كالعادة انكسار وخروج وصراخ، ما الجديد؟ فلماذا كل هذا النياح؟، الكرة السعودية ظلت أسيرة فكر كروي متعثر، سيطر على مفاصل اتجاهات العمل الرياضي بكل فئاته ومستوياته، خطوات متكررة إلى الوراء، ونتائج مؤلمة حد القتل المؤسف، لا يزال الوضع مكانك سر بل تدهور إلى أسوأ بخطوات متراجعة في معالجة هذا الواقع وضعيفة بل معدومة وصلت إدارة دفة الأخضر بين اليأس والقنوط وكأننا لا نعلم أن (رحمة الله قريب) فتطلق باتجاه الأمل بعد أن قصم ظهر رياضتنا الألم، هدر مالي وتصرف غير منطقي، انهيار كأس الخليج لن يكون الأخير على اعتبار أننا نرزح (في مستنقع) كلما رفعنا عنه قدما انزلقت الأخرى حد العجز، كل هذا الخلل نتاج فكر عقيم خاطئ متراكم كنا نبحث فيه عن ترحيل المشاكل والسير فقط لمجرى تجاوز الأزمة، الانهيار الآن والذي سأؤطره بمرحلة (المسحل، المعجل، ريكارد) كان نتيجة هروب من واقع مؤلم استفحل فيه الميول حتى كان الخيار الخروج بأسماء مسؤولي المنتخب بعيدا عن ثنائية (الهلال والنصر) وأقصد بهم المسحل والمعجل، أما اختيار ريكارد ففيه فنتازيا عجيبة فلا أحد يعرف من أوصى به وما هي المعايير الفنية في اختياره أو القدرات التي يمتلكها والتي لم نشاهدها على أرض الواقع، بل هي ضياع آخر استمر أكثر من سنة ونصف السنة، إذا المرحلة نتائج فكر خاطئ كان الهدف منه الهروب من واقع الميول الذي تفشى في تلك المرحلة ومستنقعه إلى فشل ذريع يتطلب مرحلة أطول للخروج منه والبحث عن رؤى وأفكار بإمكانات وكفاءات جديدة. اليوم هناك فرصة كبيرة للسيد أحمد عيد ورفاقه في اجتماعهم وهي مرحلة مفصلية لاجتثاث المراحل السابقة وكل ما علق بالكرة السعودية من تخلف وانهيار بإلغاء عقد ريكارد وتنصيب إدارة جديدة بفكر جديد شريطة أن تكون من اللاعبين السابقين الذين يملكون فكراً ورؤية وشخصية قوية لاتخاذ القرار المناسب وتحمل المسؤولية من اتحاد الكرة أو حتى الاستعانة باللاعبين السابقين المنضمين للجمعية العمومية، هي أول مراحل هذا التصحيح كما أن الشارع الرياضي والذي وصل به الإحباط حد المداومة هو عنصر فعال ومساند لاتحاد الكرة لاتخاذ هذه الخطوة التصحيحية على اعتبار أن هذا القرار سيلقى ارتياحا منقطع النظير. أعرف أن إلغاء عقد ريكارد والفريق الإداري للمنتخب لن يكون سببا رئيسيا في إعادة الكرة السعودية إلى أمجادها لكنه خطوة أولى لاجتثاث فكر سيطر على الرياضة حتى وصل لدرجة أن الهزيمة لا تعني للاعبين شيئا وهو ما كان واضحا بل وجلياً في لقائنا أمام الكويت؛ إذ كان البكاء حد الانتشاء يسيطر على الكويتيين فيما يقابلهم لاعبو المنتخب السعودي بالبرود واللا مبالاة. أمام هذا ما زال الإيمان حد اليقين بأن ملاعبنا ملأى بالمواهب والقدرات لكن النظرة القاصرة للمدربين أو للوبي الذي اختار اللاعبين لو كان ريكارد صادقا في حديثه هي ما أضعفت الاستفادة من تلك القدرات الطائلة التي تمتلئ بها ملاعبنا. * أما الإعلام والذي وصفته الأربعاء الماضي بأن العنصر السعودي أصبح فيه من المسخرة ما يجعله لاعبا رئيسياً تتندر به البرامج الفضائية فهو عبث آخر، أختلف مع كل من يقول إنه مؤثر وشريك فهؤلاء (الكومبرس) لا يمكن أن يكونوا مؤثرين لأنهم مهرجون لا يملكون رؤية، أما كون الإعلام شريكا فهذه بدعة ألصقناها بإحدى وظائف الإعلام لكي نبرر انصهار هؤلاء الإعلاميين المشجعين في وسائل الإعلام. *** كل الأندية الكبيرة منها والصغيرة أنهت تعاقداتها وبات أجانبها يستمعون لمدربيهم في المران اليومي ويحاولون الانصهار داخل فرقهم، إلا الأهلي المبتلى بمرض مزمن في التأخر وضياع الوقت؛ إذ حتى اللحظة لا خبر عن تعاقد أو اختيار اسم معين، مازالت الملاعب والقارات رحبة لتنقلاتهم، المؤسف أن لا أحد يجيب في النادي ولا حتى بالهمس.. ما الذي يحدث؟.