تنطلق اليوم السبت بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم "خليجي 21" بمباراتين ضمن الجولة الأولى من البطولة؛ حيث يواجه البحرين "المستضيف" نظيره العماني في المباراة الأولى عند الساعة 7:15 مساءً، فيما يتواجه في المباراة الثانية منتخبا قطر والإمارات عند الساعة 9:15 مساءً. البحرين x عمان
تنتظر البحرين منذ 42 عاماً الحصول على لقبها الأول في دورات كأس الخليج لكرة القدم، وتحديداً منذ النسخة الأولى على أرضها عام 1970، وقد تكون الفرصة مثالية في استضافتها النسخة الحادية والعشرين للانضمام إلى ركب الدول المتوجة باللقب.
ويبدأ صاحب الأرض مشواره اليوم بمواجهة منتخب عمان بطل «خليجي 19» على الاستاد الوطني، ويبقى أفضل إنجاز خارجي لمنتخب البحرين هو تأهله إلى نصف نهائي كأس آسيا عام 2004 في الصين، حين احتل المركز الرابع.
وتغيرت وجوه كثيرة في صفوف المنتخب البحريني، ولم تعد نجاعته الفنية كما كانت قبل أعوام، حين فرض ذاته واحداً من أفضل المنتخبات الخليجية والآسيوية، ولكن اكتساب بعض اللاعبين الجدد الخبرة الكافية أخيراً، وإقامة البطولة على أرضه وبين جمهوره، وإسناد المهمة إلى مدرب عالِم بخبايا الكرة الخليجية، قد تثمر لقباً طال انتظاره.
طريق المنتخب البحريني إلى الألقاب بدأ في عام 2011 بقيادة تايلور، حين تُوّج بلقب دورة الألعاب الخليجية الأولى على أرضه، ثم بذهبية دورة الألعاب العربية في قطر أواخر العام نفسه، لكنه خرج من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل، خلافاً لنظيره العماني المستمر في منافسات الدور الرابع الحاسم.
وتبدو الآمال ممزوجة بالتفاؤل والحذر والترقب؛ فقد نجح كالديرون في إعادة الروح إلى المنتخب الذي حقق نتائج إيجابية في اللقاءات التي خاضها تحت إشرافه؛ إذ تفوق على الأردن وفلسطين وتعادل مع العراق في التجارب الودية.
كما نجح في بلوغ الدور نصف النهائي في بطولة غرب آسيا في الكويت مطلع الشهر الماضي، حين فاز على اليمن 1 - صفر، وتعادل مع إيران سلباً، ثم تفوق على السعودية 1 - صفر، وخرج من قبل النهائي أمام سوريا المتوجة لاحقاً بطلة للدورة بالركلات الترجيحية 2 - 3 بعد أن انتهى الوقت الأصلي 1 – 1. وفي لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع خسر أمام عمان بهدف دون رد. وخاض منتخب البحرين بعد الدورة الآسيوية مباراتين أخريين، تعادل في الأولى مع بوركينا فاسو سلباً، ثم تغلب على غينيا 3 - صفر.
ويعول كالديرون على مجموعة تشكل مزيجاً من لاعبي الخبرة والشباب، أبرزهم أصحاب الخبرة محمد سالمين، ومحمد حسين، وعبدالله المرزوقي، وحسين بابا، وسيد محمد جعفر، وفوزي عايش، وجيسي جون، وإسماعيل عبداللطيف، وعبدالله عمر، إلى جانب اللاعبين الصاعدين.
أما المنتخب العماني فيعيش استقراراً فنياً بقيادة المدرب الفرنسي بول لوغوين، الذي مدد له الاتحاد العماني عقده قبل ثلاثة أيام إلى عام 2016.
منتخب عمان، الذي تأخر دورتين قبل الانضمام إلى دورات الخليج في النسخة الثالثة في الكويت عام 1974، عانى كثيراً قبل أن يمحو في الألفية الجديدة آثاراً عميقة طبعتها الأعوام الأولى؛ فتحول من «المنتخب الأضعف» إلى «المنتخب الأمتع»، وبلغ نهائي الدورة السابعة عشرة في قطر عام 2004 قبل أن يخسر بصعوبة أمام أصحاب الأرض، ثم اغتنم الفرصة على أرضه في النسخة التاسعة عشرة عام 2009 وتُوِّج للمرة الأولى.
