تراجع المتهم الثاني (مصري) في قضية الجيزاوي عن اعترافاته السابقة ضد المتهم الثالث (سعودي) باشتراكه معه في تهريب حبوب مخدرة إلى المملكة، مشيرا إلى أن جميع اعترافاته السابقة لدى جهات التحقيق كانت غير صحيحة وكيدية، وذلك بسبب وجود خلافات بينهما كونه اتهمه في وقت سابق بالاختلاس. واعترف المتهم الثاني بأنه قام بتهريب 3 آلاف حبة مخدرة إلى الأراضي السعودية ولكنها كانت للاستخدام الشخصي كونه يتناول 6 حبات يوميا، وهي غير موجودة بالمملكة، وقدم تقريرا طبيا يشير إلى حاجته لتناول هذه الحبوب. جاءت تلك الوقائع والاعترافات خلال جلسة عقدت أمس في المحكمة العامة بمحافظة جدة حيث قدم المتهمون الثلاثة (الجيزاوي والمتهمان السعودي والمصري) ردودهم الدفاعية على ما جاء في لائحة الدعوى ضدهم، بالإضافة إلى شهادة الشهود الذين قدموا من الرياض «مقر أعمالهم» ومثلوا في الجلسة السابقة. شاهد جديد وكانت قاعة المحكمة قد شهدت أمس استعانة الادعاء بشاهد جديد عرف عن نفسه بأنه أحد العاملين لدى المتهم الثالث السعودي، وقال في شهادته: «أنا أعمل لديه في شركته العقارية وأرتبط بالمتهم الثاني بصداقة وزمالة، وقد حضر إلي ليبلغني بأنني سأتقاضى مبلغ 15 ألف ريال مقابل استقبال أحد أبناء جلدته في مطار جدة سيسلمني كمية من الأدوية التي يجب علي أن أحضرها للرياض، طالبا مني كتم الأمر وجعله يقتصر علينا الاثنين وعدم إبلاغ المتهم الثالث أو شقيقه». وزاد الشاهد قائلا: «أبلغني المتهم الثاني أن تلك الأدوية بها مادة مخدرة بنسبة 5 % لذا رفضت عرضه». عقب ذلك طلب المتهم الثاني من رئيس الجلسة سؤال الشاهد عن بعض النقاط، فأجابه القاضي على طلبه، فسأل الشاهد: متى عرض عليك هذا العرض ؟ - الشاهد: كان ذلك في شهر أربعة من العام الماضي، وذلك قبل وصول الرحلة بخمسة أيام تقريبا. - المتهم الثاني: ولكن المتهم الأول وصل بتاريخ 25/5، وقبض عليه ومن بعده المتهم الثالث، وأخيرا تم ضبطي ليتقدم عندها الشاهد بالإبلاغ، وأعتقد أن هذا مدبر ضدي، فهل لديه إثبات على ما يقوله بأني عرضت عليه ذلك ؟ - هنا تدخل القاضي الشيخ بسام النجيدي موضحا: الشاهد حضر للشهادة لا لإظهار أدلة أو براهين. - الشاهد: أنا بادرت بإبلاغ شقيق المتهم الثالث بما عرضه المتهم الثاني علي، وأبلغته بما حدث بالتفصيل. 3 آلاف حبة للاستخدام الشخصي - عقب ذلك تحدث المتهم الثاني أمام اللجنة القضائية قائلا: لائحة الاتهام ضدي أشارت إلى قيامي بتهريب 3 آلاف حبة مخدرة وضعت في حقيبة لجهاز الحاسب المحمول، كما أشارت إلى ضبطها داخل صندوق خشبي، وهذا غير صحيح فقد وضعتها أمام الأعين في حقيبة الحاسب الآلي ولم أخفها كما أني لم أضعها داخل صندوق خشبي أو داخل علبة حليب كما أشير ضدي ولم أقم بإحضارها إلا بسبب حاجتي لها كوني لا بد أن أتناول 6 حبات يوميا ولدي تقارير تثبت ذلك، وليس من المعقول أن يتم ضبطي وأنا أهرب حبوبا مخدرة في صناديق حفظ المصحف ومن ثم أعود لتهريبها مرة أخرى، كان الأجدى أن أخبر المتهم الأول لو كان شريكي بأن يتجنب تهريبها في علب المصحف حتى لا ينكشف أمره، ولكن ذلك أصلا لم يحدث، حيث تم ضبطها داخل حقائب الحاسب الآلي. المتهمون يطالبون بفك قيدهم بعد ذلك طلب المتهمون من ناظر القضية فك قيدهم كونهم في