أثار اختيار الرئيس الأمريكي باراك أوباما خبير مكافحة الإرهاب جون برينان لرئاسة وكالة الاستخبارات الأمريكية العديد من التساؤلات حول مستقبل التوجه الأمريكي في محاربة الإرهاب، وخصوصا استعمال الطائرات بدون طيار لملاحقة المتشددين، وهي العملية التي تلقى انتقادات كثيرة حول العالم. ويعرف جون برينان بكونه المشرف على برنامج استعمال الطائرات بدون طيار في محاربة الإرهاب، الأمر الذي جعل العديد من المراقبين يتوقعون ارتفاعا في نسق استعمال هذه الطائرات، رغم الحملة المضادة التي يلقاها أوباما، في ظل التزايد المستمر في استخدام العمليات لهذه الطائرات. فقد حذر الجنرال الأمريكي المتقاعد ستانلي مكريستال من الإفراط في استعمال الطائرات بدون طيار في المستقبل، في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إعلامية أمريكية إلى أن أوباما يهدف من خلال اختيار برينان على رأس وكالة الاستخبارات وتشاك هاغل لوزارة الدفاع وقبلهما جون كيري لمنصب وزير الخارجية، إلى الاستمرار في برنامج مكافحة الإرهاب الذي يتضمن استعمال الطائرات بدون طيار. وقال الجنرال مكريستال إن الطائرات بدون طيار لها أثر إيجابي على القوات الأمريكية، لكن الكثير من الناس يمقتونها بشدة والإفراط في استخدامها يمكن أن يعرض أهداف واشنطن الأوسع نطاقا للخطر. وقد لقي برنامج الطائرات بدون طيار التي نفذت عمليات في باكستان واليمن والصومال انتقادات كثيرة من قبل مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، خصوصا في ظل ما وصفته ب«فشل الولاياتالمتحدة في تحديد أماكن المدنيين قبل تنفيذ عملياتها»، الأمر الذي أدى إلى مقتل العديد منهم. فقد أظهرت الأرقام التي نشرتها منظمة «نيو أميركا فاوندايشن» أن عدد المدنيين الذين قتلوا في باكستان من جراء عمليات الطائرات من دون طيار بلغ 305 من أصل 1934 قتيلا. وكانت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي قد طالبت في يونيو الماضي بعد جولة من أربعة أيام لباكستان بإجراء تحقيقات جديدة حول استهداف المدنيين، ووصفت الهجمات الجوية بواسطة هذه الطائرات بخرق لحقوق الإنسان. ويعتبر عدد من المحللين الأمريكيين أن جون برينان هو محور الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع تهديدات القاعدة وحلفائها بالاعتماد على الطائرات بدون طيار والابتعاد عن وسائل الحرب التقليدية. فقد جزم برينان نفسه بشرعية تلك الضربات الجوية وذلك في كلمة له في مارس الماضي قال فيها إن طلعات الطائرات بدون طيار تدخل في نطاق «تفويض استخدام القوى العسكرية» الذي أجازه الكونجرس عقب هجمات سبتمبر. وأضاف: «لا يوجد في القانون الدولي ما يحظر استخدام الطائرات الآلية لهذا الغرض أو ما يمنع استخدامنا القوى الفتاكة ضد أعدائنا بالخارج في ميدان القتال، على الأقل بموافقة الدولة المعنية أو عدم قدرتها أو رغبتها في التحرك ضد التهديد».