لم يكن مستغربا أن يبدو المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي «كالمتوسل» أمام نظيره وزير الخارجية الروسي لافروف في مؤتمرهما الأخير بموسكو، حيث صال لافروف وجال بإزاء الأزمة السورية ليعود ويؤكد ألا تنحي لبشار الأسد، وأن العملية السياسية «المبهمة وغير المحددة» بطبيعة الحال هي قدر السوريين وعليهم تجرع علقمها. هذا «الهذيان» الروسي جاء متأخرا في صلاحيته عاما أو أكثر، وكالعادة ترفض روسيا في البداية وتشكك لتعود لتقبل، ولكن بعد فوات الأوان، لكن المستغرب والمستهجن أن يطير الإبراهيمي إلى موسكو وهو ما زال متشككا من انتصار «الدم على السيف» وهو الجزائري الذي ذاق مرارة خسارة مليون شهيد في ثورة جزائرية دموية قل نظيرها في القرن الماضي، لكنها انتصرت في النهاية، فيا أيها الإبراهيمي الأممي والعربي استطرادا لا عروبة برأينا ما لم تشفع بانتماء واضح وباصطفاف جلي مع الشعوب التي دفعت ثمنا باهظا في القرن الماضي من كرامتها وأمنها واقتصادها وتنميتها. الشعب السوري في شهر ثورته العاشر كان قابلا بإعلان دستوري يقضي بتشكيل حكومة اتحاد وطني تشرف على انتقال سلس للسلطة بإشراف عربي وأممي، لكن ذلك رفضه بشار وها هو اليوم يقبل به لكن الشعب في سوريا لم يعد قابلا بهكذا حل، وغدا الأيام ستدور ويقبل لافروف والعالم تنحي الرئيس السوري بضمانات لن يقبلها الشعب السوري حينها فعلى المبعوث الأممي والعربي أن ينتصر للشعب السوري وأن يسعى وبإخلاص إلى تسوية سياسية واضحة المعالم ليس فيها أي سوء فهم فيما يعني تنحي رأس الفساد والإجرام بشار الأسد عن السلطة ليفتح السوريون كل السوريين الباب واسعا أمام عملية سياسية قاعدتها الديمقراطية وعنوانها المشاركة الوطنية، وإلا فإن الثورة لم تتعب بعد والثوار على أبوابك يا دمشق.