أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    ورشة عمل لتسريع إستراتيجية القطاع التعاوني    إن لم تكن معي    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوادث المرور في المملكة تقتل 6000 شخص سنويا (ندوة)
نشر في اليوم يوم 18 - 05 - 2011

شكلت الحوادث المرورية والوفيات والإصابات الناتجة عنها خطرا يرهب الأسر, ويرهق كاهل الجميع نتيجة التكاليف المالية الكبيرة التي تتجاوز العشرة مليارات ريال سنويًا بالإضافة إلى خسارة الأرواح والممتلكات وما تسببه الحوادث المرورية من إعاقات وإصابات خطرة، وهو الأمر الذي دعا الجميع للتحرك السريع والوقوف بحزم لوقف نزيف الدم الذي تعرض له الكثير من الشباب وهناك الكثير من الأسر التي فقدت من يعولها وأثرت الحوادث بشكل كبير في مستوى معيشتهم وحياتهم وحولتهم من المستوى المتوسط إلى خط الفقر وذلك لعدم وجود عائل يعينهم, ورجل يرعاهم ويقوم بتأمين كافة احتياجاتهم.
وبناء على الشراكة الإستراتيجية بين دار اليوم للإعلام ولجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية ونظرا لأهمية قضية الحوادث المرورية وتأثيراتها المخيفة أقامت دار اليوم ندوة خاصة بالسلامة المرورية أدارها الزميل محمد البكر نائب رئيس التحرير وتلخصت في ضرورة تطبيق الأنظمة المرورية بشكل صارم, والالتزام بقواعد المرور, ونشر ثقافة الوعي واحترام الأنظمة والتعليمات المرورية, وأهمية هندسة الطرق وإيجاد الحلول لفك الاختناقات المرورية، وأيضا البحث عن قطع الغيار الأصلية خصوصا في ظل انتشار العديد من القطع المقلدة والتي تتسبب في الحوادث المرورية وخسارة الأرواح.

أدار الندوة:
نائب رئيس التحرير محمد البكر
التحرير:
طلال الشمري، عبد العزيز المخزوم، عمر الخزيم
المشاركون:
المهندس سلطان الزهراني- مدير برنامج السلامة المرورية بأرامكو السعودية
مقدم علي الزهراني- مرور الشرقية
وليد الرشيد- سايتك
وليد الدوسري- إدارة تعليم الشرقية
صالح القوم- دار اليوم للإعلام
أحمد الخالدي- جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
خضر الزهراني- معهد الإدارة العامة
حسن الشهري- صحيفة الرياض
محمد سليمان- صحيفة الجزيرة
عبدالله المالكي- صحيفة شمس
عبدالعزيز القو- صحيفة الوطن
فيصل الزهراني- صحيفة الاقتصادية
مشروع وطني
محمد البكر: أرحب بكم جميعا باسم مدير عام دار اليوم للإعلام الأستاذ صالح الحميدان, ورئيس تحرير جريدة اليوم الأستاذ محمد الوعيل، ويسعدني ويشرفني أن تحتضن دار اليوم للإعلام مثل هذه الندوات التي تعود بالنفع والفائدة على كافة أبناء الوطن وخصوصا أبناء المنطقة الشرقية, وأشيد بالتعاون والشراكة الإستراتيجية المتميزة بين دار اليوم ولجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية وجميع الجهات القائمة لعمل هذا المشروع الوطني الحضاري النبيل متمنيا أن يستفيد الجميع من هذه الندوة.
إحصائيات مخيفة
سلطان الزهراني: نحن رأينا في السنوات الماضية ارتفاع عدد الوفيات من جراء الحوادث المرورية وما تسببه من خسائر في الأرواح والممتلكات وصلت إلى أرقام قياسية جدا وعلينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي بل نتحرك وبكل ما أوتينا من قوة من اجل دراسة أسباب المشكلة ووضع الحلول وأخذ الاستشارات من الجميع وذلك نظرا لأهمية وخطورة الموقف فلا مجال الآن للتهاون أو التفريط بالمزيد من الأرواح.
