وسط ردود فعل غاضبة من القضاة وأعضاء النيابة والحقوقيين ودفاع من جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة، تراجع النائب العام المصري المستشار طلعت ابراهيم امس عن استقالته التي سبق ان قدمها للمجلس الأعلى للقضاء على ان يتم سريان العمل بها يوم الاحد التالي على الانتهاء من المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع الدستور. وشرح النائب العام اسباب تراجعه عن الاستقالة في تصريحات ل«عكاظ» قال فيها: «ان عدولي عن الاستقالة مرجعه هو انني كنت قد تقدمت بها تحت ضغوظ وظروف غير عادية. وانه لا يرضيني ان يكتب تاريخ مصر ان مجموعة من اعضاء النيابة العامة نجحت باستخدام اسلوب التظاهر والتجمهر في إكراه النائب العام وإبعاده عن منصبه سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وأضاف: «لقد أردت ألا يكون ذلك سنة يمكن ان تتبع مع اي نائب عام قادم يتقلد هذا المنصب في المستقبل». وعقب تقدم النائب العام امس بطلب العدول، قرر مجلس القضاء الاعلى التعجيل باجتماعه الذي كان مقررا الاحد لينعقد بصفة طارئه امس الخميس.. وقال مصدر قضائي بالمجلس ان الاعضاء ناقشوا طلب التراجع الذي اشار الى ان النائب العام غير راض عن الطريقة التي أقيل بها. واضاف المصدر بأن المجلس قرر بالإجماع ان الأمر يعد من الأمور الفنية التي يختص بها وزير العدل وأحاله إليه. وتوقعت مصادر قضائية رفيعة تحدثت إليها «عكاظ»، ان وزير العدل سوف يقرر بقاء النائب العام في منصبه والموافقة على طلبه بالعدول عن الاستقالة. وفيما رفض حزب الحرية والعدالة على لسان المتحدث الاعلامي الدكتور احمد عارف التعليق على عدول النائب العام للاستقالة وقال انه شأن قضائي.. قال الدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة انه لا دخل لها بالأمر وهو يتعلق بالقضاء فقط. في هذه الأثناء، استنفرت القوى السياسية والإسلامية المصرية كل طاقاتها، فانشغال هذه القوى بمعركة السبت، حيث المرحلة الثانية والحاسمة من الاستفتاء على الدستور، لم تمنعها هذه الاستعدادات من تنظيم مليونيات متناقضة اليوم الجمعة لحشد الأصوات ب«نعم» أو«لا». وتتجه جماعة الإخوان الملسمين إلى تنظيم مليونية كبرى أمام مسجد رابعة العدوية في القاهرة، كما قررت المشاركة في مليونية الدفاع عن المساجد أمام مسجد القائد إبراهيم بالاسكندرية. وأكد النائب الأول لمرشد الجماعة المهندس خيرت الشاطر مشاركتهم في المليونية، وقال إن المشاركة ضرورية للتنديد بالاعتداءات على المسجد واستغلالها في فعاليات الجماعة المتواصلة لحشد المواطنين للتصويت. في المقابل، أعلن ناشطون في ميدان التحرير أنهم سينظمون اليوم الجمعة مليونية جديدة لفضح التزوير وما شاب عملية الاستفتاء من انتهاكات وللمطالبة بإلغاء الاستفتاء والدستور وتشكيل جمعية تأسيسية تضم أطياف المجتمع المصري.