استكملت قوافل المشتين في منطقة عسير مسيرتها في رحلة البحث عن الدفء تزامنا مع إجازة الفصل الدراسي الأول.. هذه الرحلة أجبرت تلك القوافل في الاصطفاف في شوراع مدينة أبها ليكون منفذهم من خلال عقبتي شعارشمالا وضلع جنوبا وصولا إلى المناطق الساحلية العسيرية والسهول التهامية التي تبعد قرابة 150كلم على ساحل البحر الأحمر.. هذه الرحلة حرص عليها الكثيرون من أهالي عسير كافة سواء من مدينة أبها أو خميس مشيط أو مناطق شمال عسير هربا من برد جبال السراة التي تدنت درجات الحرارة فيه هذه الأيام الى وضع لم يساعد الكثير من الأسر أن يصمدوا أمام موجات ذلك البرد القارص (الرياض) في رصد اقتصادي زاملت فيه تلك القوافل حيث سجلت بالقلم والصورة الإمكانيات الاقتصادية التي تكلف الباحث عن الدفء وأيضا المستفيد منها فهناك الأسر ذات الدخل المحدود تكتفي بالنزول إلى أسفل عقبة ضلع والافتراش في وادي ضلع والاستمتاع بالأجواء الدافئة في ظل وجود بعض الخدمات التي تقدمها بعض المطاعم هناك وعند منتصف الليل تعود إلى منازلها هذه الرحلة القصيرة لاتتجاوز تكاليفها 200ريال للأسرة أما الأسر التي خططت للإجازة فتواصل الرحلة حتى السواحل العسيرية. يقول محمد الشايع احد ملاك العقار في عسير إن الفنادق والشقق المفروشة في مدينتي ابها وخميس مشيط شهدت ركودا كبيرا بسبب موجة البرد التي دفعت عددا من السكان للتوجه الى المناطق الدافئة. وهذا ما جعل نسبة الاشغال في الشقق السكنية والمنتجعات السياحية تصل الى 100% مع ارتفاع الأسعار، وتختلف الأسعار تبعا لاختلاف المسكن وعدد الغرف ودرجته حيث بلغ سعر الشقة التي تحوي على غرفة ومطبخ ودورة المياه وصالة مابين 250الى 300ريال بينما بلغ سعر الشقة التي تحوي غرفتين ومطبخا ودورة المياه 500ريال، اما المنتجعات السياحية التي تكون قريبة من الشواطئ فأسعارها غالية الثمن مع إن نسبة الاشغال فيها 100% حيث أوضح سامي محمد المشرف على احد المنتجعات السياحية على ساحل البحر الأحمر أن الأسعار في المنتجع متفاوتة حيث يبلغ سعر الشالية ذي الغرفة الواحدة والصالة والمطبخ 500ريال بينما سعر الشالية ذي الغرفتين والمطبخ 700ريال والشاليه ذي الثلاث غرف ومنافعها 800ريال وهناك جلسات على البحر سعر الجلسة 30ريالا للساعة الواحدة بزيادة 30% عن الأوقات العادية كما أصبح سعر الفلل ذات الدورين والمنافع بالإضافة إلى مسابح خاصة 1800ريال لليلة الواحدة بزيادة 4أضعاف عن الأوقات العادية. أما سعر الخيام على الشاطئ فإنها بالمقارنة بأسعار الشاليهات لا تعتبر غالية حيث يبلغ سعر الخيمة لليلة 100ريال. كانت هذه نسبة التشغيل لدى المستثمرين على سواحل تهامة فيما بلغ متوسط تكاليف تلك الرحلة لدى الأسر الى ما يقارب 3500ريال وتزيد عند البعض هذا ما أوضحه المشتي محمد بن سعيد القادم من مدينة أبها حيث التقينا به على كورنيش الحريضة الذي أضاف ان البرد في اعالي جبال السراة أجبر الأهالي للهبوط الى هذه السواحل كونها المتنفس الوحيد الذي يعني برحلة البحث عن الدفء وأضاف المشتي غازي الأسمري أن الخدمات على هذا الساحل لازالت