وأضاف نحن اليوم أمام رقم كبير وهو ستة آلاف قتيل سنويا من جراء الحوادث المرورية وإن هناك أرقاما كبيرة وخطيرة تشير الى ارتفاع عدد الحوادث المرورية السنوية إلى أكثر من ثلاثمائة وخمسين ألف حادث مروري في العام الواحد، كما ان هناك أكثر من ألفي شخص يتعرضون للإعاقة المستديمة من جراء الحوادث المرورية و30 بالمائة من أسرة المستشفيات مخصصة لمصابي الحوادث، وأشار الزهراني إلى أنه توجد ثلاثة أسباب رئيسية للحوادث المرورية لا يمكن تجاهلها أو إغفالها, وهي السرعة الجنونية, وعدم ربط حزام الأمان, والانشغال أثناء القيادة وخصوصا عبر الهاتف مؤكدا أن المنطقة الشرقية هي صاحبة المركز الثاني على مستوى المملكة من حيث الوفيات والإصابات حيث ارتفعت نسبة الوفيات بالمنطقة الشرقية خلال الخمس سنوات الماضية فقط إلى51 بالمائة كما أن نسبة الإصابات المرورية في نفس الفترة الزمنية بالمنطقة الشرقية ارتفعت بنسبة 145بالمائة وأكثر من 50 بالمائة من المتوفين في الحوادث المرورية أعمارهم أقل من ثلاثين عاما وهو رقم خطير جدا وهدر لأرواح شباب الوطن, والجميع يدرك ويعلم خطورة الموقف والذي لا يمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال بالإضافة إلى أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن المملكة من أعلى دول العالم من حيث الوفيات جراء الحوادث المرورية بواحد وعشرين وفاة لكل مائة ألف, وهو رقم كبير جدا مقارنة ببريطانيا والسويد التي تفقد اثنين فقط وكما هو معروف ان الحوادث المرورية تتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة جدا حيث تبلغ خسائر السعودية من جراء الحوادث المرورية أكثر من ثلاثة عشر مليار ريال سنويا وهذا المبلغ بإمكانه إنشاء العديد من المدارس والمعاهد والجامعات والمستشفيات بدلا من أن يتم هدره في الحوادث المرورية, وأضاف المهندس سلطان الزهراني ان لجنة السلامة المرورية تحظى بشرف رئاسة صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية لها وهو يقوم بجهد وعمل كبيرين لإنجاح اللجنة ودعمها بكل الوسائل والسبل الممكنة, وشدد الزهراني على أن لجنة السلامة المرورية تعتمد على أربعة محاور رئيسية تم تشكيل شعار اللجنة من خلالها وهي المحور الهندسي الذي يعني بالطرق وتصحيحها وتعديل مسارها واكتشاف العيوب والثغرات فيها وإيجاد حلول قصيرة وطويلة المدة لتصحيحها وفك الاختناقات والازدحامات المرورية، أما المحور الثاني فهو التعليم والتوعية وبث روح وثقافة احترام الأنظمة واللوائح المرورية وتعديل السلوكيات الخاطئة التي ينتهجها بعض السائقين، والمحور الثالث يتناول الضبط المروري وتحرير المخالفات المرورية تجاه المخالفين والمتهورين وإيجاد العديد من الآليات والطرق الحديثة لضبط المخالفين ومتجاوزي الأنظمة والتعليمات والتعامل معهم بحزم وشدة وهو الأمر الذي سيساهم بلا شك في تحسين فاعلية إدارة وتطبيق الأنظمة المرورية وتم تخصيص المحور الرابع عن الاستجابة للطوارئ وذلك من خلال تحسين الخدمات الطبية وتخصيص العديد من مراكز الهلال الأحمر بالطرقات السريعة التي تشهد النسبة الأكثر من وفيات المملكة والبحث عن مواقع ممتازة ومناسبة وقريبة جدا للبت السريع في الإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية وتخفيف عدد الإصابات والوفيات نظرا للتجاوب السريع ووضع العلاجات والإسعافات الأولية اللازمة كما أنه سيتم تطوير العنصر البشري من خلال إضافة العديد من الدورات الخاصة بإصابات الحوادث والإسعافات الأولية لدى سائقي سيارات الهلال الأحمر.
وتطرق الزهراني إلى تجربة منطقة الرياض التي وضعت خطة خمسية لتقليل نسبة الحوادث بالعاصمة واستطاعت أن تنجح في ذلك وتخفف نسبة الوفيات ففي العام 1424 كان عدد الوفيات بالرياض 479، أما الآن فقد انخفض العدد والرقم بشكل كبير ووصل الى 266.
