لا غيرة، لا بخل، لا حسد، يقصون قلبا عن جسد، وإن طال الأمد. لا وهم يشدني ويطمس إحساسي ويوقف نبضي وأنفاسي. لا شيء يمحو لب ذاكرتي ويمنع عني زائرتي. كلما مرت السنين عظم الشوق والحنين. في ليلة ظلماء تغيرت الأجواء وما تغير الشوق ولا الولاء. هيهات يذهب كنز فؤادي الذي كتب لي من قبل ميلادي. وهيهات يعطيني الحنان سواها وقد سقتني من قبل أن أراها. إنها قدري العذب الآسر وحظي الرائع النادر. سيدتي أنا لا أصغي لما يقولون ولا أحس بسفركِ الذي يعلنون. فهمساتك ها هي في مسمعي ودعواتكِ من حولي ومعي. وأريجكِ الفريد في الهواء وابتساماتكِ في كل الأنحاء. يظنون أنكِ ما حملتِني إلا شهورا، وأنتِ حملتِني ورفعتِني دهورا. يهرفون أنك تركتِني غِيلة، وأنت معي كل يوم وليلة. لم ترحلي، لم تتركيني وتذهبي. لا، لم تموتي، لم تهجريني وتغيبي فالموت يعني الفراق، وأنتِ تسكنين مني الأعماق. أماه. كبرت وشاب شعري وأظل أناجيك كما كنت في صغري أماه. لا أنام إلا مستشعرا حضنكِ وممرغا وجهي بكفكِ. كلما غزرت أدمعي هدهدني طيفكِ وأسكت أضلعي. أمي وسيدتي وحبيبتي الحسناء رعيتِني ورحمتِني فليرحمكِ من في السماء. ليس وحده يدعو لك لساني بل كل ذرة في كياني.. لا يبقيني سعيدا إلا سابق رضاكِ والأمل بعد الممات في لقياكِ. فارس محمد عمر (المدينة)