حينما أعلن عن انطلاقة العمل في تأسيس جامعة العلوم والتقنية كاوست على شاطئ البحر الأحمر قريبا من ثول، 99 كيلو متر شمالي جدة، سادت حالة من الفرح والارتياح والرضا في أوساط السكان. وترقب الأهالي نقلة غير مسبوقة لمدينتهم وصولا إلى آفاق الغد المشرق تزامنا مع انطلاقة حركة التعليم والتقنية في الجامعة لكن الآمال تبددت سريعا وظلت أحلامهم الوردية تراوح مكانها، إذ ظلت الأحلام مجرد أحلام وأمنيات قيد التنفيذ ولا تزال التساؤلات والأمنيات لأهالي ثول تتمحور في سؤال واحد: كيف يمكن لها أن تواكب نقلة الجامعة.. هل ستشهد ثول أولى خطوات البنى التحتية التي لا يزال سكانها يتطلعون إليها منذ سنوات لتتحقق لها الانطلاقة السليمة كأي مدينة تخطو نحو المستقبل خصوصا في جوانب خدمات الماء العذب، الكهرباء، الصحة والتعليم بعد توافر التخطيط المبني على الشروط الأساسية. أشياء من الذاكرة سليمان الجحدلي يقول: إن لثول تاريخا قديما وشهدت محطات لا زالت بعض شواهدها حاضرة في ذاكرة المكان من عصر الرسالة المحمدية وحتى بداية البناء والتوحيد ومن الآثار السوق القديمة التي تتوسط المدينة القديمة، حيث كانت معبرا للحجاج القادمين من الشام في اتجاه مكةالمكرمة وفيها أنشأ الملك المؤسس أول استراحة للحجيج وآبارا لسقياهم وسقيا رواحلهم ومقرات للراحة قبل ان يستكمل العابرون مسيرتهم جنوبا باتجاه مكةالمكرمة. ويضيف الجحدلي ان ثول واصلت مسيرتها نحو المستقبل وحظيت بنصيبها من التنمية كبقية المدن، لكن الجميع ما زال يحمل آمالا أكبر خصوصا مع انطلاقة منارة العلوم العالمية في جامعة الملك عبدالله. ويشير الجحدلي إلى بعض السلبيات ويتطلع الأهالي إلى إيجاد حلول عاجلة لها، خاصة مشاكل تنامي أعداد العمالة المخالفة وضرورة تمكين السكان من استصدار صكوك شرعية على أراضيهم التي ورثوها من الآباء والأجداد. الأولوية في التوظيف محمد منصور يضيف انه منذ اللحظات الأولى التي وضع فيها أساس الجامعة والأهالي يتطلعون إلى المستقبل ومنح الأولوية في التوظيف والشواغر التعليمية لأبناء المنطقة، مؤكدا أن الجامعة تعد مفخرة لكل مواطن. من جهته طالب عبدالحاسن الجحدلي بإعادة النظر في قرار إيقاف صكوك الأراضي في ثول، لافتا إلى أن المنطقة يقطنها أبناؤها منذ مئات السنين وكانت حياتهم تعتمد رغم صعوبتها على ما لديهم من محاصيل زراعية موسمية أو ما يتمكنون من الحصول عليه من البحر بصيد أسماك أو تربية المواشي وتعتبر الثروة السمكية في مقدمة الموارد المعيشية لأهالي ثول إلا أنها تضعضعت مؤخرا نتيجة لإغلاق بعض المواقع أمام الصيادين. «عكاظ» رصدت جولتها في ثول انتشارا لأعداد العمالة بشكل لافت وسيطرة البعض منهم على مفاصل التجارة خصوصا في سوق السمك والبقالات وكذلك اشتغال بعضهم في جمع النفايات والمخلفات المعدنية وتحويلهم البيوت القديمة إلى مستودعات لخزن المخلفات.