قاعة محاكمة، فأوضح ضابط الأمن المكلف أنه لا يملك مفتاحا، كما أن الأنظمة تمنعه من فك قيودهم، عندها اعترض رئيس الجلسة مؤكدا وجوب فك قيودهم، وقال: من أساس المحاكمة فك قيدهم التزاما بالأنظمة في هذا الخصوص. عقب ذلك تواصلت وقائع الجلسة حيث عاد المتهم الثاني للحديث مبينا أنه كاد إلى المتهم الثالث في اعترافاته السابقة لوجود خلافات مادية بينهما، مضيفا أن كل ما ذكره بهذا الشأن غير صحيح. أما المتهم الأول (الجيزاوي) فقد قدم للمحكمة شريطي سي دي، وأشار إلى أنهما صادران من مطار القاهرة تؤكد أن حقائبه كانت خالية من أي حبوب مخدرة، مضيفا أنه يحضر إلى المملكة لأول مرة، وقال: هذه الشهادة مصورة وتؤكد أنني خرجت من مطار القاهرة وحقائبي خالية مما أشير إليه بضلوعي في تهريب حبوب مخدرة. وأشار إلى أنه يود توضيح 3 نقاط مهمة ترتكز عليها مذكرة دفاعه، أولها يرتكز على المادة الأولى من نظام مكافحة المخدرات، لأنه لا يجوز الافتراض بين حادثتين، والادعاء ربط بين ضبط الحافظ الخشبي للقرآن بالواقعة الأولى والتي معي، وهذا لا يعني وجود علاقة بينهما ولا علم لي بالواقعة الأولى. والنقطة الثانية تتلخص في أن محاضر التحقيق والادعاء أوضحت أنه تم ضبط علب حليب تحمل تاريخ صلاحية 20-4-2012م، فيما تم ضبطي بتاريخ 17-4-2012م، وهو يشير إلى أمور خفية تمت ممارستها في اتهامي وقد أحضرت علبا بتاريخ جديد أي بعد ضبطي ب 3 أيام. وأضاف: أما النقطة الثالثة فهي شهود مطار جدة الذين أكدوا أنني حضرت برفقة زوجتي وسيدة ثالثة مجهولة، فيما أشار الشاهد الثاني إلى أن الحبوب المخدرة تم ضبطها في عبوات مكرونة، والتهمة تشير إلى ضبط علب حليب وهذا تناقض واضح في الاتهام. الخطاب المزور دليل براءتي عقب ذلك تحدث المتهم الثالث مبينا أن اسم المتهم الثاني لم يرد في القضية إلا بعد أن تم الربط بين الأحداث، وقال: بعد ظهور صورة المتهم الأول في الصحف عرفته وقد شاهدته سابقا مع المتهم الثاني، وعلمت بعلاقتهما مع بعضهما، لذا ربطت بين حديث الشاهد الحاضر اليوم عندما أبلغ شقيقي عن العرض المقدم إليه من المتهم الثاني، لذا أبلغت الجهات المعنية عن شكوكي وطلبت إحضار المتهم الثاني للتحقيق معه في علاقته بما حدث، وهذا يدل على حسن نية تقدمت بها وليس سوء نية. وزاد المتهم الثالث قائلا: ثبت أن الخطاب المرفق بالقضية مزور، وقد تم إثبات ذلك وهو ما يؤكد براءتي من التهم المنسوبة إلي. ناظر القضية استمع لإفادة المتهمين والشاهد قبل أن يتحدث بدوره متسائلا عن أسباب قيام المتهم الأول بتصديق اعترافاته وهو يشير إلى أنها غير صحيحة فأجاب المتهم بأنه تعرض للإكراه للإدلاء بها، مؤكدا أنه تعرض للإيذاء وأضاف: أوردت للهيئة الموقرة وجود إصابات لحقت بي أثناء التحقيق ولا يزال هناك أثر لإحداها. بدوره، أكد ممثل الادعاء أن المتهم صادق على اعترافاته طواعية أمام 3 قضاة وقد تلي عليه الاعتراف وصادق عليه، لماذا لم يشر عندها للقضاة حول تعرضه للإكراه لكي يعترف، ما يورده الآن قول مرسل. وأشار المتهم الأول كذلك إلى أنه بقي معزولا 33 يوما لا يعرف ما يدور في الخارج وكان مجبرا على الاعتراف، ليشير إليه ناظر القضية بما تم ضبطه بحوزته من حبوب، إذا لم تكن أنت فمن أحضرها ؟ وكيف وجدت داخل أمتعتك ؟