ما زالت قضية بعض كوادر التعليم في المدارس الأهلية تراوح مكانها ، ففي الوقت الذي يطالب فيه المعلمون بتنفيذ تعديل رواتبهم وفقا للقرار الصادر حول هذا الموضوع فإن بعض إدارات المدارس تصر على ضرورة اختبار المعلمين قبل توقيع العقود معهم، مع إحضار الكشف الطبي، وبين هذا وذلك أجمع عدد من المعلمين أنهم أصيبوا بالإحباط نتيجة لجشع بعض أصحاب المدارس على حد وصفهم، ما جعل الكثيرين منهم يتركون المدارس التي التحقوا بها. في البداية أوضح عبدالرحمن الغامدي بقوله: عملنا منذ بداية الدراسة في إحدى المدارس ولم توقع معنا عقوداً ورواتبنا 3100 يأخذون منها 450 ريالا للتأمينات علما بأن المفترض أن يكون الاستقطاع فقط 279 على أساس أن الراتب الذي نتقاضاه في الوقت الحالي 3100، وهم يحاسبوننا على راتب كامل. واستطرد «لدينا اختبار صلاحية وقدرات من قبل إدارة التربية والتعليم ، فلماذا يعمد مالك المدرسة لعمل مقابلة شخصية ، كما أن لدينا التزامات أسرية وعقود إيجارات وهذا الراتب القليل لايكفينا، فلماذا لا يتم منحنا رواتبنا كاملة . حيث إننا لم نتوقف عن مطالبة مالك المدرسة بحقوقنا، ولكنه يماطلنا ويفرض شروطا وقوانين تعقيدية، وعندما شعر بأننا سنغادر المدرسة كما غادرها السابقون، طلب منا إجراء الكشف الطبي بعد ثلاثة أشهر من وجودنا في المدرسة، وعند سؤالنا عن سبب ذلك أفاد بأنه يخشى أن يكون فينا مرض معد أو ماشابه. شروط تعجيزية وقال سعد الغامدي، من ضمن شروط المدرسة إجراء مقابلة شخصية معنا من قبل معلم غير متخصص وهو يختبر جميع المعلمين باختلاف تخصصاتهم، علما بأن لدينا اختبار صلاحية كمعلم من إدارة التربية والتعليم، وعندما قلنا بأن النظام لايطلب منا كشفا طبيا، ولا يجبرنا على إجراء مقابلة شخصية، علما بأن العديد من المعلمين في المدرسة لم يطلب منهم كشف طبي، ويمارسون مهنة التعليم بشكل طبيعي. وأضاف بقوله: هناك ثلاثة مدرسين غادروا المدرسة لهذه الأسباب، ونحن سنخرج، والطلاب هم الخاسر الأكبر. فمنذ بداية الفصل الدراسي والمدرسة بدون معلم دين، وقد أتى بأحدهم منذ أسبوعين فقط، ومدرس الأحياء ترك المدرسة واللغة العربية أيضا. مبنى غير مناسب وأوضح كل من حسن الشمراني وفارس السلمي أنه تم خصم 450 ريالا منهما كتأمينات وأنهما ليسا مسجلين في التأمين وأضافا بأن المدرسة عليها أمر إيقاف منذ سنة تقريبا بسبب مبنى فيها غير معتمد لأنه مشيد من الحديد وإدارة التعليم رفضت اعتماده، ولا يوجد مخارج للطوارئ ولا توجد شهادة اعتماد من الدفاع المدني. ولا توجد فيها غرفة أو حمام، كما أننا لم نستلم مبلغ الدعم من الموارد البشرية لمدة ثلاثة أشهر بسبب عدم توقيع العقود معنا ومماطلة مالك المدرسة. خلفية علمية وفي موازاة ذلك أكد مدير عام التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله أحمد الثقفي أن معلمي ومعلمات التعليم الأهلي يخضعون لاختبارات الصلاحية من قبل مشرفي ومشرفات المكاتب وأنه لايوجد معلم أو معلمة في مدرسة أهلية يمارس مهنة التدريس إلا بعد اجتيازه للاختبار للتأكد من صلاحيته وخلفيته العلمية وإدارته للصف لضمان تعليم ناجح. مشيرا إلى أن الاختبار يجرى في بداية كل عام قبل بدء الدراسة إضافة إلى زيارة المشرفين والمشرفات التربويات المتخصصين للمعلمين خلال العام وعقد الدورات التدريبية لجميع المعلمين والمعلمات سواء في المكاتب أو في مراكز التدريب التربوي المنتشرة في كافة أنحاء المحافظة وتشرف عليها إدارة التدريب والابتعاث الخارجي في تعليم جدة. برنامج التجريب وبسؤالنا لمالك المدرسة التي اشتكي معلموها قال: أنا كمالك مدرسة ولكي أحافظ على جودتها لايمكنني قبول المعلمين وتوقيع عقود معهم فور مجيئهم لطلب التوظيف، لقد واجهنا مشاكل عديدة في السابق، ولذلك يجب علي تجربتهم وكشف مدى قدرتهم على ممارسة التعليم ، ومدى أخلاقهم وحسن تعاملهم. وقال: المقابلة الشخصية ضرورية لتحديد مستوى المعلم المهني والخلقي، وحرصا على تعليم الطلاب أقوم بهذا العمل، بعمل اختبار من قبل متخصص يقوم بتقييمهم ومعرفة إن كانو جديرين بالتدريس من عدمه، وعملنا ذلك مع كل المعلمين وفي المدرسة من عين بناء على المقابلة الشخصية. وقال: أستغرب رفض بعض المعلمين إجراء المقابلة الشخصية، وأتساءل لماذا يخافون منها؟ وتابع مالك المدرسة «عانينا كثيرا في السابق من بعض المعلمين المحسوبين على التعليم، بسبب سلوكيات وتصرفات بعضهم وهذا بالفعل يؤثر على الطلاب في المقام الأول وعلى سمعة المدرسة». أما الكشف الطبي فيقول: أطلبه منهم تحسبا لأن يكون المعلم حاملا لمرض معد أو ماشابه، وللتأكد من سلامته أطلب منه هذا الإجراء، وهي إجراءات روتينية لامشكلة فيها. غياب جماعي من جهة أخرى أفاد سعد العمري من منسوبي إحدى المدارس الأهلية، بأن المعلمين غابوا بصورة جماعية من أجل أن تتحرك الإدارة لحل مشكلتنا التي تكمن في عدم صرف مبلغ الدعم، وعند سؤالنا للموارد البشرية أفادوا بأن المدرسة لم ترفع السجلات الشهرية للنظام، ولذلك لم يأتنا الدعم. وأفاد بأن راتبه 3500 ومبلغ التأمينات 225 ريالا لذا فإن هناك معلمين غادروا لسوء تعامل الملاك، وإصرارهم على عدم الوقوف مع المعلم وحقوقه. وقال محمد الغامدي لو علم ملاك المدارس بأن استقرار المعلم النفسي والمالي هو في الحقيقة يعود بالنفع في النهاية على مالك المدرسة، لأن تأثير ذلك سيكون على الطلاب إيجابيا، وحصيلة علمهم ستكون جيدة لأن المعلم مرتاح البال ويؤدي دوره على أكمل وجه.