بعد طول انتظار استمر لاكثر من ثلاثة عقود، صدرت الموافقة عام 1431ه، على انشاء مطار القنفذة الاقتصادي الاول على مستوى المملكة، وفي العام المالي 1431 1432ه تم اعتمادة رسميا. وكان من المقرر بدء تنفيذ المطار المنتظر عقب شهر رمضان من نفس العام، حسب تصريحات المسؤولين في هيئة الطيران المدني، إلا أن إيجاد الموقع المناسب حال دون ذلك، إذ إن هيئة الارصاد عارضت إنشاءه في الموقع المقترح بحجة أنه غير مناسب، وعلى الفور صدرت توجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، بتشكيل لجنة لاختيار موقع بديل، وكونت اللجنة من هيئة الطيران المدني، البلدية، الامارة، الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة، تمكنت خلال زمن قياسي من اختيار موقع آخر شمال القنفذة على شاطئ البحر الأحمر، وعلى الفور تمت الموافقة عليه، وتم الانتهاء من جميع الدراسات والرسومات الكروكية والخرائط، وفي انتظار تسليم البلدية صك الارض لهيئة الطيران المدني، للبدء في التنفيذ، إلا أن المفاجأة كانت كبيرة عندما أعلنت هيئة الطيران المدني عدم الحاجة الى إنشاء مطار في محافظة القنفذة في الوقت الحالي لقربه من مطار الباحة. ووصف عدد من أهالي القنفذة تصريحات هيئة الطيران المدني، بأنها أشبه بصاعقة نزلت على رؤوسهم وعلى جميع سكان المحافظة والمراكز التابعة لها، ما دعا عدد منهم إلى التوجه لمحافظ القنفذة فضا بن بين البقمي، لشرح معاناتهم من الصدمة التي تلقوها إثر تصريح رئيس الطيران المدني بإلغاء «المطار الحلم» لقربه من مطار الباحة، وناشدوا المحافظ رفع معاناتهم وشكواهم إلى القيادة الرشيدة، والى سمو أمير المنطقة، بالتدخل السريع لإعادة تنفيذ مشروعهم الذي انتظروه طويلا. وأكد كل من أحمد إبراهيم الفقيه، محمد علي المتحمي، أحمد علي الناشري، ومحمد عقيل الزبيدي، ان مطار الباحة لم يخدم في يوم من الأيام القنفذة والمراكز التابعة لها لبعد المسافة بين المدينتين، ووعورة الطريق والظروف المناخية من ضباب وجبال شاهقة، فضلا عن طبيعة جغرافية المنطقة، إضافة إلى أن المسافر من القنفذة إلى الباحة يستغرق من 2 3 ساعات في الطريق، ما يعنى انه عليهم ان يسافروا الى جدة عبر الطريق الساحلي والذي تكثر فيه الحوادث المرورية، مؤكدين حاجتهم الماسة للمطار، ومطالبين بالاسراع في تنفيذه لدفع عجلة التنمية والحل والترحال ونقل المرضى بالاخلاء الطبي الى مختلف مناطق المملكة، وجلب الاستثمارات الى المحافظة. وبين الفقيه، أن عدد سكان القنفذة يبلغ قرابة 300 ألف نسمة، وعدد المراكز الإدارية 11 مركزا، إضافة إلى 500 قرية وهجرة، فضلا عن امتدادها من حاضرة المحافظة (مدينة القنفذة) وصولا إلى مركزي العرضيتين على مسافة 150 كم شرقا و70 كم جنوبا، وصولا إلى مركزي حلي وكنانة، و65 كم وصولا لمركز دوقة شمالا، حيث تعد ثالث أكبر محافظات منطقة مكةالمكرمة بعد جدة والطائف من حيث المساحة والكثافة السكانية. وأشار المتحمي، إلى أن وفدا من أهالي المحافظة زار رئيس هيئة الطيران المدني في مكتبه فوعدهم بزيارة قريبة الى القنفذة. وقال الناشري، إن المتحدث الرسمي لهيئة الطيران المدني خالد الخيبري، اطلق في وقت سابق تصريحات اعلامية حول انتهاء الهيئة من إعداد التصاميم الأولية لجيل المطارات الاقتصادية التي ستنفذ، ومنها مطار القنفذة، حيث قال في تصريح سابق إن المساحة المتوقعة لمطار القنفذة تبلغ نحو 21 كيلو مترا مربعا، وسيعمل بمدرج واحد طوله 3000 متر وهو كاف لاستقبال الطائرات ذات الاحجام المتوسطة والصغيرة، وهي الطائرات المتوقع استخدامها في مثل تلك المطارات. كما أفاد الخيبري بأن مشروع المطار اعتمد ضمن ميزانية الهيئة العام المالي 1431/1432ه، حيث عملت الدراسات والتصاميم الأولية للمشروع، وجار إعداد وثائق التنفيذ مع عمل التصاميم النهائية والتي ستطرح للمنافسة قريبا بعد استلام الموقع بشكل نهائي. كما كشف عن اعتماد دراسة إنشاء مطار القنفذة، والتي تمت بناء على الإحصائيات الرسمية الصادرة من مصلحة الإحصاءات العامة في وزارة الاقتصاد والتخطيط، إضافة إلى مؤشر النمو السكاني والاقتصادي، وأكثر من ذلك فقد اعتمدت الدراسة أيضا على نتائج عدة زيارات ميدانية لفريق التخطيط في الإدارة الهندسية في قطاع المطارات الداخلية في الهيئة إلى المحافظة. «عكاظ» التقت محافظ القنفذة فضا البقمي، الذي أشار إلى أن مشروع مطار القنفذة الاقتصادي يحظى بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل شخصيا، لدفع عجلة التنمية في المحافظة.