة مشاريع استثمار سياحي في الحريضة والبرك والصوالحة والقحمة؛ وذلك بهدف إنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية. وحول متابعة ورقابة الأسعار من قبل جهاز الهيئة في هذه السواحل، أوضح مطاعن بأنه قريبا سيتم وضع لائحة تنظيمية وتسعيرية للشقق المفروشة والوحدات السكنية والمنتجعات والشاليهات، أسوة بباقي الوحدات الفندقية التي تعكف على متابعتها ورقابتها الهيئة العامة للسياحة. من جهته، أكد عضو المجلس البلدي في أبها يحيى الشبرقي، أن المجلس البلدي أوصى في آخر اجتماعاته من الشهر المنصرم، على دراسة وتطوير سواحل عسير البحرية، مضيفا أن أمين المنطقة عرض على أعضاء المجلس أهمية ساحل المنطقة البحري الذي لم يطور منه حتى الآن سوى 3 %، وأنه يجب أن يتحقق لأهالي المنطقة على طول الشريط الساحلي البالغ طوله 140 كم تقريبا، الكورنيش المنظم والمرتب مثل بقية المناطق الأخرى، وأن يحظى بجميع الخدمات التي ينشدها السائح.