خاضت منطقة جازان في الاثنى عشر عاما الأخيرة مرحلة بناء هائلة شملت كافة مناحي الحياة وأطر التنمية وجسد اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان المثل لاهتمام القيادة بكل منطقة من مناطق المملكة، وبعد التمديد لسموه التقت «عكاظ» الأمير محمد بن ناصر وكان هذا اللقاء : نهنئ سموكم بالثقة الملكية والتمديد لكم أربع سنوات، فماذا تعني لسموكم هذه الثقة الملكية الكريمة؟ مما لاشك فيه أن هذه الثقة الملكية وسام شرف اعتز به، وهذه الثقة لفخر واعتزاز تحملني مسؤولية كبيرة تجاه الوطن والمنطقة بشكل خاص، فهذا التكليف يتطلب الكثير من الجهد والوقت والعطاء والتعاون مع كل أبناء المنطقة للرقي بها إلى مصاف مناطق المملكة الأخرى، فجازان ولله الحمد كغيرها من باقي المدن تجد كل الدعم والاهتمام من ولاة الأمر، وبفضل من الله ثم بفضل هذا الدعم حققنا الكثير من طموحات قادتنا وأحلام أبناء المنطقة، ورغم كل ما تحقق ما زال الكثير والكثير ينتظر جازان وأبناءها، ويطيب لي ويسعدني أن أرفع لخادم الحرمين الشريفين، أيده الله، أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة مغادرته لمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، وأن أعبر عن مشاعر الفرح والسرور التي عبر عنها أبناء منطقة جازان بمغادرته، أيده الله، للمستشفى بعد أن من الله عليه بنجاح العملية الجراحية التي أجريت له، حفظه الله. سمو الأمير .. أكثر من 11 عاما توليتم فيها إمارة منطقة جازان، فما هو مقدار الطموح الذي تحقق لتنمية وتطوير جازان؟ لا أحد يشك أن هناك تحولات تنموية هامة وملموسة للجميع، ولا بد أن نشير مرة أخرى إلى أن منطقة جازان تحظى باهتمام من ولاة أمرنا، حفظهم الله، حيث نسعد ولله الحمد بافتتاح وتدشين عدد من المشاريع التنموية التي بدأنا بها منذ زيارة الخير، زيارة خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، للمنطقة في عام 1426ه، أما بالنسبة للطموح فهو لا يتوقف عند حد معين، بل إن النجاحات تزيدنا إصرارا وعزيمة على تحقيق وإنجاز مزيد من المشاريع التنموية، لذلك لن تتوقف الطموحات عند سقف معين، ونسأل الله العون. قبل يومين أعلنت الميزانية العامة للدولة كأضخم ميزانية في تاريخ المملكة، كيف يمكن استثمار ذلك لمواصلة عجلة التنمية في المنطقة. بداية يطيب لي أن أهنئ خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، بميزانية الخير والتي تهدف لتنفيذ مشاريع تنموية للوطن والمنطقة، وقد كان الجميع متفائلا بها، وجاءت ولله الحمد لتؤكد قوة ومتانة الاقتصاد السعودي وأسأل الله تعالى أن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها، ومما لا شك فيه أن هذه الميزانية ميزانية خير وبركة، ستسهم في تحقيق مزيد من المشاريع التنموية في شتى المجالات ومختلف المناطق وسيلمس بإذن الله المواطن والمقيم نتائجها مع المشاريع التي جرى تنفيذها سابقا وسيجري حاليا تنفيذها والتي تصب فى خدمة المواطن وتنمية الوطن العزيز، فجازان ولله الحمد تشهد تطورا ونموا في شتى المجالات من خلال ما خصصته القيادة الرشيدة لها من اعتمادات خلال السنوات الماضية وما تم تخصيصه من مشاريع تنموية شملت مجالات مختلفة كمشاريع الطرق والبلديات والمياه والصحة والشؤون الاجتماعية والزراعة وغيرها من المجالات التي ستسهم في توفير الراحة والرفاهية للمواطن. سمو الأمير .. بعد توزيع المخصصات المالية على كل قطاع، كيف يرى سموكم ما أنجز سابقا، وما هي رؤيتكم لما سينجز من مشاريع معتمدة في هذه الميزانية ؟ إنجاز المشاريع المعتمدة للمنطقة أمر مهم، لرفع مستوى البنى التحتية والخدمات وضرورة استفادة رجال الأعمال والمستثمرين من تلك البنى والمرافق الخدمية والتسهيلات المقدمة لهم للتوجه للمنطقة والاستثمار بها فى جميع المجالات السياحية والاقتصادية والزراعية والصناعية، وأهيب بجميع المسؤولين عند وصول الميزانية لقطاعاتهم أن تنفذ ما هو مطلوب منها بعزيمة وإخلاص، فالمنصب ليس حكرا على أشخاص بل سيأتي غيرهم ليواصلوا التنمية التي لن تتوقف وستستمر بإذن الله. وما هو دور الإمارة في متابعة سير المشاريع وإنجازها في الوقت المحدد لها ؟ إن واجبنا تجاه المشاريع مراقبة تنفيذها، وهذا الدور لا يقتصر على الإمارة وحدها، ولكن هو دور جميع المسؤولين كلا في إدارته بدءا من الإمارة وبقية الجهات الحكومية التي تسخر جهودها لتنفيذ توجيهات ولاة الأمر حفظهم الله في تسارع عجلة التنمية من خلال العمل لخدمة الدين والوطن، بكل جد وإخلاص وأمانة. وهل أنتم راضون عن سير المشاريع المعتمدة حاليا في المنطقة؟ في الاجتماع الأخير لمجلس المنطقة تم حث جميع المسؤولين في الإدارات الحكومية المعنية ببذل قصارى الجهود لمتابعة تنفيذ المشاريع المعتمدة للمنطقة، إنفاذا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين، أيده الله، الدائمة والمستمرة، بسرعة تنفيذ المشاريع المعتمدة ومتابعتها وفقا للمدد المحددة لها دون تأخير وجميع المسؤولين في المنطقة على علم بأهمية امتثال الجميع للتوجيهات الكريمة ووضعها موضع التنفيذ خدمة للصالح العام. وباسمي ونيابة عن جميع أبناء المنطقة نرفع الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، لما يجده أبناء منطقة جازان وغيرها من مناطق وطننا العزيز من دعم ورعاية لكل ما من شأنه توفير الخدمات والمشاريع التنموية التي تسهم في تحقيق رفاهية وأمن الوطن والمواطن. ولكن سموكم يعلم عن تعثر بعض المشاريع، فما هي الأسباب وهل أوجدتم الحلول المناسبة لها ؟ يعلم الجميع أن تعثر المشاريع يؤثر بشكل مباشر ويعوق الجدول الزمني للخطط التنموية العامة للمنطقة، وللأسف الشديد هناك بعض المشاريع المتعثرة، ولكن هناك لجنة التخطيط والمتابعة، المنبثقة من مجلس المنطقة وهذه اللجنة هى إحدى لجان المجلس، دورها مراقبة المشاريع وتنفيذها ومراقبة الأعمال ميدانيا، كما أن اللجنة تتعاون مع المجالس المحلية والمحافظين ورؤساء المراكز وكذلك المواطنين، ولله الحمد هناك نتائج مطمئنة، وأرجو من الله أن يعيننا جميعا للقضاء على ظاهرة تعثر المشاريع وبشكل نهائي. سمو الأمير بداية أود أن أتطرق إلى ما توليه الدولة من اهتمام ملحوظ بجازان، كمنطقة تمتاز بعوامل كثيرة تساعدها على النهوض والتطور سريعا على صعيد جميع المجالات، فهل هناك ملامح مستقبلية واضحة للتنمية في المنطقة ؟ قبل عدة سنوات وضعت أمانة جازان تصورا لملامح التنمية باقتراح ميناء جديد وتقديم مسار الطريق الدولي وخط سكة حديد، ومن الناحية العمرانية التوسع في إعداد المخططات العمرانية لاستيعاب الزيادة السكانية وتفعيل دور الاستثمار العقاري بالمنطقة، وتشجيع الاستثمار وجلب المستثمرين، وقد من أهم ملامح التنمية العمرانية في المنطقة المخطط الإقليمي والمخططات الهيكلية التي قامت أمانة المنطقة بالأشراف عليها بمشاركة مع استثماريين وطنين مؤهلين لتلك النوعية من الدراسات. أما بالنسبة لمشاريع الطرق وخطوط النقل فالأمانة تولي هذا القطاع أهمية خاصة حيث أعدت سابقا خطط عاجلة للمشاريع ذات الأولوية القصوى كالجسور ومشاريع درء أخطار السيول بحيث يتم استيفاء الفئات المختلفة من التجمعات والمقرات العمرانية. ويحظى مجال تنمية خدمات البنى التحتية بأولويات قصوى، حيث بدأ إقامة خطوط صرف صحي في مدينة جازان بالتنسيق مع فرع وزارة المياه، بخطة ذات مراحل تنفيذية لتغطية المناطق المستهدفة، من خلال خطط زمنية بالإضافة إلى قيام ولضمان سير العمل تم إيجاد لجان مشتركة لمتابعة تنسيق تلك الجهود، بين وزارة المياه والأمانة وشركة الاتصالات والكهرباء، كذلك وزارة النقل تولي اهتماما كبيرا من خلال عقود الصيانة الوقائية، وسوف يتم ربط جميع المنطقة بشبكة طرق مزدوجة حيث تمر العمل على تنفيذ ازدواج طريق جازان / أبوعريش/ الدرب/ الشقيق وطريق أبو عريش/ الأحد، وهذا العام تم اعتماد ازدواج طريق صبيا/ العيدابي دراسة وتصميما، وكذلك اعتماد طريق أبوعريش/ العارضة دراسة وتصميما، كما تم اعتماد تنفيذ ازدواج طريق الدرب/ أبها، وسوف يتم ترسيته على أحد المقاولين إن شاء الله تعالى في القريب العاجل، ومما سبق يلاحظ أن جميع طرق منطقة جازان