وحول الاستراتيجية التي تقوم بها لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية كان أولها (الوضع الراهن) من خلال دراسة الوضع الحالي وجمع جميع المعلومات وتصنيفها ومن ثم (البدائل والحلول) من خلال تحليل نقاط القوة والضعف وتحليل سلوك السائقين ووضع الأولويات قبل التوجه إلى (إعداد الاستراتيجية) من خلال تطوير هيكل السلامة المرورية ولجنة السلامة المرورية وموافقة الجهات العليا والجهات ذات العلاقة من اجل (اعتماد الإستراتيجية) لوضع وتحديد الأدوار والمسؤوليات والخطة التنفيذية الخمسية وإعداد الميزانية والتوثيق والمتابعة للدخول في حيز (التنفيذ).
دليل القيادة الآمنة
وأكد الزهراني على التوافق الكبير ما بين لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية مع الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية من أجل تدريب 217 مدربًا على دليل القيادة الآمنة كما تم تدريب واحد وثلاثين ألف طالب على دليل القيادة الآمنة في مختلف مناطق تعليم المنطقة الشرقية (الشرقية والاحساء وحفر الباطن) وذلك من خلال وضع برنامج وحصص دراسية للطلاب كما تم إطلاق المسابقة المرورية تحت شعار (مسابقة السلامة المرورية الثالثة) والتي شارك بها 683000 طالب من مختلف المراحل الدراسية وكذلك تطوير مدارس تعليم القيادة كما تم تصميم حقيبة مدرسية وحول الطرق وتعديل المسار الهندسي لها. وأشار المهندس سلطان الزهراني إلى أن لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية تدرس بعناية فائقة العديد من الطرق والمخارج التي تشهد ازدحاما وكثافة كبيرة في إعداد السيارات من خلال مداخل ومخارج المدن حيث تقوم برصد العدد والبحث عن الحلول قصيرة وطويلة المدى من اجل التخلص من الازدحامات والاختناقات المرورية ضمن خططها الهادفة إلى تقليص الحوادث المرورية في طرقات وشوارع المنطقة الشرقية وذلك بالتعاون مع كافه الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها إدارة مرور المنطقة الشرقية, ووزارة النقل وأمانة المنطقة الشرقية حيث وجدت اللجنة أن أكثر الطرق ازدحاما هما طريقا الظهران - الخبر, وطريق الظهران- الجبيل حيث يبلغ عدد السيارات القادمة يوميا في طريق الجبيل قرابة تسعين ألف سيارة في حين يتجاوز عدد السيارات المتجهة إلى الخبر سبعين ألف سيارة في اليوم الواحد وهو رقم ومعدل كبير جدا ويتسبب في اختناقات مرورية واضحة وكبيرة، ووضعت لجنة السلامة المرورية عددا من الاقتراحات التي سيتم تطبيقها خلال الفترة القريبة القادمة كحل بسيط وقريب المدى من أجل حل جزء من " المعضلة " على أن يتم إنشاء الخطة الطويلة والتي تسعى لإنشاء شوارع وجسور جديدة لإنهاء هذه المشكلة بشكل كبير ووضع تصاميم هندسية مستقبلية ملائمة لكثافة الحركة المرورية في هذه المنطقة التي تشهد ازدحاما يوميا نظرا لتواجد كم هائل من الموظفين الذين يقومون برحلات عبر هذه الطرقات نحو أعمالهم ذهابا وإيابا وتأتي هذه الخطوة ضمن عدد من الخطوات التي تقوم بها اللجنة من اجل إيجاد الحلول العاجلة والمناسبة لخفض نسب الحوادث وعدد الوفيات والإصابات الناتجة عن طريق الحوادث المرورية.
طرق أخرى
حسن الشهري: نحن اليوم أمام مشكلة كبيرة ولازمتنا منذ الصغر وأنا قبل سبعة وعشرين عاما تعرض احد زملائي إلى الشلل في مكة المكرمة نتيجة السرعة الجنونية، والفنان محمد حمزة قام بعمل حملات عن السلامة المرورية في وقت سابق متسائلا عن أهمية مثل هذه الحملات؟
سلطان الزهراني: المنطقة الشرقية تبحث عن طرق أخرى للحملات المرورية ولابد أن يكون العمل متكاملا من اجل الوصول إلى كل المنازل وهذه احدها عند الاجتماع مع كتاب الرأي ووسائل الإعلام وأيضا أئمة المساجد والالتقاء مع الطلاب في المدارس والجامعات والسلامة المرورية ليست مجرد توعية وتثقيف بل هناك الطوارئ والتثقيف والهندسة المرورية وتعديل مدارس القيادة ولابد من تكاتف وتضافر الجهود كما في أوروبا وبعض دول الخليج.
