قال المشاركون في برلمان الشباب المنعقد في مكةالمكرمة تحت عنوان (آفاق المسؤولية الاجتماعية .. شباب مكة أنموذجا): إن التداخل بين الجمعيات الخيرية التطوعية وغياب المظلة الموحدة، قد يؤثر على ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية، مما ينعكس سلبا على الشباب، مؤكدين أن الحاجة باتت ملحة لاقتحام الميادين العامة والتسويق لتلك الثقافة في المقاهي والملاعب وتجمعات الشباب. وكشف مسؤولون مشاركون في البرلمان أنه سيطلق كرسي متخصص في دراسات الأعمال التطوعية والمسؤولية الاجتماعية رصد له ميزانية بحثية 5 ملايين ريال ومن شأنه أن يرتقي بهذه الأعمال، لافتين إلى أهمية صناعة قادة كصف ثان في كافة المؤسسات المجتمعية من الشباب بما يضمن استمرارية العمل وتوسيع قاعدة المشاركة الشبابية في تلك المؤسسات، مطالبين بضرورة إعداد قادة منهم يتولون مهام الإشراف على العمل الميداني خدمة لضيوف الرحمن. * عادل الحسناني (مشرف العمل التطوعي لشباب مكة في مشروع تعظيم البلد الحرام): انطلق مشروع تعظيم البلد الحرام من لجنة القيم التابعة لجمعية مراكز الأحياء فرع مكةالمكرمة، وقام بعدة أنشطة منها نشاط طائفي ونشاط إسعافي استهدفت ساكني مكةالمكرمة وزوارها حيث تم تأهيل شباب ذي تدريب عال بعد عدة مقابلات شخصية بدأت عام 1426 ه فيما سيحتفل البرنامج قريبا بمليون مستفيد من هذه الأنشطة والخدمات وهناك بعض المتطوعين يقومون بزيارة المرضى والمعتمرين والحجاج، كما يقوم بعض الشباب بعدة حملات على مدار العام أهمها حملة «مواساة» لزيارة المرضى المنومين في المستشفيات بالتنسيق مع وزارة الصحة ومشروع تعظيم البلد المقدس في قلوب المسلمين المقيمين في مكة والوافدين إليها؛ لتكون بلدا آمنا ومجتمعها مثالا يحتذى به في الحفاظ على الأرواح والأموال والأعراض والمعاملة مع الآخرين، والعناية ببيئة مكةالمكرمة وتطهيرها وإعمارها حسيا ومعنويا، كما يسعى المشروع أيضا إلى تقوية مشاعر تعظيم البلد الحرام لدى أفراد المجتمع المكي وزوار البيت العتيق، لتفعيل دور المجتمع المكي في إشاعة التواصل والتراحم والإحسان فيما بينهم حتى ينعم الجميع بالأمن والأمان، فيما يؤدي المشروع رسالته عبر خمسة أبعاد تشمل البعد الديني والوطني والأمني والاجتماعي والإعلامي. شمولية البرامج الخدمية * الدكتور ياسين اللحياني (ممثل مشروع تعظيم البلد الحرام): لم يقتصر مشروع تعظيم البلد الحرام على الجانب النظري والتنظيري فحسب بل تعداه إلى برامج وفعاليات متنوعة على كافة الأصعدة ومع كل الفئات والشرائح بمساندة ومؤازرة الدوائر الحكومية والقطاعات الأهلية لأن مشروع تعظيم البلد الحرام مشروع كل مسلم يتوجه كل يوم إلى هذا البيت العتيق، وأن أهداف تعظيم البلد الحرام هي خدمة الحجاج خلال فترة مكوثهم بمكةالمكرمة، توزيع وجبات غذائية أثناء تأديتهم مناسكهم في الحج والعمرة، حل مشاكل الحجاج من حيث تكدس الأمتعة معهم، وأن شباب مكة يتشرفون بخدمة الحاج . رسالة حب وسلام * الدكتور عودة الطلحي (نائب مدير مؤسسة هدية الحاج والمعتمر): عملنا رسالة حب وسلام من أهل بلد أكرمه الله بخدمة ضيوف