في ليلةٍ حالمة جمعت النوارس والصواري والسفن في مخيلتي وحلقت جنوبا نحو جزيرة فرسان السمراء التي تلتقي مع فاتنتي (جدة) في بساطتها وأريحيتها ودفء أهلها.. فإذا الزمن يعود بي إلى مقاعد الدراسة وأتذكر تلك القصيدة الخضراء التي لازمتني في عتبات عمري ومازالت تستقر كما تشاء وتبني المجد والعزم في حناياي.. إنها الوشم الأدبي الشامخ الذي كتبه استاذنا الكبير علي صيقل في ساعده وتناقلناه نحن تعاهدنا على حفظه وعدم التفريط بها.. إنها الوسم الموروث بالعز والإباء والنخيل وكملة التوحيد فاشرأبت في نفوسنا ونمونا على بريقها ورايتها. المبدع علي صيقل نقلنا بقصيدته المقينة بلون الذهب إلى قيمة عالية في حب الوطن فانهمرت مطرا مغيثا لكل أفكارنا ومشاعرنا.. ما أجملك يانسل فرسان التليد وشقيق البحر حيث جعلتنا نمطتي صهوة الريح ونبحث عنك نتساءل عن أخبارك ومشوار أدبك. فوجدتك بهيبة المواطن الصالح المحافظ إبان تكريمك من قبل النادي الأدبي بجازان في احتفاليته الأخيرة بذكرى توحيد الوطن, حيث رفعت الرؤوس وكرمت لأنه أصل هذا التكريم وديدنه الذي يحق لبلادنا أن تفخر بمبدعين كأمثالك.. فأنت ممن روضوا الحرف وصاغوه بهامة الاحترام والولاء والحب ودوزنوا نتاج نشوتهم الشعرية فجاءت رقراقة تنساب على الشفاه وتقع في القلوب لتستمر جيلا بعد جيل.. وختاما: أترككم هنيهات مع جزء من قصيدته العطرة التي غرست في داخلي كيف أتذوق الشعر في وطني ولا أنساه.. وشم على ساعدي نقش .. على بدني وفي الفؤاد وفي العينين يا وطني شمسا حملتك فوق الرأس فانسكبت مساحة ثرة الأضواء تغمرني قبلت فيك الثرى حبا .. وفوق فمي من اسمرار الثرى دفء تملكني يا موطني إنني أهواك في وله يا نكهة حلوة تنساب في بدني أقسمت بالله لن أنساك يا حلمي. فإن سلوتك هيئ لي إذن كفني