مقولة انتشرت عبر المواقع الإلكترونية وقنوات التواصل الاجتماعي، تؤكد الإيمان الراسخ في نفوس البشر بأن الأقدار بيد الله يصرفها كيف يريد. ومهما كانت تطلعات قلوبهم وطموحاتهم فإنها لن تغير ما هو مكتوب ومقدر قبل خلق السماوات والأرض، وهذه المسلمات قد لا تتوافق مع قناعات من ينظرون إلى الدنيا نظرة سوداوية متشائمة. يصف الدكتور عائض القرني هؤلاء بأن لديهم مقدرة عجيبة في تكدير خواطرهم وجلب الهم والغم لأنفسهم ولمن حولهم. يجيدون جلب الخيالات الفاسدة لأذهانهم. ويتساءل: كيف تصفو لهم الحياة إذا كانوا دائماً يتذكرون الماضي بآلامه، ويخافون حوادث المستقبل؟ ويتوجه لهم بقوله: يا من أراد السعادة والراحة لا تقصر حياتك فهي قصيرة أصلا، وعش في حدود يومك، ولا تبك على ما فات، واترك المستقبل حتى يأت ولا تلق بالا لكلام الحساد، وتوكل على الله فهو حسبك، وكفى هموما وأحزانا فالحياة قصيرة فلا تقصرها أكثر. إن أصحاب الطاقة السلبية يؤثرون على أنفسهم، وعلى من حولهم ويريدون أن تسلم روحك، عقلك، وقتك، كبرياءك، وكلك لهم.. وأنت حائر بين هذا.. وذاك.. وذلك، لأن ما يطلبونه ليس ملكا لك! لكنك في النهاية لن تستسلم لهم لأنك ترفض السلبية، وترغب أن تكون حياتك إيجابية ذات مغزى. وعلى النقيض من ذلك؛ فهناك أشخاص يضيئون الدنيا بتفاؤلهم ونظرتهم الإيجابية للأمور، ما يجعلك تفقد طعم الحياة في غيابهم. وعندما تشتد وطأة الظروف عليهم يحتاجون إلى قربك، وتحتاج إلى قربهم أكثر لأنهم ينشرون الطاقة الإيجابية والسعادة والتفاؤل أينما حلوا، ويتخذون بابتسامتهم من العقبات سلالم لتحقيق طموحاتهم. ولذلك فهم يستحقون منا الحرص عليهم، والتمسك بهم، وتفقدهم إن غابوا، فهم كنز ثمين في الزمن الصعب، لا يريدون لك سوى الخير. وبين ما يريدون، وما لا يريدون مسافات ومشاعر وأحاسيس غير مفهومة غالبا، لكنها تصب دائما في ينابيع الإيجابية وجداولها. وبين تمام عقولهم، ونقصان عقول الآخرين، هم يتساءلون دائما: من سينتصر؟ إيجابيتهم العاقلة، أم سلبية غيرهم وتشاؤمهم؟. كلمة أخيرة: قلوب تريد.. ورب يشاء.. فيا رب حقق لقلوبنا ما تريد بمشيئتك. [email protected]