استكمالا للحديث مع صديقي عن أسباب تراجع كرتنا وما يدور حاليا من تداعيات لخروج منتخبنا من الأدوار النهائية لكأس الخليج (وإن كنت لا أرى فائدة فنية لدورات الخليج) وما صاحبها من الاستغناء عن المدرب كأبسط (أسرع) الحلول. في الأسبوع الماضي تطرقت إلى أن الاستقرار الإداري والفني هما بيت القصيد وما لبث أن خرج المنتخب من المنافسة إلا و قرار ريكارد اتخذ وكأنه جاهز للتنفيذ! ولست بصدد الدفاع عن ريكارد ولكنه ليس هو المشكلة الرئيسية وإن أخفق في مهمته إلى الآن، فالشق أكبر من الرقعة. وإداريا تحديد المشكلة يساهم بما نسبته 70% من حلها ولكن ما زال العديد يتخذ القرار الخاطئ ظنا منه بأنه هو الحل وندور في نفس الكرة لسنوات! فالأرقام تثبت أن الكرة السعودية في مرحلة انعدام وزن وهي المتنفس الأوحد لشباب هذا الوطن. والحل لم ولن يكون بمجرد إقالة مدرب أو جهاز إداري، فالتراجع ملحوظ والاستراتيجية (الفنية) الموضوعة لا تشير الى أي عودة للمسار الناجح. ومهمة العودة يجب أن تكون مشروعا وطنيا يشمل المدارس والأكاديميات (ليس بتنظيم ورقي بل تطبيق فعلي بإشراف الاتحاد السعودي تمشيا مع التجربة الألمانية) والجامعات، لتكون الروافد للأندية والمنتخبات، وتطبيق الاحترافية الحقيقية بعد ذلك. وفي أمريكا عندما كنت أكمل دراستي العليا بجينزفيل-فلوريدا، لم يكن يزيد تعداد سكانها على 110 آلاف وكان ملعب الجامعة يتسع ل80 ألفا ويمتلئ عن بكرة أبيه وهنالك أبطال أولمبيون في ألعاب مختلفة. فهم ببساطة يعتنون بالموهبة للطفل في مختلف الرياضات وتقدم المنح الدراسية لتنمية مهاراتهم (للمتفوقين)، وبالمقابل دخل 5 ألعاب للجامعات لهذا العام يصل 5 مليارات ريال. ولم يأت ذلك صدفة أو بضربة حظ، بل بالتخطيط السليم والتنفيذ بفعالية وإشراك المختصين كل في مجاله فأضحت صناعة تساهم في رفعة شأن المجتمع بأكمله. ولعودة رياضتنا يجب تطويرها من المدرسة والجامعة بمنشآت وتأطير ذلك العمل بصبغة مهنية واحترافية بعيدا كل البعد عن العشوائية. والجميع ينتظر الخطوات القادمة لمجلس الاتحاد الجديد (لكرة القدم) في هذه المهمة الصعبة والتحدي لتعديل المسار، وإن كانت البداية غير مشجعة ولكن هنالك العديد من الأسماء التي تجعل للتفاؤل مساحة كبيرة. ما قل ودل: رؤية + تخطيط + تنفيذ بفعالية + أمانة + علم = نجاح Twitter @firas