تنبض برامج العمل التطوعي بالكثير من الإضاءات التي ترسخ مفاهيم العمل الإنساني في وعي الجمعي للشباب وتعودهم على تحمل المسؤولية وتنير لهم الطريق وتحفزهم للمزيد من العطاء الإنساني. وفي سياق الحراك الاجتماعي اوضحت الدكتورة ماجدة ابوراس رئيسة الجمعية السعودية للبيئة أن الجمعية تبنت برنامجا وطنيا اطلقت عليه البرنامج الوطني للتوعية البيئة والتنمية المستدامة وأن هذا البرنامج رفع الى مجلس الشورى وأخذ توصية عليه وأن جميع انشطتها وبرامجها التي تقوم بها تنطوي تحت هذا البرنامج، كما اوضحت ان الجمعية تنظم العديد من البرامج التي تخدم البيئة على المستويين التثقيفي والميداني، وأن برنامج أو حملة تنظيف كورنيش جدة التي تمت مؤخرا كانت أحد تلك البرامج وساهم فيها شرائح مختلفة من افراد المجتمع في صورة من صور العمل التطوعي الرائع، كما أوضحت ان الجمعية تبنت مشروعا بالتعاون مع التربية والتعليم عن الحس البيئي في المدارس وأسمته مدارس الحس البيئي والتي تضم 60 مدرسة في كل منطقة. وقالت «وقعنا العديد من الاتفاقيات مع وزارة التربية والتعليم ووزارة المياه والكهرباء وهيئة الطيران المدني، وسيطلق الأمير تركي بن ناصر رئيس هيئة الارصاد والبيئة عدة جوائز قريبا لأفضل المدارس، ولدينا في الجمعية هدف نعمل عليه لتحويل هذه المدارس إلى مدارس خضراء». وقالت لدينا في كل أسبوع نشاطات سواء في الكورنيش أو الحدائق أو المنطقة التاريخية أو الأحياء، وجزء من هذه النشاط توعوي وجزء ميداني مثل توزيع أكياس النفايات على المتنزهين ليضعوا النفايات فيها والجزء الآخر توزيع كتيبات ونشرات تثقيفية واحضار أدوات نظافة طبعا بإشراف الامانة ومن يرغب من المتطوعين يشاركنا العمل فالفكرة تستحث في الناس العمل وتشجعهم على المشاركة. أما بخصوص عدد المتطوعين فتقول الأمر يختلف باختلاف المناسبة او الحدث وباختلاف الوقت ولكنه اجمالا يتراوح بين 10 و1400 متطوع. عمل إنساني ويؤكد مدير عام التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله أحمد الثقفي على أن العمل التطوعي عمل انساني نابع من ثوابتنا الشرعية التي تربى ونشأ عليها شباب هذه الامة المسلمة، واضاف الثقفي «إن هناك بوادر تطوعية في كافة القضايا الاجتماعية التي تحتاج الى سواعد الشباب للوقوف جنبا الى جنب مع ما يمس الحياة الكريمة للفرد السعودي، سواء كانت برامج توعوية أو إغاثية أو حتى اعانات مادية واستشارات طبية ونفسية». واضاف «ولا أدل من ذلك الا تلك المبادرات التي تكونت في زمن قياسي اثناء كارثة جدة التي بلغ عدد اللجان التطوعية من تعليم جدة ما يقارب ال15 لجنة جميعها عملت على مدار الساعة للتخفيف من آثار الكارثة والتي نجحت بكل المقاييس في إدارة تلك الازمة والخروج منها بنماذج تطوعية سجلت حضورا لافتا في المشهد الاجتماعي». وترى سارة بغدادي أن مفهوم العمل الاجتماعي واسع وكبير، وهو ليس مجرد عمل، بل إحساس وفكر وسلوك، يمكن للشخص أن يتطوع بفكره أو عمل يقدمه لخدمة غيره أو تشجيع يحفز به الآخرين. أصبح الشباب يبحث كل يوم عن فكرة جديدة ليخدم بها مجتمعه. ثقافة التطوع ويقول كل من محمد شرف: «انتشرت ثقافة العمل التطوعي مؤخرا، وهي في الأصل موجودة في تعاليم ديننا وقيمنا الاجتماعية، المبادرة والعطاء من أبرز سمات العمل التطوعي، وهذا ما يمثله العمل الاجتماعي سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات والشركات، فهي مسؤولية اجتماعية على الطرفين القيام بها والعمل على توسيع نطاقها». ويقول عادل الحسناني مشرف العمل التطوعي لشباب مكة في مشروع تعظيم البلد الحرام: إن هدف المشروع تعظيم البلد المقدس في قلوب المسلمين المقيمين في مكة والوافدين إليها؛ لتكون بلدا آمنا ومجتمعها مثالا يحتذى به في الحفاظ على الأرواح والأموال والأعراض والمعاملة مع الآخرين، والعناية ببيئة مكةالمكرمة وتطهيرها وإعمارها حسيا ومعنويا. كرسي علمي ويقول الدكتور خالد المطرفي المشرف على معهد ريادة الأعمال بجامعة أم القرى: هناك كرسي علمي في جامعة أم القرى يختص بأبحاث الأعمال التطوعية داعيا جميع الجمعيات التي تشارك في الأعمال التطوعية بالاستفادة من هذا الكرسي وعرض مرئياتها ومشاكلها، ففي الجامعة لدينا التمويل ولكن لا نجد الأشياء التي يحتاجها المجتمع سواء في العمل التطوعي أو المسؤولية الاجتماعية. ويقول المهندس أحمد بن بريك من مجموعة قلب جدة: نقوم مع مجموعة قلب جدة باستثمار الأوقات المتاحة لنا في الاهتمام بالمنطقة التاريخية في جدة من خلال الأعمال التطوعية والزيارات والجولات، وتعريف الأهالي والمواطنين بالتنسيق مع العمد بجدة التاريخية وهو عمل طوعي يشارك فيه الشباب الصغار والكبار جنبا إلى جنب العمد في قلب جدة. ويضيف زميله في مجموعة قلب جدة المهندس عبدالله مخاشن: إن المجوعة تقوم بتسليط الضوء على المواقع المميزة في جدة مثل المساجد الموجودة بالمنطقة التاريخية والمتاحف والأسواق وغيرها من بيوتات جدة. تطوع وتنمية ويرى أحمد الزغبي مدير الأنشطة الطلابية بجامعة الملك عبدالعزيز أن العمل التطوعي دافع أساس للتنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ويعني حيوية المجتمع واستعداد أفراده للتفاني والتضحية وتتحقق من خلاله أجمل معاني النبل والإيثار وحب الخير فالمتطوع عادة لا يهدف إلى كسب مادي أو مكانة اجتماعية ذلك ان شعوره بالانتماء واعتزازه بوطنه ووفائه لمجتمعه هدف سامٍ يسعي لتحقيقه فحب الوطن من الايمان وتنهض المؤسسات الاجتماعية والشبابية إلى تعزيز هذا الجانب، فقد أولت جامعاتنا اهتمامها فعملت على نشر ثقافة التطوع بين ابنائها عبر إنشاء المراكز والاندية التطوعية، كما خصصت له برامج اجتماعية ومسابقات متنوعة في كافة المجالات.