أديت أمس في المسجد الحرام وبعد صلاة العصر صلاة الميت على الشيخ محمد بن عبدالله السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى، البارحة الأولى، وأم المصلين في صلاة العصر والصلاة على الميت الدكتور صالح بن حميد، وأدى الصلاة مع جموع المصلين على الفقيد الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، والشيخ محمد الخزيم، والشيخ صالح آل طالب والدكتور ماهر المعيقلي، وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ والقضاة وعدد كبير من محبي الشيخ وطلابه الذين امتلأت بهم ساحة المسجد الحرام بالإضافة إلى أبناء وأشقاء الفقيد، وووري جثمان الفقيد في مقبرة العدل في مكةالمكرمة، وشهدت الساحات والشوارع المحيطة بالمقبرة من الناس من محبي الشيخ السبيل. من جانبه، عبر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس عن بالغ الحزن والأسى لوفاة الشيخ محمد السبيل، موضحا أن الأمة فقدت عالما وعلما من علمائها الذين قدموا خدمات جليلة وحياة حافلة بالبذل والعطاء. وقال السديس: أقدم باسمي وباسم أئمة وخطباء الحرمين الشريفين وعلمائهما ومدرسي الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، التعازي في وفاة الفقيد، سائلا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويجزيه خير الجزاء على ما قدمه من جهد وعطاء خلال حياته. من جانبه، قال نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور محمد بن ناصر الخزيم: هاتفني أخي الأستاذ عبدالله بن محمد السبيل بصوت مختلف ونبرة حزينة محشرجة في صدره مخبرا بوفاة والدنا الشيخ محمد بن عبدالله السبيل، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وأن يجعل ما أصابه من مرض زيادة أجر وخير، ووقع هذا الخبر علي شديدا مع إيماني بالقضاء والقدر، وأن هذا مصيرنا جميعا، ولكن فقد هذا العالم، هذا الأب الرحيم، هذا الكريم الشهم، هذا الإداري الناجح، هذا الداعية المؤثر، محزن لي أشد الحزن، ومؤلم أشد الألم، لأنه بمثابة والدي وعالم من علماء الأمة، تقي ورع ذو أخلاق رفيعة ومناقب عالية وتواضع جم. وأضاف الخزيم: إن منزل الشيخ -رحمه الله- في بريدة كان مفتوحا لطلاب العلم والمحتاجين والقادمين من البكيرية وغيرها، منهم من يسكن فيه لطلب العلم ومنهم من يأتي للعلاج وفيهم الغني والفقير والمحتاج، وكان -رحمه الله- يستقبل الجميع ويكرم الزائر ويهيئ الأسباب المريحة للمقيم عنده، لا يظهر مللا ولا يستثقل أحدا، وهذا شأنه في منزله في مكةالمكرمة، لأن الكرم سجيته رحمه الله، علم في المجالس يفسر ويحدث ويفتي ويروي الجيد من الشعر وأمثال العرب والقصص الهادفة، موفق في اختيار الشواهد أثناء حديثه من القرآن الكريم والسنة المطهرة أو الشعر أو الحكمة فيشد السامع إليه بحسن عباراته وبراعة استهلاله وحسن انتقاله من فكرة إلى أخرى.