نكل الشبيحة الموالون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بعشرات الجثث، التي عثر عليها تحمل آثار تعذيب وتشويه في حي برزة شمال دمشق، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وقال المرصد "عثر أول من أمس على عشرات الجثث المجهولة الهوية في حي برزة البلد في منطقة الإنشاءات العسكرية وعليها آثار تعذيب ولم يتم التعرف عليهم حتى اللحظة". وقالت الهيئة العامة للثورة السورية من جهتها إن عدد الجثث يقارب الخمسين، وأنها "مقطوعة الرؤوس ومنكل بأصحابها للغاية لدرجة أنه لم يتم التعرف عليهم". واتهمت الهيئة ميليشيات "الشبيحة" الموالية للنظام ب "إعدامهم ميدانيا". كما قال نشطاء إن اشتباكات عنيفة اندلعت على مشارف دمشق أمس، فيما حاولت قوات مدعومة بالدبابات استعادة السيطرة على ضاحية داريا ذات الأهمية الاستراتيجية لمقاتلي المعارضة، في واحدة من أكبر العمليات العسكرية بتلك المنطقة منذ شهور. وأضاف النشطاء أن خمسة قتلوا منهم طفل بنيران صواريخ الجيش التي سقطت على داريا، التي فر منها عشرات الآلاف من المدنيين خلال هجوم الحكومة المستمر منذ أسابيع، لكن خمسة آلاف تبقوا إلى جانب مئات من مقاتلي المعارضة. وقال ناشط آخر بدمشق إن المقاتلين كانوا يتخذون من داريا موقعا لإطلاق قذائف المورتر والصواريخ محلية الصنع. واستطاعوا منها إصابة مجمع رئاسي ضخم يقع على تل يطل على دمشق واستهداف ميليشيا الشبيحة الموالية للأسد في منطقة المزة 86 التي يسكنها العلويون. وأضاف "حتى الآن لم يتمكنوا من إصابة القصر لكنهم يتحسنون. أعتقد أن النظام أدرك أنه لم يعد قادرا على تحمل وجود تهديد من هذا النوع على هذه الدرجة من القرب الشديد لكنه فشل في اقتحام داريا من قبل". وقتل حوالى 40 ألف شخص بأعمال عنف في سورية خلال سنة 2012، غالبيتهم من المدنيين، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، ما يشكل 90% تقريبا من ضحايا النزاع. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "قتل 39 ألفا و362 شخصا خلال سنة 2012 في سورية"، علما بأن عدد الضحايا الذين سقطوا منذ بدء النزاع في منتصف مارس 2011 يتجاوز 45 ألفا. وأوضح ان القتلى يتوزعون بين 28 ألفا و113 مدنيا و9482 عنصرا من قوات النظام و1040 من الجنود المنشقين. يضاف إلى هؤلاء 727 شخصا مجهولي الهوية، حسب المرصد. وفي السياق، ارتفع عدد اللاجئين السوريين في السويد عشرة أضعاف في 2012 ليصبحوا أول مجموعة من طالبي اللجوء، ويتوقع أن يستمر هذا الوضع في 2013، حسب ما أعلنت الإذاعة السويدية أمس. وتفيد الأرقام الجديدة لوكالة الهجرات أن 6667 سوريا طلبوا اللجوء إلى السويد بين يناير ونوفمبر 2012، مقابل 640 في 2011.