الرحمن، رحبت بضيف الرحمن وقت نزل، وثنت على ذلك بهدية، وصحبته بقدر وسعها وسعتها، تعلمه أركان الإسلام، وتذكره السنة في مناسكه وجميع شؤونه، حتى تودعه وهو على أحسن حال ومؤسسة هدية الحاج وضعت لخدمة زوار بيت الله الحرام وقد حملت على عاتقها هدية لضيوف مكةالمكرمة من الحجاج والمعتمرين والزائرين، لكافة المسلمين على اختلاف أعراقهم ولغاتهم وثقافاتهم من خلال تقديم العديد من الخدمات منها استقبال الزائرين والحجاج والمعتمرين، الإفتاء المباشر لهم، الوكالة في تنفيذ الفدية والكفارات، إيصال الزكاوات والصدقات لفقراء الحرم، تقديم الوجبات للزائرين فور وصولهم، إفطار الصائمين في رمضان ، عقد دورات تحسين التلاوة للحجاج والمعتمرين، توزيع كتيبات ومطويات إرشادية وعلمية وتوزيع أشرطة القرآن والمحاضرات. الميدان متعطش للتطوع والميدان لا يزال يحتاج مزيدا من الشباب في العمل التطوعي والحجاج والزوار الذين يفدون من الخارج تتوجه أنظارهم إلى الشباب كيف يعملون وما هي الخدمات التي يقدمونها لضيوف الرحمن وقد تحول العمل الخيري خلال الثلاثين عاما الماضية من العشوائية إلى المنظم . خدمات إنسانية * الدكتور حسن مغربي ( المشرف على المتطوعين في هيئة الهلال الأحمر السعودي بمكةالمكرمة): المتطوعون بالهلال الأحمر يقدمون خدمات إنسانية نبيلة وهم يتمتعون بنفس مميزات الخدمة للموظفين الرسميين ولا بد أن ندرك أن الله سخرنا لخدمة ضيوف الرحمن، فبيوتنا في الحج تفتح على مصراعيها للحجاج والمعتمرين والهلال الأحمر مفتوح لجميع فئات الشباب، ومن خلال خبرة ميدانية وجدنا أن العمل الذي يضطلع به المتطوعون أفضل من الموظفين الرسميين ودوامنا خلال رمضان يمتد لفترة أكثر من 12 ساعة لإسعاف المصابين. تركيبة المجتمع شبابية * الدكتور ياسين اللحياني: هناك الكثير من التحفظات على تعاطينا مع قدرات الشباب في المجتمع ولكن نريد التحدث عن ثلاث نتائج خلال حديثنا عن هذه الأعمال التطوعية خصوصا في مكةالمكرمة فليس بالدنيا مكان مؤهل يكون مثاليا للعمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية مثل مكةالمكرمة فقد أيدها الله سبحانه وتعالى بمعجزات قدرية وشرعية جعلت مكة منطلقا لإصلاح كل المجتمعات فبيئة مكة بيئة مؤهلة أن تكون راقية ومثالية من جميع النواحي وأهمها الناحية المجتمعية، مكة أرض مقدسة الإنسان يتعامل فيها بطرق معينة مع نفسه والإنسان الآخر ومع الجماد والحيوان، وحركة الإنسان في مكة تؤثر في انتقال هذا الصلاح كحركة مجتمعية، في مكة يجب أن تكون حركة متثقة مع مراد الله ومع مافيه صلاح للبشر.. حركة المجتمع هي التي تحقق رقي هذا المجتمع أو تخلفه، المجتمع السعودي كتركيبة سكانية مختلف قليلا فالمجتمع السعودي من 60 إلى 70 في المئة شباب، إذا تحرك الشباب كان المجتمع فاعلا لأن قدراتهم عادة تكون عالية وفعالة. خدمة 33 ألف معتمر سنويا *عبدالرحمن الباشري (من جمعية هدية الحاج والمعتمر): جمعية الحاج والمعتمر متخصصة في خدمة الحاج والمعتمر ويستفيد من خدمتها سنويا أكثر من 33 ألف حاج ومعتمر، فيما تقوم الجمعية باستقبال الحجاج من خلال التنسيق