تجمع الشباب
علي الزهراني: نحن أقمنا حتى الآن سبعة وعشرين أسبوعا مروريا ومدته أسبوع واحد فقط خلال العقود الثلاثة الماضية ولم تحقق الهدف المطلوب حيث إن المدة قصيرة والتركيز عادي بينما عندما أطلق الأمن العام حملاته المرورية خلال الفترة الماضية أتت بنتائجها وانضباط السائقين والتزامهم بشكل كبير بتعليمات المرور نظرا لطول الحملات وتركيزها وتواجدها في كافة المدن وأماكن تجمع الشباب والمجمعات التجارية ووسائل الإعلام المختلفة ولاحظ الجميع مدى انتشار ثقافة التقيد بالحزام المروري من خلال حملات الأمن العام التي قام بها ونحن لدينا مقياس لمدى نجاح الحملات من عدمها وبعض النتائج لا تكون ظاهرة وواضحة أمام الجميع ونحن نسعى لتصحيح الثقافة لدى المجتمع.
سلامة الطرق
عبدالعزيز القو: أتساءل متى تكون هناك طرق خالية وسليمة من العيوب التي تعرقل الحركة المرورية؟
سلطان الزهراني: الاستراتيجية التي نقوم بها الآن يأتي من ضمنها تصحيح الطرق ووضع الحلول فهي جزء من المشكلة وسواء كانت المشكلة من السائق أو الطريق أو المركبة فلكل عنصر دور وطريقة للتعديل والتطوير وتصحيح الوضع ولا بد أن يتم فتح إدارة خاصة بوزارة النقل تحمل اسم (السلامة المرورية) تعنى بهذا الجانب وتتابعه وتحرص عليه.
علي الزهراني: هناك لجنة خاصة بإدارة مرور المنطقة الشرقية تعنى بالمشاريع والطرق وتتناقش مع مختلف الجهات الحكومية للبحث عن سلامة وصلاحية الطرق والتعاون بين الدوائر المرورية في حالة حدوث أي ظرف طارئ.
الأنظمة واللوائح
عبدالله المالك: لا يوجد الآن من يجهل الأنظمة واللوائح المرورية الآن فالجميع يعلم مدى خطورة السرعة الجنونية, وقطع الإشارات فالتوعية والحملات المرورية غير مجدية مع المخالفين حيث إن تعديل السلوك من خلال الضبط المروري لهم هو الحل الأنسب بدليل التزام غالبية السائقين بأنظمة وتعليمات المرور عند سفرهم للدول المجاورة وعودتهم للفوضى ومخالفة الأنظمة فور العودة إلى بلادهم.
سلطان الزهراني: توجد عقوبات مشددة على موظفي شركة أرامكو وقد يصل الأمر إلى حرمان الموظف من الترقية والعلاوة السنوية إذا تسبب الموظف في حادث مروري وحتى مدير الموظف المباشر يتأثر حيث يتم تسجيل المخالفات المرورية على الموظفين والنظر في أقل الإدارات والإدارات الخالية من المخالفات المرورية وهي التي يحسب لها النجاح وهو الأمر الذي يجعل الإدارات تتنافس للحصول على الأفضلية.
ضبط مروري
علي الزهراني: الغالبية الآن لديهم وعي كبير ولا احد ينقصه التوعية والتوجيه بخطورة المخالفات المرورية وما تسببه من حوادث ووفيات وخسائر بالأرواح والممتلكات وانه في حال اكتمال الأمور التقنية وتهيئة الطرق مع تركيب غرف للعمليات سنرى تغيرا كبيرا في مستوى الضبط المروري الذي بدوره سيساهم في تحسين القيادة.
شرائح كبيرة
وليد الدوسري: نرى أن هذه الحملة تختلف عن الحملات السابقة حيث إن لها بعدا زمنيا وتتحدث عن كافة القضايا والأمور ولا تقتصر على تخفيف السرعة ولبس حزام الأمان وتستهدف شرائح كبيرة من المجتمع كما أن دخول مقرر السلامة المرورية للمدارس بالإضافة إلى مسابقة السلامة المرورية ارتقت بالطالب من مرحلة المتلقي إلى المشارك والمساهم والذي يساهم بشكل كبير في نقل ما سمعه وما تعلمه إلى خارج المدرسة ويكون بالتالي مشاركا بهذه الحملة الرائعة والمتميزة.
