تسعى قوات النظام إلى تأمين محيط العاصمة السورية دمشق من خلال محاولة السيطرة على ريف العاصمة الذي كان مسرحا للعمليات العسكرية مع الثوار طوال الشهر الماضي، إذ أفاد ناشطون أن قوات الأسد اشتبكت مع الثوار مدعومة بالدبابات في مناطق الريف. وأضاف النشطاء أن خمسة قتلوا، منهم طفل، بصواريخ الجيش التي سقطت على داريا (واحدة من عدة ضواح سنية متشابكة تطوق العاصمة السورية). وقال أبو كنان الناشط المعارض في المنطقة «هذا أكبر هجوم على داريا منذ شهرين. يحاول طابور مدرعات التقدم لكن الجيش السوري الحر يعرقله». وتابع أن عشرات الآلاف من المدنيين فروا من داريا خلال هجوم الحكومة المستمر منذ أسابيع لكن خمسة آلاف تبقوا إلى جانب مئات من مقاتلي المعارضة. وقال نشطاء إن الجيش يحاول دفع مقاتلي المعارضة إلى التراجع. ويتقدم مقاتلو المعارضة ببطء من مشارف دمشق إلى مسافة قريبة من مناطق بوسط العاصمة تسكنها الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد. من جهة ثانية، تودع الثورة السورية العام 2012 بحوالي خمسة وأربعين ألف قتيل في هذا العام فقط، غالبيتهم من المدنيين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ما يشكل نسبة 90 في المئة تقريبا من ضحايا النزاع المستمر منذ 21 شهرا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 39 ألفا و362 شخصا خلال سنة 2012 في سوريا»، علما أن عدد الضحايا الذين سقطوا يتجاوز 45 ألفا. إلى ذلك، أكدت دمشق أمس تجاوبها مع «أي مبادرة إقليمية أو دولية» لحل الأزمة بالحوار، وذلك غداة إعلان الموفد الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي عن وجود مقترح للحل قد يحظى بموافقة الجميع. وأعلن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في خطاب ألقاه في مجلس الشعب السوري أمس «أن الحكومة تعمل على دعم مشروع المصالحة الوطنية وتتجاوب مع أي مبادرة إقليمية أو دولية من شأنها حل الأزمة الراهنة بالحوار والطرق السلمية ومنع التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية واعتبار ما يجري في سوريا شأنا سوريا يحله السوريون بأنفسهم دون ضغوط أو إملاءات خارجية» على حد زعمه.