من ذاكرة الأمس البعيد نحو آفاق الغد المشرق تختصر ثول كل التساؤلات والأمنيات في سؤال واحد «كيف يمكن لها أن تواكب حضارة جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز»، وقبل الإجابة على هذا السؤال العريض تحضر تطلعات أهالي ثول نحو ما يجب أن يتحقق لأي مدينة، والمتمثلة في خدمات الماء العذب، الكهرباء، الصحة، والتعليم. كل هذه الشروط الأساسية لأي مدينة تحتاج لها ثول كما تحتاج إلى تخطيط يواكب المستقبل والحاضر. يقول سليمان الجحدلي من سكان ثول إن مدينته ذات تاريخ قديم وشهدت محطات لا زالت بعض شواهدها حاضرة في ذاكرة المكان من عصر الرسالة المحمدية وحتى بداية البناء والتوحيد لهذا الوطن على يد الملك عبدالعزيز كالسوق القديمة التي تتوسط ثول القديمة والتي كانت ممرا للحجاج القادمين من الشام باتجاه مكة، وفيها أنشأ الملك المؤسس أول استراحة للحجيج وبركا لسقياهم وسقيا رواحلهم ومقرات للراحة فيها قبل استكمال مسيرتهم جنوبا باتجاه مكةالمكرمة. ويضيف «واصلت ثول مسيرتها نحو المستقبل وحظيت بنصيبها من التنمية كبقية المدن ولكن الجميع هنا لا زال يحمل آمالا أكبر، خصوصا مع انطلاقة منارة العلوم العالمية جامعة الملك عبدالله في إعادة تخطيط المدينة بشكل كامل ودعم البنية التحتية فيها لتكون مواكبة للتطور الموجود في (كاوست)». ويشير الجحدلي إلى أن هناك بعض السلبيات التي يتطلع لها الأهالي لإيجاد حلول عاجلة لها وعلى وجه الخصوص مشاكل تنامي أعداد العمالة المخالفة والمردم المخصص للنفايات، بالإضافة إلى تمكين السكان من استصدار صكوك شرعية على أراضيهم التي ورثوها من الآباء والأجداد حفاظا على حقوقهم. من جهته، تساءل سعد الجحدلي عن حجب الهدية الملكية عنهم وإعادة تسوير الواجهة البحرية بعد أن تم إنجازها، ويقول إن لثول في نفوس سكانها عشقا خاصا ولطبيعتها البحرية البكر عبقا آخر في قلوبهم ومنذ اللحظات الأولى التي وضعت فيها يد الملك المباركة اللبنة الأولى لجامعة كاوست ونحن نتطلع إلى اللحظات التي نواكب فيها الركب وصولا نحو العالم الأول». وأبدى الجحدلي آمال الجميع في أن يحظى أبناء ثول بمكرمة خاصة تعطي المؤهل منهم الأفضلية في الوظائف والشواغر التعليمية كونهم من أبناء المنطقة، مؤكدا أن الجامعة تعد مفخرة لكل مواطن على ثرى مملكة الإنسانية. من جهته، طالب محمد بن حميد الجحدلي بإعادة النظر في قرار إيقاف صكوك الأراضي في ثول، لافتا إلى أن المنطقة يقطنها أبناؤها منذ مئات السنين وكانت حياتهم تعتمد رغم صعوبتها على ما لديهم من محاصيل زراعية موسمية على مياه الأمطار أو ما يتمكنون من الحصول عليه من البحر بصيد أسماك أو من تربية المواشي وتعتبر الثروة السمكية في مقدمة الموارد المعيشية لأهالي ثول، إلا أنها تضعضعت مؤخرا نتيجة لإغلاق بعض المواقع أمام الصيادين. ورصدت «عكاظ» في جولتها في ثول انتشار أعداد العمالة بشكل لافت وسيطرة البعض منهم على مفاصل التجارة، خصوصا في سوق السمك والبقالات، وكذلك اشتغال بعضهم في جمع النفايات والمخلفات المعدنية، وتحويلهم البيوت القديمة إلى مستودعات يخزنون فيها ما يتمكنون من جمعه من النفايات الكرتونية مما أدى إلى مضايقة الأهالي وإثارة مخاوفهم.