دور الأجانب
فيصل الزهراني: الحملة تقوم بدور كبير وجبار ونحن نعلم أن المملكة يتواجد بها عدد كبير من الأجانب وهم قرابة السبعة ملايين نسمة إذا ما هي الحلول والطرق للتعامل معهم في مثل هذه الحملات وهم من غير الناطقين باللغة العربية؟
سلطان الزهراني: مشروعنا هو وضع استراتيجية ووضع الحلول ونحن بدأنا في استهداف من يتحدث العربية والانجليزية من خلال الإعلانات والبرامج عبر الصحف غير العربية وغيرها كما انه تم تخصيص بروشرات وأعداد خاصة بالجاليات لتوزيع بروشرات ومنشورات بمختلف اللغات وبالمناسبة فان الإحصائية الأخيرة تشير إلى ان60بالمائة ممن يرتكبون المخالفات المرورية من الأجانب كما أن احد الزملاء تلقى سائقه الخاص مخالفات بقيمة ستة عشر ألف ريال خلال ثلاثة أشهر فقط منذ انطلاقة نظام ساهر لعدم التزامه بالسرعة المحددة.
صالح القوم: هدفنا البحث عن السياقة الآمنة والمرحلة القادمة وكيف نصل إلى الهدف المنشود بعد خمس سنوات وهذه البادرة رائعة جدا من الأخ محمد البكر نائب رئيس التحرير الذي دعا إلى هذه الندوة نظرا لأهمية الموضوع وخطورته وهو يأتي ضمن الشراكة الإستراتيجية الهادفة التي تخدم المجتمع وسلامته كما أن برامج إنجاح السياقة الآمنة لا بد وان يخدمها الإعلام والإعلان بالشكل الصحيح بالإضافة إلى أن الكثير من الإعاقات للمصابين تأتي عن طريق الإسعاف والنقل الخاطئ بسبب قلة الوعي ونحن نسعى لإنجاح هذا اللقاء وغيره من اللقاءات.
التزام في الخارج
محمد سليمان: دائما ما أفكر في السبب الذي يجعل السائق لا يلتزم بالقواعد والأنظمة المرورية بالداخل ويطبقها بحذافيرها في الخارج فما هي الأسباب؟
علي الزهراني: لا ينقصنا الوعي ونحن بالمرور أقمنا العديد من اللقاءات وبمختلف اللغات وأيضا عملنا نشرات في الصحف غير العربية واعتقد أن السبب في عدم احترام أنظمة الداخل هو اللامبالاة بشكل كبير على الرغم من وجود انخفاض المخالفات وارتفاع نسبة الوعي وتطبيق قواعد وأنظمة المرور.
عقوبات على الشاحنات
طلال الشمري: ما هي الأسباب التي جعلت المنطقة الشرقية ثانيا من حيث الحوادث والوفيات المرورية ولماذا لا توجد عقوبات على أصحاب الشاحنات لما لها من دور كبير في الحوادث والاختناقات المرورية؟
سلطان الزهراني: هذا هو احد أهم أسباب انطلاق لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية لذلك نحن نسعى جاهدين لتخفيفها كما أن المنطقة الشرقية توجد به العديد من المدن وتربطها الطرق السعودية وهذا له دور كبير ومساحة الاحساء تعادل 24بالمائة من مساحة المملكة وهو رقم كبير جدا كما أننا خلال عمل مسح ميداني وجدنا أن 20بالمائة فقط يرتدون حزام الأمان بالمنطقة الشرقية كما أننا ندرس الآن وضع الشاحنات داخل وخارج المدن لبحث آليات وأوقات دخولها وخروجها أو تحديد وتخصيص طرق خاصة بها.
خضر الزهراني: لديّ العديد من التساؤلات فهل نحن بحاجة إلى ثقافة جديدة تماما عن المرور وهل يعقل أن يشارك الجميع في صياغة ونشر هذه الثقافة من الدوائر الحكومية إلى المساجد والمدارس والجامعات والإعلام كما انه هناك تساؤل .. هل توجد دورات تدريبة حديثة للحصول على رخصة القيادة وما هي الأسباب التي تجعل مخالفات الأجانب أكثر من السعوديين كما انه لابد أن نعرف ما هي الأسباب التي جعلت السويد وبريطانيا تبدعا مروريا؟
علي الزهراني: 75 دولة على مستوى العالم شاركت في مسابقة السلامة المرورية على الانترنت وتم الاجتماع مؤخرا مع غرفة الشرقية (لجنة النقل)لبحث حلول وتحديد مواعيد دخول وخروج الشاحنات ولولا خطورة الوضع وأهميته لما ركزت الدولة على هذا الأمر بشكل كبير جدا ولاحظنا أن الكثير تضايق بسبب نظام ساهر فور انطلاقته, وكانت هناك ردة فعل عنيفة تجاهه ونحن الآن بصدد رفع معدل الوعي لدى السائقين وهناك نظام جديد للمدارس المرورية من اجل استخراج رخص القيادة كما أن السبب في كثرة الأجانب الحاصلين على مخالفات مرورية كونه يعود إلى أن نسبة كبيرة منهم لا تحمل بالأساس رخصة قيادة, وأيضا نحن نسعى لإيجاد برامج متميزة لتعليم القيادة مثل السيارات الخاصة بتدريب القيادة كما هو الحاصل الآن بالبحرين مثلا.
فرنسا وبريطانيا
سلطان الزهراني: فرنسا وبريطانيا حديثتا عهد بموضوع السلامة المرورية فبريطانيا بدأت قبل قرابة العشرين عاما, وفرنسا قبل ثماني سنوات تقريبا وهناك عقد عمل من اجل السلامة المرورية وهو تابع للأمم المتحدة وانطلق في الشهر الجاري ولمدة عشر سنوات.
وليد الرشيد: هل توجد إمكانية للاستفادة من الطائرات العمودية بالإسعاف وهل من الممكن الاستفادة من محطات الوقود بالطرقات كمراكز إسعافيه؟
سلطان الزهراني: هناك دراسة للطيران العمودي (الهليكوبتر) بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر ونحن بصدد الحصول على الموافقات النهائية وسيطبق قريبا كما أننا نبحث عن أماكن خاصة بالهبوط والإقلاع فقط ومحطات الوقود فكرة رائعة وتمت دراستها ونحن نسعى في البداية إلى إيجاد مراكز متخصصة بالطرق السريعة وإذا لم نتمكن من ذلك سيتم الاتجاه إلى محطات الوقود.
علي الزهراني: التأمين التعاوني على السيارات أمر ضروري وفيه حماية للجميع وتوفير للوقت والجهد وتكون المنازعات وفضها والقضايا المالية بين الشركات ولا علاقة للسائقين بها وعلى السائقين إذا كانت الحوادث بسيطة أن يحركوا السيارات لعدم إيقاف السير وتكديس السيارات والتسبب بالازدحام والاختناقات المرورية فشركات التأمين لديها مهندسون وخبراء بالحوادث يقيمون ويرسمون الحادث وبإمكانهم ومن النظرة الأولى تحديد نسبة تكاليف الحوادث.
الغش التجاري
عبدالله المالكي: هل للغش التجاري بالقطع المقلدة دور في الحوادث؟
سلطان الزهراني: هناك قرابة السبعمائة ألف إطار مقلد في الأسواق لدينا ولها دور كبير في الحوادث المرورية بالإضافة إلى المكابح وغيرها من الأمور الهامة أثناء القيادة وتم دراسة هذا الموضوع وهو بحاجة إلى تضافر جهود عدد من القطاعات الحكومية مثل وزارة المالية والتجارة والجمارك وغيرها وأنصح الجميع بالاتجاه إلى الوكيل الرسمي للحصول على القطع الأصلية.
ابراهيم الخالدي: ما هي الأسباب التي تؤدي لوجود نزعة عدوانية؟
سلطان الزهراني: نحن درسنا كامل الأمور التي تؤدي إلى الحوادث بالإضافة إلى المخالفات المرورية ومسبباتها ونسعى الآن للتعاون مع مركز قياس بالرياض لتحديد أسباب السلوك العدواني ومسبباته.
محمد البكر: نشكر الجميع على حضورهم وتجاوبهم معنا ونسأل الله العلي القدير أن يلهمنا الأسباب التي تساعد في الحفاظ على الأرواح والممتلكات ويبارك في جهود القائمين على خدمة دينهم ووطنهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.