وضخ لوغوين دماء جديدة، وبدأ عهداً جديداً مع المنتخب العماني؛ إذ اعتمد على الإحلال التدريجي للاعبين، واستطاع أن يعود سريعاً بعد كبوة «خليجي 20» ليبرز في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم؛ حيث تأهل إلى الدور الرابع الحاسم على حساب المنتخب السعودي، ويملك حالياً 5 نقاط في مجموعته التي تضم أيضاً اليابان وأستراليا والأردن والعراق.
شارك عمان ب20 لاعباً في بطولة غرب آسيا، وأحرز فيها المركز الثالث على حساب البحرين، في الوقت الذي تجمع فيه 17 لاعباً في مسقط في معسكر آخر، لعبوا خلاله تجربة ودية أمام بنين، وفازوا 2/ صفر، فضلاً عن كتيبة المحترفين في الخارج. وتلقى المنتخب العماني ضربة موجعة بعدم تحرير ويغان الإنجليزي الحارس علي الحبسي، أفضل حارس في دورات الخليج أربع مرات متتالية، بين 2003 و2009.
ويعول المدرب الفرنسي على فوزي بشير وأحمد حديد وعماد الحوسني وإسماعيل العجمي وأحمد مبارك كانو وحسن مظفر وجمعة درويش ومحمد الشيبة والمهاجم الشاب عبدالعزيز المقبالي، ولا شك أنه سيفتقد جهود الظهير محمد ربيع المعتزل.
وتتجه الأنظار إلى قمة من نوع خاص بين منتخب الإمارات المتطور ونظيره القطري المتحفز. المنتخبان دخلا في الأعوام الأخيرة على خط المنافسة بقوة على ألقاب دورات الخليج، التي بقيت لحقبة من الزمن حكراً على منتخبات الكويت والعراق والسعودية، باستثناء اختراق قطري عام 1992 بلقب أول على أرضه، التي كانت سنداً أيضاً في اللقب الثاني في 2004.
استغل «الأبيض» الإماراتي عامل الأرض في الدورة الثامنة عشرة عام 2007 عندما رفع الكأس للمرة الأولى.
منتخب قطر يبحث عن ثالث ألقابه الخليجية بعد أن بات مؤهلاً للمنافسة بقوة، لكنه يدرك أن خصوصية هذه الدورة تجعل الأمور تنقلب رأساً على عقب كما حصل معه بخروجه من الدور الأول في النسخة الماضية في عدن أواخر 2010.
وبات المنتخب القطري يتمتع بالخبرة الكافية التي تساعده لأن يكون من المرشحين بقوة على اللقب، كما استعاد نجومه الكبار مستواهم المعروف، وفي مقدمتهم خلفان إبراهيم أفضل لاعب في آسيا عام 2006، فضلاً عن لاعبي الارتكاز وسام رزق وطلال البلوشي، والمهاجم السريع يوسف أحمد، وعاد هدافه سيباستيان سوريا إلى مستواه وخطورته بتصدره قائمة هدافي الدوري برصيد 9 أهداف في 12مباراة. استعدادات المنتخب القطري ل «خليجي 21» كانت عادية بالتدريب لمدة 12 يوماً فقط، بدأت في 23 الماضي حتى الثالث من الجاري، وخاض الفريق مباراة ودية واحدة مع نظيره المصري في الدوحة خسرها صفر - 2.
ويستمر في صفوف المنتخب عدد من اللاعبين المتوجين بلقب 2004، ولاسيما وسام رزق ويوسف أحمد وإبراهيم الغانم وبلال محمد، إضافة إلى حارس المرمى قاسم برهان.
في المقابل، ينتظر عشاق كرة القدم في المنطقة الخليجية دخول منتخب الإمارات غمار المنافسة لتحديد مدى التطور الذي طرأ على مستواه منذ أن تسلم مهدي علي مهمة الإشراف الفني عليه قادماً من نجاحات لافتة مع منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي.
وتعلق الإمارات آمالاً كبيرة على منتخبها الحالي، الذي يطلق عليه تسمية «فريق الأحلام»، لإحراز اللقب الثاني في تاريخها بعد عام 2007 في «خليجي 18» في أبوظبي.