على طريقة فوز الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي بنتائج الانتخابات الرئاسية حيث لم يزد الفارق بينه وبين منافسه الفريق أحمد شفيق عن 1 في المئة، أسفرت نتائج الاستفتاء في مرحلته الأولى عن وجود فارق بسيط بين المؤيدين والمعارضين.. وقد أظهرت النتائج شبه النهائية عن تأييد 56 في المئة هم الذين قالوا نعم للدستور، فيما أعلن 44 في المئة رفضهم له، ما يعكس حجم الانقسام واتساع نطاق الرافضين للدستور، رغم حملات الدعاية والإغراءات التي قدمها أنصار النظام من رموز تيار الإسلام السياسي. وفي بيان لها، أكدت حركة شباب 6 أبريل أن النتيجة شبه النهائية للمرحلة الأولى، أفزعت التيار الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين بعد أن قال ما يقرب من نصف الشعب المصري «لا» في مواجهة مشروع الدستور الذى وصفته بالمسلوق. وطالبت العديد من المنظمات الحقوقية التي راقبت الاستفتاء بإعادة المرحلة الأولى بسبب ما أكدت أنها رصدته من انتهاكات ومنع مندوبيها من دخول اللجان، ولأجل تلافي هذه الأخطاء في المرحلة الثانية. وأقام أحمد الفضالي، رئيس حزب السلام الديمقراطي، طعنا أمام مجلس الدولة لإلغاء نتيجة الاستفتاء على مشروع الدستور ووقف إجراء المرحلة الثانية للاقتراع المقررة السبت المقبل، وبرر ذلك بالانتهاكات الجسيمة التي شابت عملية الاستفتاء في مرحلتها الأولى، التى اعتبر أنها حققت رقما قياسيا فى المخالفات والتجاوزات لم تشهدها الاستفتاءات في تاريخ مصر من قبل. وقالت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين إن الاستفتاء باطل ومزور ولا يعبر عن إرادة الشعب ولا يعكس التصويت الحقيقي له في الاستفتاء. وقال أسعد هيكل المتحدث باسم اللجنة في بيان أصدرته أمس إنها رصدت الكثير من المخالفات الجسيمة التي تؤدي إلى بطلان وتزوير الاستفتاء، لافتة إلى أن الظروف التي جرى فيها الاستفتاء إجمالا اتسمت بالإكراه المادي والمعنوي وعدم التنظيم. وفي تطور لافت وبلهجة غير مهادنة على عكس المعتاد، بعث رجل الأعمال القبطي ومؤسس حزب المصريين الأحرار نجيب ساويرس، خطابا مفتوحا إلى الرئيس المصري والسلطة الحاكمة طالب فيه بوقف حملات تشويه رموز المعارضة الوطنية في وسائل الإعلام ومن خلال ما أسماه ب«البلاغات العبثية». وقال: لن ترهبونا ولن تكمموا أفواهنا ولن يستطيع فصيل واحد أن ينهض بمصر دون اصطفاف وطني. إلى ذلك دعت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة المصريين إلى التظاهر غدا «لإسقاط مشروع الدستور»، حسب ما قال قياديون وبيان للجبهة في مؤتمر صحافي امس. وقال عبد الغفار شكر، عضو جبهة الانقاذ الوطني، «ندعو المصريين الى التظاهر الثلاثاء لإسقاط مشروع الدستور». وطالبت الجبهة، وهي اكبر ائتلاف للمعارضة المصرية، في بيان لها اللجنة العليا للاشراف على الاستفتاء الى «النظر بشكل جدي» في طلب المنظمات الحقوقية بضرورة إعادة المرحلة الأولى للاستفتاء في ضوء «الانتهاكات» التي سادت كل مراحلها، خاصة في مرحلة الفرز.