أزد - دمشق - ا ف ب - تحطمت مروحية الاثنين في دمشق حيث تدور اشتباكات بين الجيش والمعارضة المسلحة التي اكدت انها اسقطت الطائرة انتقاما لمئات القتلى الذين سقطوا خلال الهجوم في مدينة داريا المجاورة. واكد الرئيس السوري بشار الاسد مساء الاحد ان سوريا لن تسمح بنجاح المخطط الذي يستهدفها "مهما كلف الثمن" فيما اعلنت ايران استعدادها للمساعدة في اجراء حوار بين النظام السوري والمعارضة مشيرة الى وضع عسكري "في طريق مسدود". وفي العاصمة سمع دوي انفجارات فجرا، كما ذكرت صحافية من وكالة فرانس برس. واعلن التلفزيون السوري الرسمي ان طائرة مروحية سقطت في حي القابون الواقع شمال شرق دمشق. وقال في شريط اخباري عاجل "سقوط مروحية بجانب جامع الغفران بمنطقة القابون في دمشق". ولم يشر التلفزيون الى سبب سقوط المروحية. لكن ناطقا باسم مجموعة تطلق على نفسها اسم "كتيبة البدر" وتابعة للجيش السوري الحر في دمشق اعلن مسؤوليتها عن المروحية. وقال عمر القابوني لوكالة فرانس برس من القابون ان "كتيبة البدر في الجيش السوري الحر في دمشق تعلن مسؤوليتها عن اسقاط طائرة مروحية فوق القابون نحو الساعة 9,30 (6,30 تغ) من الاثنين". واضاف ان اسقاط المروحية تم "بواسطة مضاد للطيران (...) ردا على مجزرة داريا"، موضحا ان الطيار قتل. واظهر شريط فيديو بثته تنسيقية تجمع احرار القابون على صفحتها على الفيسبوك حطام الطائرة التي سقطت في حي سكني والدخان الكثيف يتصاعد منها. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان مروحية "شوهدت تهوي على طريق المتحلق الجنوبي بعد اشتعال النيران فيها". من جهة اخرى، قال المرصد ان اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة في عدد من الاحياء الشمالية الشرقيةلدمشق وخصوصا جوبر وفي مدن في الضاحية الشرقية للعاصمة. وفي داريا، قال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد في ارقامه على ناشطين وشهود على الارض انه عثر على 14 جثة جديدة في داريا في ريف دمشق حيث اسفرت عملية للجيش السوري عن سقوط مئات القتلى في الايام الاخيرة. وكان عثر امس على جثث 320 شخصا على الاقل في المدينة التي تبعد سبعة كيلومترات جنوبدمشق. وتبادل النظام السوري والمعارضة امس الاتهامات بعد العثور على هذه الجثث. فقد قالت وكالة سانا ان الجيش النظامي "طهر مدينة داريا بريف دمشق من فلول المجموعات الارهابية المسلحة التى ارتكبت الجرائم بحق ابناء المدينة وروعتهم وخربت ودمرت الممتلكات العامة والخاصة". من جهتها، وصفت لجان التنسيق المحلية في بيان ما حصل في داريا ذات الغالبية السنية بانه "مجزرة ارتكبها النظام". واضافت ان "وحشية أجهزة النظام وميليشياته زرعت امس (السبت) الموت في شوارع البلدة وبساتينها من دون تمييز بين رجل او امراة او طفل في مقتلة (...) راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد". واكدت ان "جيش النظام تحول الى جيش احتلال قاتل للسوريين". ومنذ اسابيع يعلن عن العثور على جثث لاشخاص سقطوا ضحايا اعدامات تعسفية في سوريا وخصوصا في حلب ومنطقة دمشق. وقتل في عمليات القمع والمعارك بين الجنود والمعارضين المسلحين في سوريا امس 149 شخصا هم 105 مدنيين و26 معارضا مسلحا و18 جنديا، حسب حصيلة للمرصد. وكان الاسد صرح امس لدى لقائه رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي ان "الشعب السوري لن يسمح لهذا المخطط بالمرور والوصول الى اهدافه مهما كلف الثمن". من جهته، رأى بوروجردي ان "الحل العسكري عمليا وصل الى مازق وطريق مسدود" مشيرا الى ان "الذين يرحبون بالحل السياسي (من المعارضة) يزدادون يوما بعد يوم". ودعا المعارضة السورية الى "وضع السلاح جانبا والخروج من الطريق العسكري والدخول في الحل السياسي". وتأتي هذه التطورات عشية انعقاد قمة عدم الانحياز التي تستضيفها طهران اخر الشهر الجاري والتي اكد مسؤول ايراني يزور سوريا ان دمشق ستتمثل فيها برئيس الوزراء وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد المعلم. وقد اشار المسؤول الايراني الى مبادرة بلاده المتعلقة بتشكيل مجموعة اتصال تضم السعودية وتركيا وايران ومصر خلال اجتماع خاص على هامش القمة من اجل توفير الارضية اللازمة لهذا الحوار والتوصل الى هدنة تؤدي الى وقف العنف وتوفير البيئة الملازمة للحوار. واكد ان اي خطوة في هذا المجال "يجب ان تتم بالتشاور مع الحكومة السورية" لافتا الى انه "دون ذلك لا يمكن انجاح اي مقترح". وكانت ايران اعلنت اخيرا انها ستقدم اقتراحا لتسوية النزاع في سوريا خلال قمة عدم الانحياز