من لم يزر الأربطة في مكةالمكرمة، أو جدة، يفزعه تردي الأوضاع التي يعيش فيها نزلاؤها بسبب إهمال المشرفين عليها وعدم توفير الرعاية المطلوبة ل «الإنسان» حيثما كان. وبصرف النظر عن سوء أوضاع المباني وعدم توفر النظافة أو الفرش، فإن معظم الأربطة توشك مبانيها أن تتهدم، كما يوشك نزلاؤها أن يتحولوا إلى عجزة ومقعدين بتعدد الأمراض التي لحقت بهم إلى جانب الشيخوخة وضعف البنية التي هدها المرض. وبعدد يوم الاثنين 11/10/1433ه نشرت «عكاظ» مطالب نزلاء الأربطة ومما جاء فيها ما نصه : طالب عدد من المسنين والمسنات والمطلقات والأرامل الملازمين للأربطة الخيرية بجدة، بشمولهم بالتأمين الصحي والخدمات الصحية الشاملة لمواجهة الأمراض، التي تداهمهم نتيجة مرحلة الشيخوخة. وكشفت جولة واحدة نفذتها «عكاظ» على الأربطة في جدة، للوقوف على حال هذه الفئة الغالية على مجتمعنا، كشفت مدى معاناة ساكنيها، من الحرمان وافتقادهم للحنان، فلا أحد يزورهم إلا فيما ندر، مأواهم غرفة ضيقة في مبنى متهالك يشكو عوامل الزمن ويفتقر للخدمات، متاعهم أسرة صغيرة وأغطية بالية وأوعية طبخ متناثرة هنا وهناك، ويقتاتون بما يجود به المحسنون ويشكون أمرهم لله. وتحدثت عيشة سمكري أرملة في السبعين من عمرها نزيلة في أحد الأربطة بمنطقة البلد، تسكن وحيدة في إحدى غرف الرباط قالت: «لا أريد أن أتحدث عن معاناتي فيكفي ما عانيت منه منذ أن دخلت إلى هذا الرباط، ونحن لا ننكر المعروف فهناك الكثير من المحسنين الذين يغدقون علينا بكرمهم، ولكننا نريد رعاية صحية شاملة لأن الكثير من المسنين يعانون من الأمراض المزمنة» . وأشارت السمكري إلى أنها تحتاج لأمور عدة هنا منها المكيف والثلاجة وبقية الأجهزة الكهربائية وتغيير السرير الذي تنام عليه لاسيما أنها مريضة بالمرض (الخبيث) في الرئتين. من جهتها قالت (س. م.) إننا كمسنات وأرامل ومطلقات نحتاج لرعاية صحية متواصلة. وتتفق معها أم محمد التي فقدت ابنها وزوجها وجاءت إلى الرباط الذي احتضنها، تقول نحن كمسنات داخل الأربطة نعاني من الأمراض، فهناك من يحتاج إلى الدواء والمتابعة الصحية المستمرة، وأضافت: إنني أشعر بآلام في الليل وأثناء النوم خصوصا في المفاصل.. هذا حديث نزلاء الأربطة في جدة ومن بأربطة مكةالمكرمة لا يختلف في قليل أو كثير عن حال هؤلاء .. فهل يستيقظ ضمير المشرفين على الأربطة ويؤدون ما أؤتمنون عليه. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة