تناثر إيصالات أو اكتظاظها إلى جانب الصرافات الإلكترونية لا يعني «راحة البال»، بل هي مؤشر على خلو الرصيد البنكي من المال. كمية الأوراق المنتشرة، وما تحمله من معلومات حول عدم وجود اسم المستفيد أو ما يدل على شخصيته، دفعت محرر «عكاظ» لاستراق النظر عليها، من باب الفضول، وليس تطفلا على حسابات الآخرين، خاصة في ظل عدم توفر معلومات شخصية للشخص. وأكد محمد الحارثي، أنه مع بداية كل شهر يزدحم البشر، وتنتظر المركبات، حتى يستطيع المستفيد سحب النقود، مشيراً إلى أن هذا الازدحام يتلاشى تدريجياً. وقال: في منتصف الشهر نادرا ما تجد مثل هذا الازدحام على الصرافات الآلية، مبيناً أنه في تلك الفترة يصبح الرصيد البنكي أقرب إلى الخلو. من جهته بين محمد الصالح، أنه مع إيداع الرواتب في حسابات المستفيدين نهاية كل شهر، يتقاذف البعض إلى الحصول على المبالغ المالية، مؤكداً أن ما تم سحبه بهدف تحقيق الترفيه للأطفال، والبحث عن الرفاهية في التواجد في المراكز التجارية، مشيراً إلى أن التبذير والبذخ في بداية كل شهر يقل مع دخول الشهر في نهاياته. وأضاف: تحاول العائلات متوسطة الدخل تدارك الموقف بعد ما يتم الصرف على الترفيه بسخاء، بينما تندر كذلك الطلبات على التوجه إلى الأسواق التجارية لغرض التنزه، مرجعاً السبب في ذلك إلى انخفاض مؤشر ما يحمله الرصيد من نقود. في المقابل قال علي الزهراني متهكماً: «في رصيدي 25 ريالا»، موضحاً أنه يعيش وعائلته حالة تقشف اقتصادية، حتى يحين موعد إيداع الرواتب، لتعود الابتسامة إلى كافة أفراد الأسرة. وعن سؤالنا حول جدولته للراتب بشكل شهري، أجاب: «أغلب العائلات لا تجدول ما يتم صرفه يومياً مع عدد أيام الشهر، لذلك لا تجدني أبحث عن ما يجعلني أقسم الدخل المادي، وفق الالتزامات والأهميات، وغياب الجدولة لاحظته على غالبية من حولي سواء من الأصدقاء، أو زملاء العمل». واختتم: «بعيداً عن الجدولة والموازنة، نحن نعيش حياتنا بالبركة». وأبدى أبو محمد، استياءه في ظل عشوائية صرف الرواتب على العائلات، مشيراً إلى أنه أحدهم، ولا يستطيع عمل جدولة لتقسيم الدخل المادي على أيام الشهر. واستطرد: عندما يصرف أرباب الأسر مبالغ مالية عالية، مقارنة مع دخلهم الشهري، لإيجاد وسائل ترفيه، واستمتاع بداية الشهر، وظهور حالة تقشف واستدانة مع نهايته، دليل على عشوائية، ولا عقلانية في إدارة الأمور الاقتصادية، ناصحاً الآباء والأمهات بإيجاد جدولة مناسبة لراتب الفرد، بعيداً عن الضغط النفسي أمام متطلبات الأبناء نهاية كل شهر.