تعتبر الى الآن متوسطة بعيدا عن الشقق ولكن الخدمات الأخرى التي يحتاجها المشتي والتي تتمثل معظمها في المطاعم فالمنطقة التهامية خصوصا الساحلية لازالت تحتاج الى الكثير من المطاعم النظيفة حيث لايمثل هذه الخدمات سوى مطعم واحد أو اثنين هي التي تجد الاقبال عليها اما البقية فهي بالفعل تفتقد النظافة وهذا ما يتضح عليها مطالبا بلديات المناطق التهامية في تكثيف الرقابة على هذه المطاعم،، ومن جانب آخر تجولت الرياض في مجموعة من الخيام تقطنها أسر هربت من البرد حيث تحدث مسفر فالح الشهراني قائلا: اتجهت وأسرتي من محافظة خميس مشيط هربا من موجة البرد التي تشهدها المحافظة هذه الأيام للاستمتاع بالأجواء الربيعية على سواحل عسير البحرية الا ان المنتجعات غالية وأسعارها مرتفعة والشقق ممتلئة كليا مما أجبره على إستئجار ليلة في مجمع الخيام على الشاطئ،، من جهه أخرى التقينا علي التركي احد مشرفي المطاعم على ساحل الحريضة الذي أفادنا انه يصل دخل المطعم اليومي الى 2500ريال في هذه المواسم التي يقبل الاهالي على المنطقة وتختلف أذواقهم في طلبات الطعام ما بين وجبة السمك والدجاج والمشويات واللحوم هذه، ومن جانب أخر وفقا لنظرة الاقتصاديين والخبراء في الشأن السياحي فان منطقة عسير اصبحت مهيأة للسياحة طوال العام ولم تعد تقتصر على فصل الصيف فقط وأعطت النتائج الباهرة لنجاحات مهرجان عسير الشتوي في العام الماضي في رجال المع والقحمة والحريضة على ساحل البحر الاحمر دلالات مؤكدة ان عسير اصبحت كلها موسماً سياحياً وتحظى باقبال كبير من المواطنين والمقيمين. وهذا ما حدى بالشركة الوطنية للسياحة لدراسة مشروع سياحي عملاق على ساحل عسير البحري أدلى بتفاصيل عنه للرياض المهندس صالح بن حسين قدح موضحا توجه الشركة للاستثمار على شواطئ ساحل البحر الأحمر التابعة لمنطقة عسير من خلال تنفيذ وإقامة مشروع "جبل الرقبة السياحي" الذي يمثل وجهة سياحية بحرية جديدة وبين قدح أنه الدراسات للمشروع الذي يقع على سواحل منطقة عسير وقال قدح إن المشروع وضعت دراسته للاستفادة من المقومات البحرية على شاطئ البحر الأحمر، حيث يضم 40وحدة سكنية على مساحة تقدر بمليون متر مربع بالإضافة إلى إنشاء فندق يتسع ل 350غرفة وجناحاً من فئة 4نجوم وإنشاء مدينة بحرية لجميع الألعاب المائية إضافة إلى منح فرصة لشراء أراض سكنية ضمن المشروع يتم تنفيذها عن طريق مالك الأرض وفق معايير محددة تشترطها الشركة. وختاما وفي زيارة الى رئيس مركز الحريضة الأستاذ عبدالله بن عائض بن علي أوضح لنا أن الحريضة تمتلك جميع مقومات الجذب السياحي الشتوي بما حباها الله من طبيعة خلابة ساحرة ومعطيات جمالية ومناخ معتدل لطيف خلال الشتاء مؤكدا أنها مستعدة الاستعداد الكامل لضيافة زوارها موضحا أن أبرز ما يتردد عليه المشتون في مركز الحريضة هو الكورنيش البحري الذي شارف المقام على شاطئها بطول 7كلم والذي شارف على الإنتهاء من تزيينه بإضافة ميزانية مالية قدرها 2مليون ريال من قبل مشروعات البلدية المعتمدة له وذلك لتوسعته وإضافة الجلسات والمظلات الخاصة بالعائلات وأيضا بالعزاب