في الوقت الذي أرجع فيه وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبدالله السويد كثرة حوادث السقوط والحوادث الأخرى في الطرق الجبلية في الفترة الماضية إلى تهالك تلك الطرق بسبب غياب الصيانة. أبدت عدد من المعلمات والطالبات في المنطقة، خشيتهن من التعرض للحوادث المرورية المميتة خاصة في المنحدرات الصعبة والوعرة التي شهدت في الفترة الأخيرة، حوادث لا حصر لها كان آخرها حادثة إصابة 13 معلمة الأسبوع الماضي بعد انحدار مركبتهن من منحدر جبلي. «عكاظ» رصدت عددا من الطرق الجبلية الوعرة التي تسلكها المعلمات والطالبات بصفة يومية بغية الوصول إلى مدارسهن في القرى النائية، والتي تعلو جبال بني مالك، طلان، جبال وادي الدفاء، جبل سلا، العبادل وجبل فيفا، واستعرضت هموم معلمات وطالبات المرتفعات الجبلية حيث سردت المعلمة أم أحمد معاناتها مع رحلة العمل في المناطق الجبلية وقالت: قبل خروجي من منزلي أقبل أطفالي الصغار عند الثالثة فجرا، وأنطلق مع زميلاتي المعلمات مسافة 145 كلم للوصول إلى المدرسة، ولا ندري ما إذا كان سنعود لأطفالنا أم لا. وقالت: تعاني زميلة لي في نفس المدرسة من حالة نفسية سيئة بعد أن نجت من حادث معلمات في وقت سابق، كما شاهدت بعيني زميلات توفين في مكان الحادث. وطالبت أم أحمد، إدارة التربية والتعليم في منطقة جازان بتوفير مركبات ذات الدفع الرباعي وسائقين يتمتعون بالكفاءة وملتزمين بقواعد السلامة حتى لا تحصد أرواح جديدة -على حد قولها-. وتروي المعلمة نسرين محمد (أم لطفلين) تفاصيل توظيفها والتي أتت بعد انتظار سبعة أعوام، وقالت: معاناتي تبدأ عند الثالثة فجراً، حيث ينطلق بنا السائق الذي يتقاضى مبلغ ألف ريال شهرياً من كل واحدة، في رحلة إلى المجهول خاصة في موسم الأمطار، وناشدت التربية بسرعة التجاوب مع طلبات النقل وفقاً لرغبة كل معلمة. من جهتها، بينت المعلمة أم أريام، أنها تقطع نحو 180 كلم من محافظة الطوال -أقصى جنوبي جازان- إلى مركز جبال سلا للالتحاق بمدرستها، حيث تبدأ رحلة العناء منذ الفجر وتقطع مسافة ثلاثة ساعات يومياً تاركة أبناءها الصغار عند جدتهم المسنة، حتى تعود إليهم قبل صلاة المغرب لتجد أطفالها ينتظرونها. وانتقدت المعلمة هنادي عدم تجاوب إدارة التعليم مع طلبات النقل، وقالت: عدم التجاوب مع طلب النقل كان نتيجته طلاقي من زوجي الذي ظل يعاني لأكثر من أربع سنوات من عدم الاستقرار الأسري نتيجة غيابي عن تربية أطفالي الثلاثة، خصوصاً وأنني أصل إلى المنزل مرهقة من مشقة الطريق فأخلد إلى النوم، حتى أستيقظ في الثالثة فجرا مع حلول موعد الذهاب إلى المدرسة التي تقع في جبل طلان الشاهقة. وأشار خالد علاقي زوج معلمة، إلى تعرض زوجته إلى مضاعفات صحية تمثلت في ارتفاع ضغط الدم وصداع شديد نتيجة الإرهاق الذي تواجهه بصفة يومية نتيجة مشاق الطريق الجبلي الموصل إلى المدرسة، ويضيف: أقوم بإيصال زوجتي عند الثالثة فجرا إلى سائق النقل في أحد المواقع، وتعود إلى المنزل بعد صلاة العصر الأمر الذي أرهقها نفسيا وجسديا حتى وصل بها الأمر في التفكير بالاستقالة. أما المعلمة تهاني عبدالله العاملة في جبال الحميرة، فتقول: تفتقد المنطقة إلى الخدمات الأساسية ونسبة الطالبات بها قليل لوعورتها، وتتحول في فترة الليل إلى مكان مخيف. وتضيف: السائقون هم إما من كبار السن أو صغار متهورون في قيادة السيارة ذات الدفع الرباعي التي لا يمكن لغيرها من المركبات الحركة في تلك المناطق الجبلية الوعرة. إلى ذلك، أوضح مدير إدارة النقل بجازان ناصر الحازمي، أن هناك مشروعات للطرق سوف تشهدها المنطقة الجبيلة، وجار العمل حالياً على تأهيل بعض الطرق في المنطقة الجبلية.