تم ازدواجها تقريبا بخلاف المشاريع الجديدة للطرق المنفذة في المناطق الجبلية، كما تم اعتماد ميزانية الطريق السريع الساحلي من الشقيق إلى الطوال بطول 230 كلم، وهو بخلاف الطريق الحالي المزدوج المعتمد خلال ميزانية العام الماضي، أما بخصوص النقل البحري فيوجد هناك عدة أنشطة منها نقل الركاب بالسفن، نقل البضائع بين موانئ المملكة، كما تم اعتماد 3 عبارات لنقل الركاب بين جازان وفرسان حيث تم تأمين واحدة إيجار، وننتظر الثانية لحين إتمام التصنيع، ليصبح عدد العبارات ثلاثا، وهناك أيضا خطة لتحسين وسائل النقل الجوي والتي تربط منطقة جازان بمدن المملكة المختلفة. وفي ما يخص مجال التنمية الزراعية فإن أمانة منطقة جازان ومنذ فترة ليست بقليلة اتجهت إلى تفعيل الاستفادة من الزراعات المحلية والمساهمة في توفير أماكن السقيا بمشاركة فرع وزارة الزراعة مع وضع عدة رؤى للاستفادة المثلى من بعض أراضي السبخات، لتكون نواة لإقامة مناطق استزراع سمكي محدثه تعمل على تطوير استخدامات تلك السبخات وإقامة منظومة تبادلية تركز على عمليات التبادل التجاري السمكي وتتفاعل مع الاستخدامات السياحية المحيطة، وبالنسبة لمجال التنمية الصناعية ، فهناك العديد من المطالب التي طرحناها خلال الاجتماع بأعضاء هيئة المدن الصناعية، تركز على ايجاد عدد من المشاريع التي تخدم الأهالي والصيادين في المدينة الاقتصادية، فالأمور مطمئنة والعمل جار بكل همة وجديه لاستقطاب شركات كبرى للطاقة الشمسية وغيرها عن طريق شركة أرامكو، فوجود مثل هذه المشاريع يعد عاملاً مهما لتسريع عملية الإنشاء والإنتاج والتدريب والتوظيف للمواطنين، والاستفادة منها ستعود على الوطن والمواطن معا. قبل شهر من الآن رعى سموكم توقيع عقود إنشاء مصفاة البترول وصوامع الغلال، كيف ينظر سموكم لمثل هذه المشاريع وعوائدها على المنطقة ؟ إنشاء هذه المصفاة ستساعد على تطوير المنطقة وستكون عاملا مهما في جذب الاستثمارات والأعمال، حيث إن هذا المشروع الكبير سيكون هو الأساس للكثير من المشاريع سواء المدينة الاقتصادية أو الصناعات التكميلية والنهضة التنموية والعمرانية التي ستتبع إسناد هذه المصفاة. فمثل هذه المشاريع الضخمة التي تكلف المليارات من الريالات تبشر بالخير لاستقطاب شبابنا وشاباتنا للعمل وإتاحة فرص وظيفية لهم. أما بالنسبة لمشروع صوامع الغلال ومطاحن الدقيق فهو أيضا من المشاريع الكبرى التي تشهدها منطقة جازان، وهو لا يقل أهمية عن المشاريع المقامة حاليا في المنطقة، ويأتي ضمن المشاريع التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اهتمامه ورعايته سمو الأمير .. بعيدا عن المشاريع، ماذا تمثل لكم جازان ؟ جازان هي جزء هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعا، ولا أخفيك أني كل يوم أتعلق بجازان أكثر فأكثر، فهى تمثل لي الشيء الكثير، ولا تتصور كم السعادة التي تغمر قلبي حين اشاهد مشروعا من المشاريع قد أنجز، وحين نضع حجر اساس لمشروع ما، أصبح في قلق مستمر وأعد الساعات والأيام في انتظار اكتماله، فجازان ولله الحمد خطت خطوات رائدة في مجال التنمية، وهناك مخلصون يسعون معي لانجاح أي مشروع يقام في جازان، فنحن نسابق الزمن، لتحقيق الكثير من الانجازات والمشاريع، وماضون بفضل الله ثم بدعم حكومتنا الرشيدة الى الطريق الصحيح، وأنا شخصيا أراهن على جازان بأنها ستكون في مصاف المناطق على جميع الاصعدة. يحمل أهالي جازان حبا كبيرا في قلوبهم لقائد ومهندس التنمية في جازان، ألا وهو سموكم، ماذا يعني لكم كل هذا الحب، والعرفان بالجميل، لما تبذله من أجل المنطقة من خلال عمل سموكم المتواصل ؟ أهالي جازان مثال رائع للقيم والأخلاق مثلهم مثل كل مواطن سعودي، فالشعب السعودي تربى ونشأ على القيم والأخلاق ومبادئ الدين الإسلامي الذي يدعو إلى الألفة والمحبة والتقارب، أما بالنسبة لي فأبادلهم الحب بالحب والإخلاص بالإخلاص، وجميعنا نتفق على حب الوطن وحب قائد مسيرتنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظه الله ويرعاه، ويجعله دائما سندا وعونا لنا.