تنتظر البحرين منذ 42 عامًا لقبها الاول في دورات كأس الخليج لكرة القدم وتحديدًا منذ النسخة الاولى على ارضها عام 1970، وقد تكون الفرصة مثالية في استضافتها النسخة الحادية والعشرين من 5 الى 18 الجاري للانضمام الى ركب الدول المتوجة. يبدأ صاحب الارض مشواره اليوم بمواجهة منتخب عمان بطل «خليجي 19» على الاستاد الوطني ضمن منافسات المجموعة الاولى، التي يلتقي فيها اليوم ايضًا منتخبا الامارات وقطر. وتحتضن البحرين كأس الخليج للمرة الرابعة بعد الدورة الاولى (عام 1970) والثامنة (1986) والرابعة عشرة (1998)، وفي المرات الثلاث كان اللقب من نصيب المنتخب الكويتي. تستعد البحرين منذ اكثر من عام لاحتضان «خليجي 21»، وتحديدًا منذ ان قرر رؤساء الاتحادات الخليجية اقامتها على ارضها بدلًا من مدينة البصرة العراقية كما كان مقررًا على هامش الدورة السابقة في عدن اليمنية عام 2010 لأسباب امنية. وبموازاة استعدادات الاستضافة، كان التركيز منصبًا على منتخب البحرين لإعداده بالطريقة المناسبة لإحراز اللقب الاول في تاريخه، لكن ارباكًا حصل على صعيد الاستقرار الفني اذ اضطر الاتحاد البحريني لكرة القدم لإقالة المدرب الانجليزي جون بيتر تايلور وتعيين الارجنتينتي كالديرون بدلًا منه. وحسبما اعلن الاتحاد البحريني اواخر اكتوبر الماضي، فان اختيار كالديرون (52 عامًا) جاء لعدة أسباب، أهمها معرفته وخبرته بالكرة الخليجية، خاصة وقد سبق له قيادة المنتخب السعودي لكرة القدم وقاده إلى نهائيات كأس العالم 2006 وايضًا قيادة المنتخب العماني عام 2007، كما أشرف على نادي الاتحاد السعودي وقاده إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2009، وبعدها أشرف على نادي الهلال عام 2010 خلفًا للبلجيكي اريك جيرتيس. تغيّرت وجوه كثيرة في صفوف المنتخب البحريني، ولم تعُد نجاعته الفنية كما كانت قبل اعوام حين فرض ذاته واحدًا من افضل المنتخبات الخليجية والآسيوية، لكن اكتساب بعض اللاعبين الجُدد الخبرة الكافية مؤخرًا، واقامة البطولة على ارضه وبين جمهوره، واسناد المهمة الى مدرب عالم بخبايا الكرة الخليجية، قد يثمر لقبًا طال انتظاره. وتبدو الآمال ممزوجة بالتفاؤل والحذر والترقب، فقد نجح كالديرون في إعادة الروح الى المنتخب الذي حقق نتائج إيجابية في اللقاءات التي خاضها تحت اشرافه، إذ تفوّق على الأردن وفلسطين وتعادل مع العراق في التجارب الودية. كما نجح في بلوغ الدور نصف النهائي في بطولة غرب آسيا في الكويت مطلع الشهر الماضي حين فاز فيها على اليمن 1- صفر وتعادل مع ايران سلبًا ثم تفوّق على السعودية 1- صفر، وخرج من قبل النهائي أمام سوريا المتوّجة لاحقًا بطلة للدورة بالركلات الترجيحية 2-3 بعد أن انتهى الوقت الاصلي 1-1، وفي لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع خسر أمام عمان بهدف دون رد. خاض منتخب البحرين بعد الدورة الآسيوية مباراتين أخريين فتعادل في الاولى مع بوركينا فاسو سلبًا، ثم تغلب على غينيا 3- صفر. يعول كالديرون على مجموعة تشكّل مزيجًا من لاعبي الخبرة والشباب، وأبرز اللاعبين أصحاب الخبرة محمد سالمين ومحمد حسين وعبدالله المرزوقي وحسين بابا وسيد محمد جعفر وفوزي عايش وجيسي جون واسماعيل عبداللطيف وعبدالله عمر، إلى جانب اللاعبين الصاعدين سامي الحسيني وعيسى غالب وسيد ضياء سعيد وعبدالوهاب علي وعبدالوهاب المالود وعبدالله يوسف وراشد الحوطي وداوود سعد ومحمود العجيمي. البداية ستكون صعبة جدًا بمواجهة منتخب عماني متجدّد يعيش استقرارًا فنيًا بقيادة المدرب الفرنسي بول لوجوين مدّد له الاتحاد العماني عقده قبل ثلاثة ايام الى عام 2016. منتخب عمان الذي تأخر دورتين قبل الانضمام الى دورات الخليج في النسخة الثالثة في الكويت عام 1974، عانى كثيرًا قبل ان يمحو في الالفية الجديدة آثارًا عميقة طبعتها الاعوام الاولى، فتحوّل من «المنتخب الاضعف» الى «المنتخب الامتع» وبلغ نهائي الدورة السابعة عشرة في قطر عام 2004 قبل ان يخسر بصعوبة امام اصحاب الارض، ثم اغتنم الفرصة على ارضه في النسخة التاسعة عشرة عام 2009 وتوّج للمرة الاولى. ضخّ لوجوين دماء جديدة وبدأ عهدًا جديدًا مع المنتخب العماني إذ اعتمد على الإحلال التدريجي للاعبين، واستطاع ان يعود سريعًا بعد كبوة «خليجي 20»، ليبرز في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، حيث تأهّل الى الدور الرابع الحاسم على حساب المنتخب السعودي، ويملك حاليًا 5 نقاط في مجموعته التي تضمّ ايضًا اليابان واستراليا والاردن والعراق. شارك 20 لاعبًا في بطولة غرب آسيا واحرز فيها المنتخب العماني المركز الثالث على حساب البحرين، في الوقت الذي تجمع 17 لاعبًا في مسقط في معسكر آخر لعب خلاله تجربة ودية امام بنين وفاز فيها 2- صفر، فضلًا عن كتيبة المحترفين في الخارج. وتلقى المنتخب العماني ضربة موجعة بعدم تحرير ويجان الانجليزي الحارس علي الحبسي، افضل حارس في دورات الخليج اربع مرات متتالية بين 2003 و2009. يعول المدرب الفرنسي على فوزي بشير واحمد حديد وعماد الحوسني وإسماعيل العجمي واحمد مبارك كانو وحسن مظفر وجمعة درويش ومحمد الشيبة والمهاجم الشاب عبدالعزيز المقبالي، ولا شك في انه سيفتقد جهود الظهيرين محمد ربيع المعتزل.