كلما قدت سيارتي انتابني شعور بالخوف والهلع، فالسرعة قاتلة، والتجاوزات مميتة تتسبب في الحوادث المبكية والمفزعة من قبل المستهترين بقيادة المركبات، والسؤال إلى متى نبقى هكذا!! فمهما تبني الدولة من أنفاق وتشيد من جسور تبقى ثقافة المجتمع لا تردعها مناظر الحوادث والتجاوزات المفجعة، وهنا أطرح فكرة قد تسهم في معالجة هذه المشكلة، وهي أن نبدأ من الآن وفورا بالتركيز على ال15 سنة القادمة لننتج خلالها جيلا جديدا يعي معاني القيادة، ولتحقيق ذلك لا بد أن تشترك هنا أربع وزارات، وزارة الداخلية ممثلة في إدارة المرور، وزارة التربية والتعليم، وزارة الثقافة والإعلام، ووزارة النقل، فتقوم بعمل منهجية عمل مشترك للوصول إلى فكرة إنتاج جيل واعٍ ومؤهل لقيادة المركبة خلال 15 سنة القادمة، ولإنتاج رجل مرور مؤهل، وتشييد شوارع مجهزة لتطبيق النظام، مع دعم إعلامي يواكب تلك الفترة للوصول لفهم معاني السلامة، فتقوم وزارة التربية والتعليم بتصميم مادة تسمى فن القيادة تدرس لكل المراحل التعليمية الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وتعطي المعلومات حسب المرحلة ليتعلم الطلاب عن القيادة الصحيحة، وتقوم إدارة المرور خلال تلك الفترة بتهيئة أفرادها وتطويرهم لفهم مراقبة الحركة المرورية، وتقوم إدارة الطرق في وزارة النقل بوضع التصاميم اللازمة والخطط الهندسية ذات الجودة العالية لتصميم وتجهيز الشوارع بشكل صحيح وترصيف الشوارع وتخطيطها بكل الأدوات اللازمة والمعايير والقوانين الدولية والإشارات والتوجيهات، مع الإشارة إلى أهمية تعريف قائدي المركبات بأننا ننشئ جيلا واعيا لفن القيادة باللوحات الإرشادية بالطرق العامة، ويتلخص أيضا دور وزارة الإعلام من خلال الإعلام المرئي والمقروء والمسموع وبرامج المحاضرات بالجامعات والمدارس، فمشكلة شبابنا اليوم أنه لم يعِ معنى القيادة، ولم يع خطورة المركبة وكيفية القيادة الصحيحة، فلا المجتمع استطاع أن يعلمهم، ولا المدرسة كانت قادرة على ذلك مع افتقاد الموجه أو المراقب الذي يحاسبهم أشد الحساب للجرم الذي يقومون به، فالحوادث في ازدياد، والسرعة ما زالت مستمرة لم يردعها نظام ساهر وكمراته، فالمهم أن نبدأ في الخطط لحفظ أبنائنا جميعا من بطش السائقين، والعمل عليها من الآن لننتج مجتمعا واعيا ومنظما وقليل الحوادث المرورية، فنرتقي في قيادة المركبة مثل باقي الأمم، وتصبح مخرجاتنا لكل خططنا ذات جودة عالية في الأداء، فننتج شبابا ذوي وعي عالٍ ونظام صارم عالي الجودة في التنفيذ.