مع التفويج وخدمتهم أثناء تأديتهم مناسكهم في المشاعر والحرم وأن هذه البرامج التي تقدم مكونة من كتيبات وأشرطة إرشادية مكتوبة ومترجمة بعدة لغات، كما تقدم وجبات غذائية للحجاج والمعتمرين. وللشباب دور أولي وأساسي في القيام بهذه البرامج، أما البرامج الثلاثة فتنوب الجمعية عن الحجاج والمعتمرين في تقديم زكواتهم ونفقاتهم على فقراء مكة ، وهناك بعض البرامج التوعوية من حيث تقديم نصائح عن أخطار حمل الأمتعة وتكدسها في الأماكن المزدحمة. غياب الاستراتيجيات * الدكتور خالد المطرفي (مدير مركز ريادة الأعمال والإبداع المعرفي بجامعة أم القرى): لابد أن نسمع ونصغي لتجارب الشباب لكي نستفيد منها فالمملكة يدخلها 14 مليون زائر سنويا 80 في المئة منهم ينتقلون إلى مكةالمكرمة لا يعرفون المملكة إلى من خلال مكةالمكرمة الصورة فالنمطية تتكون من خلال زيارتهم للديار المقدسة، لذا لا بد من تشكيل هذه الصورة الذهنية الحسنة لمكة من خلال فئة الشباب، النماذج التي سمعناها مشرفة، العمل لدينا يحتاج شيء من الاستراتيجية والتخطيط والخطة طويلة المدى لننظر إلى المستقبل ونخشى بأن يكون هرم هؤلاء القادة هم من يمتلكون زمام الأمر فقط لذا لابد من صناعة صف ثان من القادة الشباب لنجد من يقود العمل التطوعي مستقبلا، من المفترض أن يكون هناك شاب مرافق لمدير الإدارة لكي لا ينقطع العمل.. لكي نصنع عمل طويل المدى، الأمر الثاني هو تداخل عمل بعض المؤسسات فبعض المؤسسات تقوم بأعمال يقوم بها الهلال الأحمر فلابد من كل مؤسسة خيرية أن تمسك عمل واحد وتركز وتبدع فيه، الصورة النمطية لأهل مكة في الخارج تشكلت بسبب الباعة المستغلين للمعتمرين والحاج فنستطيع أن نرجع الصورة النمطية من خلال العمل التطوعي في الهلال الأحمر وهدية الحاج وتعظيم البلد الحرام وغيرها من الجهات والمؤسسات الخيرية. فرص ذهبية * عبدالله السواط (مدير فرع هيئة السياحة والآثار بمكةالمكرمة): هناك فرصة ذهبية لشباب مكةالمكرمة وهي الإرشاد السياحي فقد لمسنا من الواقع أن الذين يقومون بالإرشاد السياحي بمكةالمكرمة غير مؤهلين ويسيئون إلى البلد والواقع الحالي يثبت هذا الشيء، لذا لا بد من تواجد جميع الشباب في هذا النشاط العظيم، في مكة الآن 26 مرشدا سياحيا فهذا لا يغطي الأماكن الأثرية بمكة، فمكة في الوقت الحالي تحتاج إلى 200 مرشد سياحي يكونون على معرفة بالمواقع التاريخية، وبعض الناس يستغلون الحاج والمعتمر وهم لا يعرفون عن مكة شيئا، وهناك دول أخرى في الخارج تسوق للمجال السياحي ولم تصل إلى العدد الذي تصل إليه مكة من السائحين حيث يصلها سنويا 15 مليون زائر. غياب الدراسات * فهد الشريف (من مشروع تعظيم البلد الحرام): نجاح الأمة يقاس بإنتاجها العلمي والفكري وهنا سؤال ملح جدا: لماذا لا يكون هناك دراسات علمية وأبحاث لمسألة العمل التطوعي أم أن القضية اجتهادات شخصية أو فردية، ولعلي هنا أتساءل: هل لدى هيئة السياحة والآثار دراسات علمية موثقة حول دور المواطن والمقيم تجاه الزائرين لمكةالمكرمة أم أن أحكامهم عشوائية؟ كرسي بتكلفة 5 ملايين للتطوع * الدكتور خالد المطرفي: هناك كرسي علمي في جامعة أم القرى يختص بأبحاث الأعمال التطوعية بتكلفة 5 ملايين ريال سيوقع خلال الأيام القادمة داعيا جميع الجمعيات التي تشارك في الأعمال التطوعية بالاستفادة من هذا الكرسي وعرض مرئياتها ومشاكلها، ففي الجامعة لدينا التمويل ولكن لا نجد الأشياء التي يحتاجها المجتمع سواء في العمل التطوعي أو المسؤولية الاجتماعية. استغلال المواقع الأثرية * مدير هيئة السياحة والآثار ردا على سؤال الشريف: هناك استغلال من الأجانب الذين يستغلون بعض الأماكن الأثرية وقد رصدت سلوكيات مرفوضة بالتنسيق مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث يسوقون لمعتقدات خاطئة في المواقع الأثرية مؤكدا أن هناك خطابات رسمية من التجاوزات التي يقوم بها بعض الأجانب. النزول للميادين العامة * مؤيد ممدوح (من برنامج شباب مكة ): قمنا بعمل فريق تطوعي قبل عامين كسبنا من خلاله ثقافة العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية لكن نجد أن ثمة قصور كبير في التوعية. * صلاح عبدالشكور (المشرف الإعلامي ببرنامج شباب مكة): وسائل الإعلام تلتفت إلى شباب مكة المتطوعين ومن خلال عملي أجد أن الكثير من وسائل الإعلام لا تعطي الاهتمام الكافي لهذه الأعمال التطوعية ومن خلال إرسال دعوات لوسائل الإعلام لتغطية أي فعالية يكون السؤال العريض: من الشخصية البارزة التي ستحضر؟. دور وزارة التربية والتعليم * محمد طاهر (من جمعية هدية الحاج والمعتمر): بالنسبة للتدريب والتأهيل اقترح أن يدرج ضمن البرامج الصيفية التي ترعاها وزارة التربية والتعليم ولا بد أن يكون للوزارة دور واضح في هذا المجال. إطلاق برامج التدريب * الدكتور خالد المطرفي: هناك اتفاقية وقعتها جامعة أم القرى مع هيئة السياحة والآثار لتدريب الطلاب الذين يعملون خلال الفترة الصيفية على خدمة الحاج والمعتمر، وتعطى الدورة لمدة أسبوعين كيف يواجه الشاب الحاج والمعتمر ولكن لابد من وجود الشفافية ومن دون شفافية لا ينجح أي عمل خيري ولا حكومي ولا خاص. انعكاسات الخدمة * معتز عابد (من متطوعي شباب مكة): البعض يحذر الحجاج من شباب مكة ربما للسلوكيات الخاطئة من البعض ومن خلال تجربة حية وميدانية فإن الحاج إذا خدمته يراك كأنك ولده يفرح إذا التقى بك وهناك مشاهد موثقة ومشهودة في ذلك. ضعف التسويق * عبدالعزيز هوساوي (من شباب مكة): التسويق ضعيف جدا للانخراط بالأعمال التطوعية، فالإعلان التسويقي للأعمال التطوعية يجب أن يكون في أماكن تجمعات الشباب، المفترض صرف المبالغ التي تصرف بالملايين على مشاريع لا يستفاد منها على الأعمال التطوعية والتوعية. * عبدالقادر نعمانه (من العلاقات العامة): هناك مشكلة في توصيل الرسالة إلى المجتمع والناس، فللعلاقات العامة والإعلام دور مهم في ترسيخ ما تقدمه الجمعية للمجتمع. دورات تدريبية * الدكتور عودة الطلحي: نحن على استعداد لإطلاق برامج تدريبية وتأهيلية للشباب وأنا بصفتي أكاديمي في الكلية التقنية في مكةالمكرمة على استعداد للتنسيق لإطلاق دورات مجانية لتدريب وتأهيل الشباب في مكةالمكرمة على أي برامج مقترحة تعزز من ثقافة المسؤولية الاجتماعية.